فكرة عن كل إنجيل

يجب أن نعرف أولاً أن كلمة إنجيل معناها البشرى السارة، أي الأخبار المفرحة . ومع أن البعض يقصدون بكلمة إنجيل العهد الجديد كله، لانه مليء بالأخبار السارة، إلا أن كلمة إنجيل عادة يُقصد بها أحد الكتب الأربعة التي نقلت لنا بشارة المسيح والتي دونها أربعة من أتباع المسيح المعاصرين له بإيحاء من الروح القدس. فقد شاء الله أن يسجل قصة تجسد المسيح في أربعة كتب، فحصلنا على قصة واحدة، بشرى الخلاص، إنجيل واحد، تعليم واحد، وحقيقة واحدة، مسجلة في أربعة كتب بأربعة أساليب إنشائية وأدبية مختلفة. وبخلاف ما يظن البعض لم يكون هناك إنجيل " أ نزل على المسيح ". بل الروح القدس هو الذي أوحى لهؤلاء الأربعة، أن يكتبوا هذه الأناجيل الأربعة ، ليسجلوا معاً، أروع قصة في التاريخ قصة تجسد الله لفداء الإنسان.

إنجيل متى: أي الأخبار السارة عن المسيح كما دونها البشير متى بوحي من الروح القدس. وقد كُتب هذا الإنجيل حوالي عام 60 - 65 ميلادي، وهذا الإنجيل بمثابة حلقة الصلة بين العهد القديم والعهد الجديد، لأنه يركز علي إتمام النبوات، لذلك نجد أن البشير متى أكثر من الاقتباس من أسفار العهد القديم، وهناك أكثر من 65 اقتباساً في الإنجيل من العهد القديم، تكلم متى عن ملكوت السماوات نحو 33 مرة وهذا يتناسب مع الخلفية اليهودية التي يكتب منها، بينما تتكلم البشائر الأخرى عن ملكوت الله. كما ينفرد إنجيل متى عن باقي الأناجيل بالكلام عن الكنيسة. الهدف الأساسي: هو إثبات أن يسوع المسيح، الملك السرمدي المنتظر، "فابن داود" تعبير يتخلل الإنجيل كله، ويبدأ الإنجيل بتأكيد هذه الحقيقة في العدد الأول منه، فيكتب ويقول " كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم"

الشخصيات الرئيسية: الرب يسوع، السيدة العذراء مريم، يوسف النجار، يوحنا المعمدان، التلاميذ، القادة الدينيون، قيافا، بيلاطس، مريم المجدلية. إنجيل مرقس: أى الأخبار السارة عن المسيح كما دونها البشير مرقس بوحي من الروح القدس، وهذا الإنجيل هو أقدم الأناجيل فقد كُتب ما بين عامي 55 ، 56 ميلادية، وقد كتب هذا الإنجيل للمؤمنين في روما، التي كتب فيها الإنجيل. الهدف الأساسي: إعلان الخبر المفرح وهو أن المسيح جاء لكي يخلص الخطاء فهو جاء لا ليُخدم بل ليَخِدم, وليبذل نفسه فدية عن كثيرين. الشخصيات الرئيسية: الرب يسوع، التلاميذ، القادة الدينيون، بيلاطس. إنجيل لوقا: أى الأخبار السارة عن المسيح كما دونها البشير لوقا بوحي من الروح القدس، وكان ذلك نحو عام 60 ميلادية، وقد قدم وصف دقيق عن حياة المسيح، وفي ذلك كتب ليعلن الخبر السار للعالم أجمع، وهو أن المسيح جاء لخلاص كل الأمم، فكانت سلسلة النسب تمتد إلى آدم، الذي هو أبو الجنس البشري كله، وأن المسيح جاء "يطلب و يخلص ما قد هلك ". ففيه تظهر نعمة الله التي ترحب بالخاطئ التائب. وقد قال المسيح أنه " يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب ".

الهدف الأساسي: تقديم المسيح الإنسان الكامل والمخلص. الشخصيات الرئيسية: الرب يسوع، اليصابات، زكريا، يوحنا المعمدان، السيدة العذراء مريم، التلاميذ، هيردوس الكبير،بيلاطس البنطي، مريم المجدلية. إنجيل يوحنا: أى الأخبار السارة عن المسيح كما دونها الرسول يوحنا بوحي من الروح القدس، وكان ذلك حوالي عام 85 - 90 ميلادية، وهو بذلك يكون أخر الأناجيل من حيث زمن كتابتها، وقد كتبه البشير يوحنا ليخبرنا أن نؤمن أن " يسوع هو المسيح " (20 : 30 - 31). فأنفرد بذكر ست معجزات ضمن السبع معجزات المذكورة في هذه البشارة، وكتب يقول " وأما هذه - الآيات - فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله و لكي تكون لكم إذا أمنتم حياة باسمه"0 الهدف الأساسى: الإثبات القاطع أن يسوع المسيح هو ابن الله، وأن كل من يؤمن به سينال الحياة الأبدية. الشخصيات الرئيسية: الرب يسوع، يوحنا المعمدان، مريم، مرثا، لعازر، مريم أم يسوع، بيلاطس البنطي، مريم المجدلية. وأخيراً، أقول لك أن الأناجيل الأربعة ليست من تأليف إنسان، بل كتبها رجال الله مسوقين من الروح القدس، وإذ ندرسها نحصل على فكرة أكمل وأشمل عن فادينا ومخلصنا يسوع المسيح.