اختى و أخي المدمن
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة ............................................... فأبدأ يا أخى بتلك الخطوة
هي خطوة واحدة تعبر فيها عن رغبتك الحقيقية في الخروج من براثن ذلك الذئب اللعين ، ومن تلك العبودية التى تسلبني آدميتي و حريتي التي وهبني آياها رب المجد...........
فقد خلقني الله أنسانا ، إذن فأنا أستأهل الحب والاحترام على الأقل لأنني هيكل الله وروح الله ساكن في حتى رغم أن أخطأت و تورطت فلابد أن أستعيد حقي في أن أكون إنسانا حرا ذا كرامة و قوة أراده .
رسالة من شاب تعافى من الإدمان :
كم كنت سعيدا, وشاكرا لله حينما ألهمني القوة واستطعت أن استعيد صحتي أتخلص من مرض الإدمان..وأنا اقف اليوم على باب المركز الذي احتضنني ولفني بعطائه..فقد تمت تنقية جسمي من كافة السموم, وعملوا على تقوية عزيمتي وإعادة بناء إرادتي..كم كنت متشوقا للعودة إلى أحضان أسرتي وعملي وأهلي , اشعر بأنني إنسان ولد من جديد..إنسان يملك من الطاقات الكثير, أود أن أفجرها في خدمة وطني الغالي وعلى راحة أسرتي,أرغب في أن أطلق العنان نحو مستقبل زاهر يعوضني عن لحظات الضعف والحرمان التي عشتها في دائرة الإدمان. لكنني صدمت بالواقع..فبدل أن يستقبلني الناس بحفاوة..لفتني نظرات الاشمئزاز والاحتقار. كأنني أنسأن من كوكب آخر..حثالة من حالات المجتمع , فالكل يحاول الابتعاد عني وتجنب مخاطبتي..لماذا ؟؟ فأنا الآن إنسان معافى. إنسان سليم...إلا أن المجتمع لم يغفر لي ولم يرحمني..كرهت نفسي وعزلت نفسي كرها عن الناس والمجتمع..لفني اليأس وسولت لي نفسي العودة للإدمان..لكن إرادتي وثقتي بالله وقفت حائلا..انضممت إلى زمالة المدمنين المجهولين الهوية..أحببتهم وحبوني..شعرت وسطهم بالعزة والفرحة..كانوا بالنسبة لي أهلي الذين اشتاق إلى اجتماعاتهم دوما..لكن ما إن اخرج من عندهم حتى أعود إلى عزلتي مجددا..تقتلني نظرات من حولي..أحاول دائما أن انخرط وسطهم أشاركهم أفراحهم وأحزانهم..إلا أن الحاجز لازال بيني وبينهم..قد انعم الله علي بالهداية والصلاة والاستقامة..فلقد قبل توبتي الرب..فلم تعاقبونني انتم..لما لا تضمونني إلى موكبكم..لم لا تقبلونني أخا لك...فكل ما احلم به أن أكون فردا بينكم..أن تمنحونني عطائكم..فكل ابن آدم خطاء..وخير الخطاءين التوابين..وقد شفيت وعافيت..فهلا احتضنتموني وسطكم..فأنا بأمس الحاجة لكم.
رسالة اعتذار إلى أمي
يا من ربيتني صغيرا ورسمت فيني حلما كبيرا..لطالما سهرت الليالي تحلمين بان أكون طبيا بارعا أو مهندسا مبدعا أو معلما واعيا...لطالما حفرت لي دربا اخضرا يانعا
... إليك أيتها الحبيبة دائما وأبدا ....
ولكن اعذريني أمي
فلم اكن لك الابن البار الوفي ولم استطع أن أحقق لك ولو الشي البسيط من أحلامك
ربما حبك الشديد لي ومحاولة إسعادي بشتى الطرق وتفانيك في تلبية رغباتي كان سببا في تبطري ونكراني للجميل
نعم فلقد هدمت آمالك حين تناولت أول حبة من المخدر..لقد حطمت تلك الصورة الجميلة حين تماديت في ارتكاب المعاصي وتدرجت من السيئ إلى ألا سوء
فلقد جرني رفاق السوء إلى الهاوية المظلمة نحو طريق الإدمان والمخدرات..أصبحت جسدا بلا روح ..فلقد قتلت الشباب في نفسي أهدرت كل طاقاتي في متعة زائفة...كنت أظن أن المخدر هو الطريق الأمثل للحياة..إلا إنني اكتشفت مدى رذالتي ودناءتي حين أقدمت على فعل ذلك..فقد تناسيت مبادئي وقيمي وتعاليم ديني وأصبحت عبدا لهذا المرض
أمي اذكر عندما حاولت جاهدة مساعدتي ..ولكن دون جدوى فقد تصديت لك..شتمتك..صرخت في وجهك..ضربتك...نعم وبكل وقاحة فعلت هذا كله
والآن وبعد أن قبضت على الشرطة..أدخلتني كرها للعلاج..وبعد رحلة علاج دامت اشهر طوال
استعدت عافيتي وصحتي وثقتي بنفسي خرجت مهرولا إليك كي اقبل يديك ووجنتك طالبا عفوك ومغفرتك..مشتاقا إلى حضك وحنانك...محتاجا إلى بسمتك ودعواتك
ولكن خاب أملي...فمان أن وصلت إلى الدار..حتى نعيت بخبر رحيلك...رحلت حسرة وضيقا على حالي..لماذا يا أماه لم تصبري حتى هذا اليوم ولم تنتظريني حتى أقبلك أضمك
رحلت بحسرتك علي وعلى ما جنيت على نفسي..آآآه يا أمي
ها أنا اقف اليوم على أطلال قبرك..صارخا باكيا..أناديك لعلك تسمعيني وتضميني
أماه
سامحيني ...فلم اكن نعم الابن الذي تمنيت في حياتك ولكنني أعاهدك بان أكون خير خلف لك
أماه !! أعذريني !!! سامحيني