عادة ما نجد الأشخاص المنطوين على أنفسهم يحملون أعباء الشعور بالذنب أو الدونية، وذلك نتيجة تراكمات رافقتهم منذ الصغر، وتركت جراحا وآثارا مدمرة في نفسيتهم، وفي تفكيرهم عن ذاتهم. فيجدون أنفسهم منهزمين تجاه أمور الحياة وخصوصا العلاقات والإنجازات. إن تقليل قيمة الذات والشعور بعدم الأهلية وقلة القيمة، يشكل قيودا مغلولة على عنق الشخص تعيق نموه النفسي، وعلاقاته مع من حوله، وقد تصل به إلى نتائج قد تظهر بوضوح في حياته ومنها :
- شلل القوة الكامنة: حيث يشعر الفرد بأنه لا يملك القوة أو دافع للقيام بأي عمل من شأنه أن ينعكس إيجابيا على حياته، وهذا الشلل يتفاقم ليصل تأثيره إلى كل جوانب الحياة، فيبدأ في العلاقة داخل الأسرة كالزواج مثلا، ومشاكل مع الأولاد وشريك الحياة.
- يؤدي هذا الشعور السلبي إلى فشل ومصاعب مادية، حيث أن الاندفاع للعمل والرغبة في التطور تخبو وتختفي لكي يصبح الشخص كسولا ومحبطا.
- ينعكس أيضا على حياته الخاصة ويصبح شخصا منعزلا ووحيدا نوعا ما وذلك لخوفه من العلاقات العميقة في حياته وإحساسه بعدم كفاءته أمام الآخرين.
- مشاكل صحية حقيقية نتيجة التوتر المستمر والقلق الدائم، مما ينعكس على أجهزة جسده كالمعدة والقلب والجهاز العصبي.
- الشك بالأشخاص وعدم الثقة بهم، وثم الشعور بالرعب والخوف من كل ما هو جديد.
إن كل خليقة الله مميزة رغم اختلاف التميز بين شخص وآخر، فلا يوجد إنسان لا يحمل في داخلة قدرا من التميز والتفرد والإمكانيات، والمقارنات المستمرة مع الآخرين قد تؤدي فعلا للدخول في دوامة من القلق ومشاعر النقص أمام الأكثر تميزا، ومشاعر الكبرياء أمام الأقل تميزا، لذا فإن الرضى وقبول الذات والعمل على تطوير المهارات، ابتداء بالبسيطة منها قد يساعد على تطوير الشخصية وتمكينها، لكي تكون مؤهلة للتفاعل مع الآخرين وإيجاد هوية خاصة بها.