منتدى برنامج لما يعجز البشر اذاعة صوت الامل الدولية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى برنامج لما يعجز البشر اذاعة صوت الامل الدولية

لأن الرب مسحنى لأبشر المساكين أرسلنى لأعصب منكسرى القلب. أشعياء1:61
 
 الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 حطم القلق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مجدى
مدير المنتدى
مجدى


ذكر
عدد الرسائل : 1537
العمر : 48
الموقع : www.magdy8888.ahlamontada.net
تاريخ التسجيل : 19/09/2008

حطم القلق Empty
مُساهمةموضوع: حطم القلق   حطم القلق I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 17, 2008 7:20 pm

الخوف انفعال طبيعي في حياة الإنسان، فالإنسان يخاف من الأشياء المضرة والخطيرة، والأم تخشى على أطفالها من التعرض للحوادث والأخطار، والسائق يخشى على سيارته وركابها من أخطار الطريق...

لكن إذا ما بالغ الإنسان في مشاعر الخوف صارت هذه المخاوف قلقاً غير عادي فمن الطبيعي أن تخاف الأم على أطفالها، ولكن إذا كانت تمنعهم من الخروج إلى الشارع على الإطلاق اعتبر هذا الخوف غير عادي.. ومن الطبيعي أن يحرص الجراح على حياة المريض الذي تحت يديه، لكن إذا تحول هذا الحرص إلى فزع يجعل يده ترتعش وهي تمسك بآلات الجراحة، فإن هذا يكون أمراً غير طبيعي.

لقد قال عالم نفسي شهير إن الخوف والقلق هما أفتك الأعداء وأشد الأمراض فتكاً بالإنسان وخصوصاً في عصرنا هذا.. إن القلق قد يصيب الإنسان باضطرابات القلب وقرحة المعدة وضغط الدم والتهاب المفاصل وزيادة نشاط الغدة الدرقية وآلام الأسنان والقولون... وأحياناً يؤدي إلى الانتحار... فما هو هذا القلق الذي يهدد الإنسان بكل هذه الأهوال؟

إنه انفعال يتسم بالخوف والتوجس من أشياء متوقعة أو مرتقبة تحمل لنا تهديداً حقيقياً أو مجهولاً... وحالة وجدانية غير مريحة تسيطر على الإنسان فيرى معها أخطاراً وهمية وغير حقيقية من مصدر غير معلوم.. إن هذا القلق المفترس المرضي الذي يشل قدرة الإنسان على الحركة والتفاعل مع الحياة قد يتطرف فيصل إلى حالة من الذعر غير المفهوم ويحرم الإنسان من النوم والراحة، وهو رفيق ملازم للوساوس والاكتئاب.

ولكن لا تيأس، ففي إمكانك أن تتغلب على متاعبك وقلقك، وأولى الخطوات التي تتخذها إزاء هذا المرض هو أن تؤمن بأنك قادر على أن تحطم عادة القلق، فإن كل ما تؤمن بأنك قادر عليه فإنك ستفعله حتماً بمعونة الله، وهأنذا أقدم لك روشتة لعلاج القلق وهي روشتة طويلة، لكنها فعالة ومن أنجح الروشتات. تبدأ بأن نقتنع بأن كراهيتنا للآخرين لا تؤذيهم في شيء، وإنما تؤذينا نحن وتحيل أيامنا إلى جحيم.. وإن أعدائنا سوف يرقصون طويلاً إذا عرفوا كم يسببون لنا من ضيق وقلق لهذا فقد طلب منا المسيح في وصية تبدو عجيبة قائلاً لنا "أحبوا أعداءكم.. باركوا لاعنيكم" .

اكتسب الهدوء وتمتع به

الهدوء هو الأصل في هذا الكون.. فلقد خلق الله الكون في هدوء. فقصة الخلق كلها تمت في هدوء . وكمثال على ذلك كانت الأجرام السمائية تتحرك في الفلك بكل نظام ودقة وبكل هدوء بدون اضطراب.. نهار يعقبه ليل، وليل يعقبه نهار، لا ضجيج ولا صراع.

لقد فقد الكون هدوءه عندما دخلت الخطية بحسد إبليس، فتحول الإنسان من عمق الهدوء إلى اللاهدوء.

