هل سبق وشعرت بالإحباط من العالم والطريقة التي هو عليها؟ هل واجهت عدة مواقف أو ظروف في الماضي أو في الحاضر سببت لك جروحات ولا تزال نفسك تئن منها؟ من المرجح أن كل شخص قد شعر هكذا أحياناً. والسؤال الآن، أين الشفاء لهذه الجروح؟ أدعوك أختي العزيزة أن تستمعي لهذه القصة لعلك تجدين فيها عزاء لك.
يحكى أن طفلاً صغيراً قرر أن يذهب للسباحة في بركة سباحة قديمة خلف بيته. وقفز إلى منتصف البركة غير مدرك أن في وسطها شيئاً غريباً. وفجأة تواجه مع تمساح كبير كان يتجه نحوه. شاهدته أمه بينما كان يقترب نحو التمساح وأسرعت خائفة ومذعورة وهي تصرخ بأعلى صوتها. لكنها تأخرت ولم تتمكن من الوصول لابنها قبل أن يأخذ التمساح قطعة من فخذه. وكانت المعركة حاسمة بين ابنها والتمساح وكان صوتهما يعلو أكثر فأكثر ولكن دون جدوى فقد كان التمساح أقوى منهما.
حينئذ تركت الأم ساحة المعركة مسرعة إلى مزرعة بقرب منزلها لتطلب المساعدة ولحسن الحظ سمع المزارع صراخها وأسرع ليحضر البندقية. وصوب الهدف على التمساح وأطلق النار عليه فسقط التمساح قتيلاً. وهكذا أنقذ المزارع الطفل من فم التمساح المتوحش تاركاً في فخذه جرحاً كبيراً وجروحات أخرى في مختلف أعضاء جسمه. ومن ضمن هذه الجروح كانت جروح في يده بسبب أظافر أمه التي حاولت أن تنقذ أبنها وهي ممسكة بيديه لتسحبه من البركة.
كان هذا الحدث مؤثراً جداً وعندما جاء الصحفيون لمقابلة الولد والأم طلبوا من الطفل أن يكشف عن الجروح التي في فخذه التي سببها التمساح. ولكن يا للعجب! هل تعلمين بماذا افتخر الطفل؟ لقد نسي جروح فخذه مع أنها كانت مؤلمة أكثر من الخدوش التي في يديه، وأراد من الصحفيين أن يشاهدوا الخدوش الموجودة في يديه. وعندما سألوه عن سبب فخره قال: إن هذه الخدوش والجروحات هي أعظم من جروح فخدي والسبب في ذلك لأنها تشهد لحب أمي لي التي لم تتركني بل كانت ممسكة بيدي حتى أن أظافرها دخلت في جلدي. بالنسبة لي هي أعظم من آثار الجروح التي تركها التمساح.
والآن السؤال؟ هل عندك مثل هذه الجروح التي تركت آثاراً وتسبب لك القلق والشعور بالذنب؟ إن آثار هذه الجروحات والتي لا تزال تلاحقنا دائماً تشعرنا بالندامة أو الذنب. ولكن نتعلم منها دروساً كثيرة وأهمها أنها تحتوي على خبر سار وهي أنها تعبر عن الحب الحقيقي الذي لا يفشل أبدا. إن محبة الله ترفض أن تتركنا في وسط المعركة وهو يمسك دائماً في يدنا.
يعلمنا الكتاب المقدس عن محبة الله وأن الله محبة. فهو خلقنا لأنه يحبنا وإذا شعرت أن نفسك منحنية تذكري أن الله يحبك كابنة له وهو يريد أن يحميك ويوفر لك كل احتياجاتك لكن نحن أحياناً بكل جهالة نتجه نحو الاختيارات الشائكة غير مدركين النتائج المنتظرة أمامنا.
عزيزتي، إن العبرة من هذه القصة هي أن السباحة ترمز إلى حياتنا المملوءة بالمغامرات وأحياناً ننسى أن العدو مستعد للهجوم علينا. ولكن في كثير من الأحيان تترك هذه الجروح آثاراً في حياتنا قد تكون آثاراً سببتها جروحات نفسية أو جسدية عندها تبدأ المعركة. ويقول الكتاب المقدس في (أفسس 6: 10-12) "أخيراً يا أخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته، البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس، فإن مصارعتنا ليست مع من دم ولحم بل مع أجناد الشر الروحية".
وتذكري أختي العزيزة دائماً أن يد الله لن تتركك فهي دائماً ملتفة حولك لأن الله محبة. عليك أن تثقي به وترفعي قلبك نحوه. فقد جاء في (أمثال 27: 6) "أمينة هي جروح المحب وغاشة هي قبلات العدو". "وأيضاً في (مزمور 42: 11) "لماذا أنت منحنية يا نفسي ولماذا تئنين في ترجي الله لأني بعد أحمده لأجل خلاص وجهي وإلهي".