كتاب: أدلة متنوعة عن قيامة المسيح

لم:عوض سمعان
عرض: نبيلة توفيق

القيامة حدث جلل لم يشهد العالم مثله, وقد بحثها في كل عصر كثير من رجال الدين والفلسفة فانتهى البعض إلى تصديقها وانتهى البعض إلى إنكارها.. إلا إن موضوع القيامة لدينا نحن المسيحيين يمثل أهم الموضوعات، لذا فكتابنا هذا يدرس الأدلة المتنوعة التي نبني عليها إيماننا الراسخ بقيامته.


أدلة تاريخية:

إن وجود الاعتقاد بقيامة المسيح نجده منذ القرون الأولى لدى جميع المسيحيين الذين عاشوا في هذه القرون, فقد قال أغناطيوس "إن المسيح تألم ومات وقام في اليوم الثالث لتبريرنا"، وقال بوليكاريوس "من ينكر قيامة المسيح فهو من أتباع الشيطان"، وقال يوستينوس "المسيح مخلصنا قام أول الأسبوع"، وقال إيريناوس "إننا نحتفل بسر قيامة المسيح في اليوم الأول من الأسبوع". وفي سنة 325م عقد في نيقية مجمع بأمر قسطنطين الأكبر حضره 318 أسقفا من جميع أنحاء العالم لكي يضعوا قانون الإيمان المسيحي. كما تم تخصيص يوم الأحد للعبادة بدلا من يوم السبت. وذكر أوسابيوس المؤرخ الشهير أن أسقف أزمير قام بتحديد موعد للاحتفال السنوي بيوم القيامة.


أدلة أثرية:

إن القبر الفارغ الذي دفن فيه المسيح لا يزال موجودا إلى الآن ويزوره الكثير من المسيحيين منذ القرون الأولى، وخلو القبر وعدم العثور على أي أثر لهذا الجسد في أي مكان رغم الجهود الجبارة التي بذلها كهنة اليهود ورؤساء الرومان للقضاء على اسم المسيح دليل واضح على قيامته وصعوده كما أعلن الكتاب. وهناك نسخ كثيرة من الكتاب المقدس يرجع تاريخها إلى القرون الأولى وأهم هذه النسخ:

النسخة الأخميمية، نسخة سانت كاترين، النسخة السينائية، النسخة الفاتيكانية، النسخة الاسكندرانية النسخة الأفرائمية. وقد قارن كثير من العلماء هذه النسخ بالكتاب المقدس الموجود بين أيدينا فلم يجدوا اختلافا في موضوع ما. هذا بالإضافة إلى الصور والنقوش القديمة.


أدلة عقلية:

لو أن المسيح لم يقم من الأموات لبدت على تلاميذه علامات اليأس والفشل، ولتشتت شملهم وانقطعت أواصر الصلة بينهم، ولكن بالرجوع بالتاريخ نرى أنه رغم الاضطهاد إلا أن الفرح لازمهم كل حياتهم ونادوا بالقيامة بكل جرأة وبأعلى صوتهم أمام رؤساء الكهنة وكل اليهود والرومان وغيرهم. ومن خلال إصرارهم على الشهادة بالقيامة دون تشكك أو تلعثم وبثبات وإيمان لهو يقين على حقيقة هذه القيامة، بالإضافة إلى ذلك نجدهم يضعون قيامة المسيح أساسا للإيمان المسيحي, وأيضا في شهادة بولس الرسول وشهادة بعض علماء اليهود وغيرهم وانتشار المسيحية رد على كل معترض ومن يتجاهل هذه الحقيقة.


أدلة روحية:


إن ولادة المسيح من عذراء دليل قاطع على وإن كان قد ظهر في جسد مادي فإنه لم يكن من جهة جوهره واحدا من سكان الأرض بل كان هو الرب من السماء، وقد شهد الوحي بهذه الحقيقة بكل جلاء فقال "الإنسان الأول (أي آدم) ترابي وآدم الثاني (أي يسوع) الرب من السماء (1 كورنثوس 47:15). وشخص مكون جسده بفعل سماوي لابد أن يترك القبر ويصعد جسده إلى موطنه الأصلي. كما أن كماله المطلق الذي شهد عنه الجميع حتى أعداءه دليل قوي على عظمته وقال هو عن نفسه: "من منكم يبكتني على خطية؟" وقد شهد الإسلام عن عصمة المسيح كما جاء بتفسير الزمخشري "ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد.. إلا مريم وابنها"، وأيضا قدرته الفائقة تبدو وهو يمشي على المياه ويسكت الأمواج ويدخل والأبواب مغلقة يشفي ويقيم الموتى.. وليست القيامة هي التي توجته بتاج الخلود بل هذا التاج كان يلبسه قبل بدء الحياة.


وأخيرا..

حقا ما أسعد المؤمن بقيامة المسيح في حياته وما أسعده بها في موته وبعد موته.. ليت الكثيرين يعرفون قيامته ويختبرونها عمليا في حياتهم لأجل خير نفوسهم العزيزة وفوق كل شيء لأجل مجد الله الذي يليق به كل المجد إلى أبد الآباد.. آمين