إننا نحتاج إلى الهدوء، ففي الهدوء يستطيع الإنسان أن يفك تفكيراً متزناً، وبالهدوء يمكنه أن يحل مشكلاته بأعصاب غير مضطربة وفكر غير مشوش. وفي الهدوء يمكنه أن يتعامل مع الناس، ويتقبلون منه كلامه وعلى العموم الشخص الهادئ محبوب من الناس، وما أجمل قول بطرس الرسول: "زينة الروح الوديع الهادئ" (1بط 3: 4)، وبولس الرسول يقول: "احرصوا على أن تكونوا هادئين" (1تس 4: 11). وفي الحياة العملية الشيء الذي يعمل في هدوء يأتي بنتائج أفضل... الطعام الذي يطهي على نار هادئة يكون أفضل طعماً وأكثر فائدة، وبالمثل الزراعة التي تروى بطريقة هادئة.. وفي التعامل مع الناس الطريقة الهادئة أكثر تأثيراً في النفس وتأتي بنتائج مقبولة، أما الشخص غير الهادئ نفسياً يضع هموم الدنيا كلها فوق رأسه، والإنسان غير الهادئ عصبياً يفقد سلامه مع الناس يغضب عليهم فيغضبون عليه، وإن فقد هدوئه وثار عليهم ما أسهل أن يعاملوه بالمثل، فيفقد صداقاتهم ومحبتهم وقد يفقد احترامهم أيضاً... إن فقد الهدوء قد يصل إلى الصخب والضوضاء والضجيج، وربما يصل إلى الثورة والعنف... غير الهادئ يخسر المواقف وتمسك عليه أخطاء وربما يكون هو المعتدى عليه، ولكنه حينما يرد بعنف ويخطئ في الرد حينئذ ينقلب الموقف ويصبح هو المعتدي وليس المعتدى عليه.

أما الهادئ فحتى إن كان من يناقشه ثائراً فإنه يهدئه "فكلمات الحكماء تسمع في هدوء أكثر من صراخ المتسلط بين الجهال" (جا 9 : 17). والشخص الهادئ هو الشخص الأقوى لأنه استطاع أن يتحكم في أعصابه وألفاظه، ولأنه ارتفع فوق مستوى الإثارة فلم تتغلب عليه فيمكنه أن يتحكم في الموقف، أن يفكر في حل المشكلات بدون انفعال. إن الكثيرين من الأشخاص غير الهادئين لهم طبع ثائر يسمى "الطبع الناري" أينما يحل الواحد منهم يحل معه التوتر والعيان ويسبقه ضجيج، وهو عبارة عن شعلة متقدة أينما ألقيت أحرقت وأشعلت وتفجر منها الشرار. إن أصحاب هذه الطبيعة النارية يمكنهم أن يتمتعوا بالهدوء، ويمكنهم أن يكتسبوا تلك القدرة في التغلب على طبعهم الناري والتمتع بالشخصية القوية الهادئة القادرة على التحكم في الألفاظ والأصوات، بل في الموقف بالكامل والتفكير الهاديء لحل المشكلات والصعوبات التي تعترضهم.

وهناك العديد من الوسائل أهمها:

محبة الهدوء: لا يمكن أن تحيا في هدوء إلا إذا اقتنعت به، حاول باستمرار أن تكون هادئاً.

* تمتع بهدوء الطبيعة: الطبيعة الهادئة تنقل هدوءها إلى النفس والمناظر الطبيعية تهدئ الأعصاب، تذكر أن السيد المسيح كان يأخذ تلاميذه إلى مواضع خلاء.. أحياناً يأخذهم إلى الحقول والبساتين، وأحياناً يكلمهم على الجبل أو عند شاطئ البحيرة.

* تدرب على هدوء القلب: القلب الواسع يتقبل أشياء كثيرة دون أن يضيق بها.. القلب الهادئ ينتهج أفكاراً هادئة، ومشاعره أيضاً هادئة لا تكن سهلة الاستثارة، لا تنفعل بسرعة ، وإن انفعلت ضع حدوداً لانفعالك، وحاول أن تهدئ نفسك. إذ ألقيت حجراً على جبل لا يهزه ولا يتأثر به، وإن القيت نفس الحجر على زجاج فإنه يتحطم ويتفتت.. فكن جبلاً لا زجاجاً.

وبالإيمان يهدأ القلب في ثقة بعمل الله، فهو يترك كل شيء لله لا يخاف ولا يضطرب واضعاً أمامه قول الرب "لا أهملك ولا أتركك" (يش 1: 5). نعم فالقلب الهادئ بحر عميق قد تطفو المعكرات على سطحه ولا تزعج هدوئه، وإن هبطت إلى أعماقه فإنها تذوب وتتلاشى.

* معاشرة الهادئين: الذي يعاشر الهادئين يدخل الهدوء إلى نفسه، والذي يعاشر المضطربين والثائرين ينقلون إليه عدوى مشاعرهم، فمن الهادئين يمكنك أن تمتص إيمانهم وهدوئهم وتأخذ من سلامهم الداخلي سلاماً لنفسك.

