كلنا جربنا الأرق ليلة ما، لكن هناك من يعاني من هذه المشكلة باستمرار، حيث يصعب عليه جلب النوم أو يعاني من الاستيقاظ الليلي عدة مرات أو يستيقظ في ساعة مبكرة من الليل ثم لا يعود إلى النوم مجددا أو يحس بنوم مضطرب، و تتسبب هذه الأعراض في مشاكل بالنهار نذكر منها:
- التعب والإعياء
- قلة التركيز
- ألم في الرأس والعضلات
- القلق وسرعة الانفعال
- الإغفاء والنعاس بالنهار والذي يؤثر على الشخص في عمله ويتسبب أحيانا في حوادث السير.
تختلف جذور الأرق من شخص لآخر: فمن غير المعقول أن يأتي الأرق لوحده، بل لا بد له من مسببات، وجذور هذا المرض كثيرة ومختلفة حسب الشخص ونشاطاته والبيئة المحيطة به، لكنها تتولد أثناء النهار لأن المواد التي تمكن من النوم تتكون أثناء النهار، كما أن جودة النوم بالليل تتحكم في حالة الشخص بالنهار. فقد يصاب المرء بالأرق نتيجة خبر سيئ استقر في نفسه وأدى إلى حزنه ورافقه إلى فراشه، والجلوس بكثرة أمام الحاسوب أو رعاية مريض بالليل أو إرضاع طفل من الأمور التي تؤثر على النوم، علاوة على حرارة الغرفة أو وجود صداع أو ألم في الأضراس أو المفاصل أو البطن، وقد يتسبب الشخص نفسه في هروب النوم عندما يقوم بأعمال في الوقت الذي اعتاد فيه على النوم مما يهيج إشارات اليقظة لديه مثلما يحدث للذي تعود على العمل الليلي.
ويعتبر التوتر والاكتئاب من أهم العوامل المسببة في الأرق لأن أعراضهما تلازم المريض وتدخل معه إلى سريره ليدخل في دوامة الأفكار السلبية التي تحرمه من النوم، فالأرق هو أول أعراض الاكتئاب، ورغم أن المكتئب ينام بسرعة وفي وقت مبكر فإنه يستيقظ أثناء الليل و لا يعود إلى النوم أو يتذمر من نوم متقطع وغير هادئ. و يؤثر تقدم السن خصوصا بعد الخمسينات، على جودة النوم الذي يصبح خفيفا وتتخلله فترات من اليقظة قد تتجاوز الساعة أو الساعتين بسبب الحالة الصحية والتخوفات، أما ما بين العشرين سنة والثلاثين فإن الأرق يكثر في هذه المرحلة التي يجد فيها المرء نفسه أمام مشاكل العمل وفترات الامتحانات أو الدخول في عالم الحياة الزوجية والأولاد. و تتدخل بعض الأدوية في حصول الأرق نظرا للمواد التي تحتوي عليها، ومن بين هذه الأدوية الكورتيكويدات ومشتقات الدوبامين وبعض الأدوية التي تستعمل لعلاج الربو ومضادات الاكتئاب وارتفاع الضغط.
و هناك حالتان للأرق ترتبطان بكيفية النوم:
1. الحالة الأولى: يعاني المريض من تحريك الساق والرجل أثناء النوم، إنها حركات وتقلصات سريعة قد تكون قوية لتضرب من ينام بجانبه أو تزعجه، وتبدأ هذه الحالة مباشرة بعد استلقائه على السرير وتختفي إذا قام للمشي أو جلس على كرسي، ويحس الشخص بالانزعاج ونفاذ الصبر وأحيانا بحرارة زائدة ويعاني من نوم متقطع لا يحس به لكن آثاره تظهر في اليوم التالي عندما يشعر بالإعياء والرغبة في النوم، وتتكرر هذه الحركات بطريقة إيقاعية كل 10 إلى 30 دقيقة وتستمر من 20 إلى 40 ثانية.
2. الحالة الثانية: يتنفس النائم بطريقة غير منتظمة تتخللها توقفات للتنفس والعودة إليه بصعوبة تفزع من ينام بالجانب لأن هذه الحالة تشبه الاختناق، ولا يشعر الشخص بما يقع له حتى و إن أيقظه الآخرون، ويعاني من هذه المشكلة أشخاص تجاوزوا الخمسين سنة ولهم وزن زائد، ورغم أنهم يشعرون بنوم جيد فهم يشكون من التعب والإغفاء أثناء النهار.
العلاج:
إذا كان الأرق ظرفيا فإنه يختفي باختفاء مسببه كألم في ضرس أو إفراط في منبه، لكن إذا كان حالة مرضية تتكرر عند الشخص لليال متتابعة فإنه يحتاج إلى علاج بحسب نوعه ومسبباته، وفيما يلي جرد لبعض طرق العلاج والنصائح العلمية:
- علاج الآلام التي تحرم الشخص من النوم مثل آلام المفاصل أو الرأس أو البطن
- الاسترخاء وسبق النوم بأنشطة هادئة ومريحة تسمح باستقراره
- العلاج النفسي بالنسبة للمصابين بالاكتئاب والأفكار المشوشة
- يمكن استعمال المنومات لكن ترافقها أعراض جانبية مثل الإدمان والنوم القهري في النهار
- تهيئة غرفة النوم بإعداد سرير جيد وإقصاء المثيرات مثل الإنارة والتلفاز
- ممارسة الرياضة بانتظام ومرونة مع تجنب العنف والإجهاد
- اجتناب المنبهات مثل الشاي والقهوة والتدخين
- احترام أوقات النوم
هناك من يقترح على المصاب بالأرق العد بدون توقف أو حل مسائل رياضية صعبة أو النهوض من السرير والقيام بتمارين رياضية ثم العودة إليه وغير ذلك من الطرق. وقد أثبتت بعض الأنواع الطبية نجاحها في علاج الأرق، كطب الأعشاب والوخز بالإبر، وتدخل هذه الأنواع فيما يسمى بالطب البديل، لكن يجب استشارة أهل الاختصاص.
هناك من يعتبر النوم ضياعا للوقت، وحتى يدرك خطأ ما يقول نطلب منه أن يحرم منه لليال قليلة ثم ينظر إلى النتيجة، فالأرق مشكلة صعبة وله عدة جذور ويصعب التعامل معه، لكن تحليل حالة المصاب وتتبع أعراضه يمكن من إيجاد الحل، ويملك المريض نصيبا مهما في الخروج من ورطته وذلك بتغيير عاداته وتحسين سلوكياته اليومية.