كيف تحافظين على نضارتك الروحية والنفسية؟

إذا أعلن التلفزيون عن برنامج خاص بالمرأة حول موضوع النضارة الدائمة، من دون أن يذكر الكلمة "الروحية"، لحضر 99% من نساء البلد ذلك البرنامج، لماذا يا ترى؟ لأنه ليس من امرأة تريد أن تتقدم في السن وتفقد نضارتها! كل امرأة تريد أن تبقى شابة. ولكن وللأسف، تعتقد المرأة أن الإهتمام بالجسد هو الذي يبقيها شابة. لذا نرى أن ملايين الدولارات تصرف سنوياً على مستحضرات التجميل بغية المحافظة على فتوة المرأة ونضارتها. من هذه المستحضرات:

- صابون لإزالة الدهون / أو عملية شفط الدهون

- كريم للوجه / أو عملية شد الوجه

- هرمونات وفيتامينات تجدد الشباب


ولكن إن فكرنا ملياً، نجد أن الأمر ليس صحيحاً، إذ لا تقدرين أن تثابري على نضارتك فترة طويلة. فثمة نساء شابات في العشرينات بكامل جمالهن وصحتهن، ولكنهن يفتقرن إلى النضارة، ويعانين يأس النساء وكأنهن في الستينات. والعكس صحيح، إذ هناك نساء بين الثلاثين والسبعين يشعرن وكأنهن في العشرين! إذاً السبب في الداخل. تقول كلمة الله إن النضارة تنبع من الداخل... " القلب الفرحان يجعل الوجه طلقاً" (أمثال 15: 13). و"القلب الفرحان يطيًب الجسم" (أمثال 17: 22).

المرأة ليست جسداً فحسب، بل هي أيضا نفس وروح!


والأطباء يتفقون مع كلمة الله التي تؤكد أن المرض النفسي يؤثر في الجسم، كما أن المرض الجسدي يؤثر في النفس! فقد يمرض الإنسان بسبب القلق والمخاوف، على الرغم من صحته الجسدية. كما أن نفسية المريض الجيدة تساعد على الشفاء العاجل. فاليوم كثيرات هن الشابات اللواتي في صحة جسدية جيدة، إنما مريضات نفسياً وقد خسرن نضارتهن بسبب ظروف الحياة من مشاكل مادية، أو زوجية، أو صعوبة مراس أولاد. وبالعكس، بيد أن كثيرات مريضات ولديهن أسباب وأسباب لفقدان النضارة، ولكنهن مرحات ونضرات، فما السبب؟ إنهن في صحة روحية ممتازة. إذاً، الصحة الروحية تؤثر في الصحة النفسية وفي الصحة الجسدية! الصحة الروحية الجيدة هي التي تبقي المرأة في نضارة دائمة.


قصة: حين كنت في العشرين، حضرت مؤتمراً لجمعية الكتاب المقدس في زحلة. كنا نحضر درس الكتاب المقدس قبل الظهر، ونتمشى في شوارع المدينة في فترة بعد الظهر لنبيع الكتب المقدسة ونوزع النبذ. في تلك الآونة لفتت نظري امرأة تناهز الخمسين، إذ كانت نضرة ونشيطة أكثر من الشبيبة كلهم في المؤتمر. وذات مرة دخلت الغرفة، وإذ بها تعالج صدرها بدواء. فقالت لي إنها تعاني مرض السرطان الذي تفشى في جسمها. وقد قال لها الطبيب إنها في شهورها الأخيرة في حياتها. وفعلاً بعد فترة سمعت أنها انتقلت لتعيش مع الرب!


من أين حصلت هذه المرأة على النضارة الدائمة وجسمها ينحل؟ كانت نضارتها تنبع من الداخل. كانت في صحة روحية ممتازة، فغلبت اليأس النفسي والألم الجسدي لأنها تمسكت بمواعيد الله. لقد قالت لي "حتى لو كنت ملكة الجمال فهذا الجسد سيفنى، أما الرب يسوع المسيح فسيعطيني جسداً جديداً لا يمرض ولا يضمحل."


يقول الناس إن أهم شيء في العالم هو الصحة الجسدية. وأما الأطباء فيقولون إن الصحة النفسية تفوق أهمية، وأما كلمة الرب فتؤكد أن الصحة الروحية هي الأهم، لأنها هي التي تحفظ نضارة المرأة. إني على يقين بأن في وسطنا اليوم أخوات يعانين أمراضاً جسدية وأمراضاً نفسية بسبب ظروف الحياة، لذلك جلبت معي أدوية تشفي الروح أولاً وتساهم إذ ذاك في الحفاظ على نضارة روحية دائمة.


1- حبوب نسيان السلبيات من الماضي، تأخدين منها حبة في كل صباح..


تحب المرأة بطبيعتها أن تنظر إلى الوراء ولا سيما إلى الذكريات السلبية؛ وهذا الأمر يسلب فرحها ونضارتها. ثمة أسباب كثيرة ومتنوعة من شأنها أن تفقدنا نضارتنا، فعلى سبيل المثل لا الحصر: قد تكون المرأة أرملة، أو مريضة، أو أولادها في مشاكل، أو أولادها في الغربة، أو متأذية من زوجها، أو مظلومة، أو عاقراً. وفي الصباح حين تبدأ المرأة يومها، فلا بد من تذكر السلبيات، خصوصاً إذا كانت وحدها في المنزل. كل منا بحاجة اليوم إلى أن نصلي طالبين إلى الرب الإله أن يشفي أمراضنا النفسية المتأتية من إختبارات مؤلمة قديمة أو حديثة، ولا سيما أن هناك طريقة صحيحة للنظر إلى الماضي.

لا تتذكري ماذا فعل الناس، أو الأحداث، بل تذكري ماذا فعل الرب.


بعد تناول حبة نسيان السلبيات، ينبغي أن تستعملي:


2- مرهم الشكر والتمجيد: هذا المرهم تضعينه على شفاهك كل صباح.

إنه يساعدك على تمجيد الله لجل ما عمله في حياتك.


لكي أتأكد من أنك تستعملين هذا المرهم، سأرسل امرأة إلى بيتك، فتخبريها ماذا فعل الرب في حياتك. وإن شاء الرب أن تجمع لجنة رابطة الأخوات هذه القصص وتطبعها في كتاب؛ وفي إجتماعنا القادم، ربما في عيد الأم، سيكون الكتاب بين أيدينا إرثاً للأجيال اللاحقة، يحكي عن عظمة الرب يسوع المسيح. "هلم اسمعوا فأخبركم يا كل الخائفين الله بما صنع لنفسي" (مزمور 66: 16).


والسبب الثاني الذي يفقد المرأة نضارتها هو التطلع إلى المستقبل بقلق. والنصيحة هنا هي:


3- فيتامينات مستخرجة من وعود الله المناسبة لكل ظرف لتقوية الروح.


كما تنظر المرأة إلى ذكريات الماضي وتحزن، كذلك تحب المرأة أن تنظر إلى المستقبل فتقلق.

تقول كلمة الله للمرأة:

- الأرملة "لا تخافي.." أشعياء 54: 4-6

- العاقر "ترنمي.." أشعياء 54: 1-3

- المتأذية من زوجها "أنا معزيك.." أشعياء 51: 12-15

- المريضة "أنا معك.." أشعياء 43: 1 و2

- المتألمة بسبب غربة أولادها مزمور 146: 9

- التي في ضائقة مادية يوئيل 2: 23-27

- المتألمة بسبب ظلم ما أشعياء 41: 10-13

- اليائسة، المسلوبة فرحها مزمور 116: 1-9

- التي أولادها في ضائقة مراثي أرميا 3: 20- 26و31- 33

- الوحيدة "لن أتركك" عبرانيين 13 : 5


الفيتامينات ضرورية للصحة الروحية، ويجب تناولها عند القلق.


4- استعمال كفوف العمل في حقل الرب. استخدمي مواهبك لخدمة الله.

ظروف العمل في لبنان نادرة، والبطالة سائدة، والنساء اللواتي لم يعملن قبلاً، يبحثن الآن عن عمل. إليك أخبار سارة: هذه المؤسسة هي ملكوت الله والرب يسوع الذي أحبك إلى الموت هو المدير. ما هي الخدمة الأساسية؟ توزيع دعوات العرس. فحسب إنجيل متى 22 سيقام في السماء عرس في نهاية العالم. والله الآب في حاجة إلى سفراء يذهبون ويخبرون الناس بذلك العرس، ولا سيما أن دعوته هي لجميع البشر.


خدمة الرب ليست كباقي الأعمال، لأن العمل العادي ينهك الجسم، وأما خدمة الرب فتبقيك نضرة كل أيام حياتك، حتى في الشيبة.


قصة: عملت مرسلة سويسرية في عنجر ثم تقاعدت ورجعت إلى بلدها. رأيتها في أرمينيا في غاراباغ، وهي منطقة مشاكل وحرب، حيث كانت المرسلة "آنا" تخدم المتقدمين في السن. من أين حصلت "آنا" على هذه النضارة؟ إنها آمنت بالوعود الخاصة للعاملين في حقل الرب. وقد ورد واحد من هذه الوعود في (مزمور 92: 14، 15) إذ يقول: "أيضاً يثمرون في الشيبة، يكونون دساماً وخضراً ليخبروا بأن الرب صالح".


وإليك آخر دواء للحفاظ على النضارة:


5- صابون الطهارة


من منكن تقدم هدية متسخة للملك؟ إن قررت أن تقدمي نفسك وحياتك لخدمة ملك الملوك، فيجب أن تتذكري أن الله يستخدم آنية نظيفة وطاهرة. ولكي تبقي نظيفة روحياً عليك استخدام صابون الطهارة يومياً. وصابون الطهارة هذا، هو الاعتراف في الصلاة والإيمان بأن الله غفر خطيتك. فمهما تقدمت بك السنون، تبقى إمكانية الخطيئة واردة، وتبقى اليقظة الروحية ضرورية. نقرأ في مزمور 51 صلاة مؤمن أخطأ. "طهرني يا رب.. اغسلني كثيراً.. قلباً نقياً اخلق في يا الله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي."


أتريدين النضارة الدائمة؟ تناولي الأدوية المدونة، والتي تصفها كلمة الله. القرار قرارك!