* روح المرح والبشاشة: تعطي الإنسان هدوءاً نفسياً واسترخاء، وأصحاب الوجوه البشوشة يشيعون الهدوء في غيرهم.

* التواضع والوداعة: إن الشخص الوديع من صفاته الطبيعية الهدوء، لأن الوديع لطيف بطبيعته ومتسامح، لا يرد بالمثل ولا يجرح غيره، والإنسان المتضع لا يغضب أحداً ولا يغضب من أحد، لذلك فإنه يتعامل مع الناس بهدوء.

أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر

كثيراً جداً ما يستغرقنا الوقت في التخطيط لمستقبلنا، وكثيراً ما يستحوذ ذلك التخطيط على كل اهتماماتنا... ونبذل أقصى ما في وسعنا من الجهد والمال لتوفير الضمانات اللازمة لتحقيق ما نصبو إليه في مستقبلنا.

لقد وضع الله في داخلنا تلك القدرة العظيمة على الحلم لتحقيق الأفضل، ويلح ذلك الحلم علينا فنرسم خططاً، ونجهز الإمكانيات، ونتوقع المستقبل الذي نريده. ولكن تثبت الأيام محدودية أفكارنا وخططنا لتحقيق المستقبل فتسقط الخطط وتفشل في تحقيق ما نصبو إليه.

فمع تلك القدرة التي وضعها الله في داخلنا على التطلع نحو الأفضل، ترك لنا أيضاً الإمكانيات و القدرات غير المحدودة متمثلة في شخصه لتحقيق ذلك الأفضل بطرق تفوق تصوراتنا وتوقعاتنا "فوق ما نطلب أو نفتكر".

وليس أدل على ذلك من قصة العبد أنسيموس المذكورة في رسالة بولس الرسول إلى فليمون:

فمع أنه وُلد عبداً وشب عبداً، فإن جوانحه انطوت على روح متوثبة تواقة إلى الانعتاق. ولكنه راح يبحث بإخلاص عن الحرية إنما على طريقته الخاصة. وفي كل مرة كانت تعترض سبيله العقبات والعراقيل. لقد قام ذلك العبد بالتخطيط سنوات طويلة لتحقيق تلك الحرية، وذلك بسرقة سيده والهرب منه. حتى تسني له ذلك، وهرب من كولوسي في آسيا، وسافر إلى رومية، وهناك أضاع كل أمواله التي سرقها من سيده حتى كاد يبيع نفسه مرة أخرى ليوفر معيشته.

وفي هذه الأثناء كانت قدمان خفيتان تلاحقانه. فالمسيح كان يسعى ورائه مطارداً إياه بمحبته العجيبة ومحولاً كل شيء لخير نفسه الخالدة، حتى وصل به الأمر إلى رومية فهناك دبرت له العناية الإلهية أن يلتقي بأعظم رسول في المسيحية - بولس الرسول - وهذا اللقاء تحول إلى لقاء أعظم مع سيد بولس ومخلصه.. المسيح.

لقد قابل أنسيموس بولس الرسول في سجنه في رومية وآمن أنسيموس بالمسيحية.. وعندما سلم أنسيموس نفسه إلى المسيح ووضع كل ثقته في شخص المخلص، تمتع بقدرات الله العظيمة والغنية في تحقيق حلم الحرية الذي طالما حلم به.

فأطاع الله على لسان بولس الرسول.. فإذ ببولس الرسول يرسله إلى سيده مرة أخرى...!!

إنه من الغريب أن يعود أنسيموس مرة أخرى إلى سيده لأنه سيعود عبداً مهاناً ذليلاً، وقد ينتقم منه سيده نتيجة لسرقته وخيانته. ولكنه عاد لإيمانه بسيده ومخلصه وتسليم حياته لشخص المسيح.

لقد سلم أنسيموس رسالة بولس الرسول إلى فليمون، فاستقبله فليمون ليس بعد كعبد بل "أخاً محبوباً في الرب" وهكذا تحقق لأنسيموس الحرية التي كثيراً ما حلم بها واستحوذت على قلبه وفكره.

نعم لقد حقق الله لأنسيموس "أكثر جداً مما يطلب أو يفتكر" وبطريقة تفوق قدراتنا وأفكارنا وتصوراتنا .

دعنا نشارك الله في خططنا وأفكارنا حتى نتمتع بما هو أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://magdy8888.ahlamontada.net
 
حطم القلق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القلق والتوتر
» نصائح للتغلب على القلق
» القلق و التوتر النفسى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى برنامج لما يعجز البشر اذاعة صوت الامل الدولية :: المشـــورة advice :: المشورة و النصح advice and counseling-
انتقل الى: