(لوقا 4: 18- 19)0 إتمام النبوءات: ويتحدث المسيح عن موته وقيامته على أنها أمور مذكورة فى الكتب، ى العهد القديم، خاصة فى (مزمور 22) و(أشعياء 53) "وأخذ الأثنى عشر وقال لهم: ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن إبن الإنسان لأنه يسلم إلى الأمم ويستهزأ به ويشتم ويتفل عليه ويجلدونه ويقتلونه وفى اليوم الثالث يقوم (لو 18: 31- 33)0 رموز للمسيح: كان العهد القديم يتطلع إلى المسيح، وينبئ عن مجئ ذلك الذى سيحقق الفداء للبشرية، ذلك الفداء الذى ترمز إليه الذبائح الحيوانية التى قدمها الكهنة0 وهكذا أصبح الرمز الذى كان يمارس بالإيمان على أنه حقيقة واقعة0 لقد كان ذبيحة الذبائح التى تتحدث عن رحمة الله فى تعامله مع البشر الأثمة0 انتقد سوء فهم اليهود له: ليس غريباً إذاً أن المسيح لم يهاجم تعاليم العهد القديم على الرغم من إنتقاده لفهم اليهود الحرفى له0 فقد ارادوا مثلاً أن يفهموا أن حفظ السبت وإحترامه ومراعاة قدسيته تمنع الإنسان – وحتى الله نفسه – من القيام بأعمال
الرحمة للأخرين0 فبعد أن شفى السيد المسيح إمرأة من مرضها، إغتاظ رئيس المجمع وقال: "هى ستة أيام ينبغى فيها العمل0 ففى هذه إئتوا وإستشفوا وليس فى يوم سبتن فأجاب الرب وقال: يا مرئى0 ألا يحل واحد منكم فى لسبت ثوره او حماره من المذود ويمضى به ويسقيه؟ وهذه عى غبنة إبراهيم قد ربطها الشيطان ثمانى عشرة سنة0 أما كان ينبغى أن تحل من هذا الرباط فى يوم السبت؟" (لوقا 13: 14- 16)0 إرتفاع مستوى التعليم: كما ارتفع المسيح بمستوى التعلم المقبول لدى الله0 فقد كانت الوصية المعطاة من الله للناس على يد موسى "لا تقتل" (خر20: 13)0 قال: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل0 ومن قتل يكون مستوجب الحكم0 وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم" (متى 5: 21) ولو أمعنا النظر فى ما قاله
، لأدركنا أنه لم ينقض وصية العهد القديم، ولكنه الآن يحاول أن يعالجها من الأساس0 لأن القتل يبدأ بالغضب0 فإذا تخلص الإنسان من الغضبن أصل المشكلة، فلن يرتكب القتل0 وهكذا فإن المسيح أكمل ولم ينقض0 الجديد يفسر القديم: لقد ألقى العهد الجديد الضوء على رموز العهد القديم، وفسر ما كان مغلقاً منها، وشرح الأبعاد الخلاصية والدروس الروحية فى الأحداث التاريخية التى ذكرها0 فقد أشار إلى أن فلك نوح وما حدث معه رمز لتخليص الله للمؤمنين الذين يلجأون إلى "فلك المسيح" للهرب من فيضان دينونة الله على الناس الأشرا الذين يرفضون الدخول فيه (2بطرس 2: 5) كما إستخدم المسيح قصة يونان الذى إبتلعه الحوت وبقى فى جوفه ثلاثة أيام كرمز لموت المسيح وقيامته فى اليوم الثالث0 قال يسوع: "لأنه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون غبن الإنسان فى قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ" (متى 12: 40)0 النسخ يتناقض مع الإعتراف: لو أن المسيح أبطل العهد القديم، لما كان له – للمسيح – أساس
يقف عليه0 إذ كيف يهدم القاعدة التى يرتكز عليها لإثبات كونه المسيح! فالمسيح لم يأت من فراغ، ولكنه جاء على أساس وعود العهد القديم، الذى يحمل مواصفات دقيقة له، بما فى ذلك طبيعته الإلهية0 لم يكن هنالك أى داعٍ إلى أن تنسخ رسالة المسيح ما قبلها لأنها متوافقة معها، فهما من نفس المصدر الإلهى0 ولو كان المسيح شخصاً غير مرسل من الله، ووجد أن تعاليمه تتناقض روحاً وحرفاً مع تعاليم العهد القديم0 لكان سهلاً عليه أن يدعى نسخ العهد القديم وبطلانه0 الله كلى المعرفة: إن نظرية النسخ تنفى ما نعرفه عن الله الذى يجب أن يكون كلى العلم حتى يكون الله فعلاً0 فهى تفترض أن الله أعطى تعليمات أو أحكاماً خاطئة أو ناقصة أو لا تصلح لظروف لاحقة، ثم إكتشف ذلك لاحقاً عن طريق التجربة أو الملاحظة أو الإدراك، وقام بنسخ ما لم يعد صالحاً أو
ما ليس صالحاً أصلاً0 حقائق الله الثابتة: إننا نفهم أن يقول بعضهم بأن الحقائق نسبية ومتغيرة ولا سبيل إلى ضبطها0 ولكننا لا نستطيع قبول هذا الموقف بالنسبة للحقائق الإلهية0 لأن معنى هذا هو أن يغيب كل مقياس موثوق للحق والباطل، والصواب والخطأ، وما هو مقبول وما هو مرفوض0 ليس الله مزاجياً: كما أن هذه النظرية تسم الله بالمزاجية0 فهو يغير ما يشاء من كلامه وقتما يشاء دون أن يسأله أحد عن وجوب أمانته لنفسه ولكلمته وللبشر الذين يحاول إيصال رسالته إليهم0 وعلى الرغم من إيماننا العميق بأن الله العلى يفعل ما يريد، فإننا نؤمن أنه إله أخلاقى أدبى، وليس إله فوضى0 فهو محكوم بطبيعته المقدسة الكاملة غير المتغيرة0 وإن تهمة النسخ المهنية الموجهة إلى الله تعنى أنه إله متغير0 ومن يستطيع أن يثق فى إله مزاجى أو متغير لا يعرف أحد
ماذا يريد؟ وكيف يمكن إرضاء مثل هذا الإله؟ وهل هنالك ضمان لذلك؟ كلام الله لكل زمان: وهكذا فإنه ليس فى وسعنا قبول فكرة تطبيق آخر رسالة سماوية تصلنا من الله على أساس أنها الأكثر حداثة والأعظم موثوقية وصدقاً وإلزاماً لنا0 قد ينطبق مبدأ آخر رسالة على ملك بشرى يرسل تعليمات متلاحقة متغيرة حسب مقتضى الحال والمتغيرات التى ربما لا تكون له يد فيها أو قدرة على التحكم بها، فيغير خططه وإستراتيجياته وحتى نظرته إلى ما هو صالح بالنسبة لحاجات رعاياه المتغيرة0 أما الله، فيعرف أن الإنسان هو الإنسان وأن حاجاته هى هى فى كل زمان ومكان، وأن لدى الله نفس المبادئ والحلول لمشكلته0 وإذا كان كلام الله ينسخ لاحقه سابقه ويبطل بعضه، فكيف يمكن أن يصلح لكل زمان ومكان؟ إله سلام: إننا نشكر الله الذى لا يريد أن يحير أحداً ويشوش عقله، لأن "الله ليس إله تشويش بل إله سلام" (1كو 14: 33) وهو يريد أن يهدى كل واحد فى نوره الثابت لنستطيع أن نقول مع داود "سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى" (مزمور 119: 105) وإذا عرفنا الله حق المعرفة، فسنعرف أنه لا يغير طرقه لتتكيف معنا، ولكنه يريدنا أن نتغير ونستأمنه على أنفسنا وحياتنا ومستقبلنا0 لا تكن سذجاً: علينا أن ندرك أن كلام الله يظل دائماً كلام الله مهما حاولنا أن ننسخه0 ولنتب عن مثل التجديف الذى نمارسه بوعى أو عن جهل أو سذاجة ونطلب الغفران والرحمة قبل أن "ينسخنا" من رحمته!