لم اقبل أن يكون ديني على خطأ ولكن الله كشف لي الحقيقة
اسمي رشيد و من المغرب لكن لدي قصة طويلة هي التي جعلتني أهتم بالمواضيع الإسلامية
. أولا أنا تربيت في عائلة مسلمة، أبي فقيه، ورجل دين تربيت على مبادئ الإسلام منذ طفولتي منذ أن كنت صغيرا، تعلمت بل حفظت أجزاء كثيرة من القرآن و تعلمت الفرائض، تعلمت الصلوات بكل حذافيرها سواء الفرائض منها أم النوافل، تعلمت أيضا مجموعة من الأشياء التي حرص أبي على تعليمي إياها منذ الصغر. كانت حياتي لصيقة القرآن وبالإسلام في كل تفاصيلها، أول شيء أني حفظت أجزاء من القرآن في بداية لما كان عندي أربع سنين وهكذا تطورت علاقتي بالإسلام وبالقرآن وأحببت نبي الإسلام محبة شديدة منذ الصغر. لكن شاءت الإرادة الإلهية في يوم من الأيام أن أستمع إلى إحدى موجات الراديو وألتقط برنامج يتحدث عن المسيح بطريقة مختلفة، طريقة لم أعهدها من قبل. كان أول شيء استرعى انتباهي كلمة رنت في مسمعي وهي اسم يسوع، كل ما تعودت أن أسمعه منذ الصغر كان اسم عيسى وكلمة يسوع أو اسم يسوع يجعل أي شخص ينتبه إلى هذه القضية فانتبهت كمسلم قلت هو ليس اسمه يسوع. المسيح اسمه عيسى. ثاني شيء صُدمت به أن البرنامج يتحدث عن أشياء تتعارض مع تعاليم القرآن ومع تعاليم الإسلام حول المسيح أول شيء مثلا قيل أنه صلب و مات على الصليب من أجل خطايانا و طبعا كمسلم صدمت و قلت هذا ثالث شيء وجدتُ أن مقدم البرنامج .« وما قتلوه وما صلبوه بل شبه لهم » مستحيل يتحدث عن المسيح على أنه ابن الله، وطبعا هذا أمر من أكبر الكبائر لأنه شرك في نظري كمسلم فثرت هائجا غاضباً محتداً على هذه الهرطوقات وعلى الفور أمسكت بالقلم ودونت عنوان البرنامج الذي أذيع بنهاية الحلقة. وهكذا ابتدأت مشوار طويل بالمراسلة مع إذاعة مسيحية. أول شيء بعث لهم آيات من القرآن محتجا على محتوى البرنامج قلت:“ ما قتلوه وما صلبوه لقد «: قلت « ولكن شبه لهم“ قلت أيضا: ” لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم“ وقلت أشياء كثيرة. ولما بعثت هذه الرسالة بعثوا لي كتيب صغير أتذكر عنوانه إلى الآن اسمه : الطريق الصاعد إلى العلاء، طبعا هذا الكتاب لم أعتبر له أي قيمة لأنه كان كتاب صغير يتحدث عن أشياء غريبة عني ولكنها بسيطة منها أن الخطية دخلت إلى العالم عن طريق آدم وأشياء كثيرة من هذا القبيل، وأن المسيح صلب ومات وقام من الأموات. فأثار هذا الكتاب غضبي وثورتي على المسيحيين. لكن كانت لي وقفة أخرى مع نفسي، قلت أنا كمسلم الآن أحكم على المسيحيين انطلاقا من منطلقات إسلامية انطلاقا من معارفي الإسلامية حيث أني أنظر إلى المسيحية على أساس أنها كفر وشرك انطلاقا من آيات قرآنية. لم أعرف ما في الإنجيل لم أعرف عقائد المسيحيين لم أعرف تفاصيل هذه العقائد، كان لدي أحكام مجموعة أحكام مسبقة أردت أن أسقطها على المسيحية قبل أن أتعرف إلى الحقائق من منابعها و من أصولها. وطبعا هذا الأمر، شعرت في نفسي أني لست صادقا مع نفسي قلت مع نفسي أنا مسلم بالوراثة، أنا أدافع على الإسلام بالطبيعة لأني ولدت في أسرة مسلمة وتعلمت أن الإسلام هو الحق وغيره كذب ومع ذلك أحكم على الآخرين انطلاقا من معارفي.فقلت أن القاضي العادل والإنسان العادل الصادق مع نفسه لابد وأن استمع إلى طرفين، يستمع إلى الطرف الإسلامي ويستمع إلى الطرف المسيحي، وطبعا هذا ولد لدي صراع داخلي حيث أنني كنت وقد بدأت بدراسة المقارنات من خلال مجموعة من الدروس بالمراسلة. أخذت مني سنين طويلة ومجهودات ووقت وصراع داخلي سواء عاطفيا أو فكريا. وهذا ما ولد لدي مجموعة من الأسئلة ومجموعة من الحقائق اكتشفتها من مجرد رسالة لكنه تحول من بعد إلى تجربة كبيرة وغنية بأشياء كثيرة .وبالفعل قمت معه بدراسة الكتاب المقدس لمدة أربع سنوات متتالية. كنت فيها أدرس واحلل، وقلت اعطيهم فرصة حتى يشرحوا دينهم. ولكن يا للصدمة التي صدمتني. أنا أطالب أي شخص صادق مع نفسه أن يلتجئ إلى الأمور من مصادرها، هذه نقطة فأعود إلى تجربتي مع الإنجيل ومع القرآن، هذه التجربة لما انطلقت هذا المنطلق أزحت الكثير من القيود التي كانت تجعلني مكبلاً وأرزح تحت عبئ المقدسات والممكن والغير الممكن وخطوط حمراء وضعها الإسلام حولي. تحررت من عدة قيود لأني انطلقت من كوني متعصب أعمى الى انسان محايداً انظر الى القضية بنظرة شاملة عادلة بين الطرفين الطرف الإسلامي والطرف المسيحي.وهكذا قادتني المسيرة إلى تساؤلات كبيرة جدا حيث أني في آخر المطاف صدمت في أشياء كثيرة، صدمت في مجتمعاتنا الإسلامية، صدمت في الفقهاء صدمت في أسرتي صدمت في عائلتي. صدمت في الناس الذين حولي. قلت تعلمنا أشياء غلط، تعلمنا أشياء عبارة عن كذب ومجموعة من الاكاذيب المتراكمة. أول شيء أعطيكم أمثلة: أول حقيقة اكتشفتها في الإنجيل أن بنوة المسيح لله ليست هي البنوة التي يصورها القرآن أو تصورها الأحاديث أو يصورها علماء الإسلام. وجدت أنها بنوة منزهة على أن تكون علاقة جسدية بين الله ومريم حاشا لله، وجدت أن الإنجيل لا ينسب أي علاقة جسدية لله مع مريم حتى يلد المسيح. لما كنت مسلما كنت أستنتج استنتاج طبيعي ومباشر من القرآن لوحده أن المسيح أو المسيحيين بصفة عامة يعتقدون ان المسيح نتيجة علاقة جسدية بين الله ومريم. ثاني شيء أن العلماء والمفسرين والرواة أكدوا هذا ألطرح فصدمت لأني وجدت أن الطرح المسيحي مختلف تماما، الإنجيل يصور لنا المسيح ابن الله بشكل مختلف أنه نابع من الله ومنبثق عن الله وهذا المفهوم لم أكن أفهمه عندما كنت مسلم أعطيت مثال بسيط . هذه الأشياء ولدت لدي صراع كبير جدا حتى أني كنت أجلس الليالي حتى الرابعة في الصبح أو الثالثة أو الخامسة في الصبح وأنا أبكي لأني وصلت إلى معطيات أرهبتني وأفزعتني ولم أكن أتوقع أني أكتشفها كنت أتوقع أني سأثبت صحة الإسلام، وسأتأكد بأن الإسلام هو الحق والطريق الوحيد إلى الله. لكن وجدت عكس ذلك تماما فصدمت كنت أبكي الليالي واضعا القرآن والإنجيل أمامي وأتضرع إلى الله يا رب أحرق الكتاب الغلط، يا رب أرحني من عبء هذه الأسئلة. يا رب أزح هذا الثقل عني.! لا أريد أن أحسم لأني وجدت أني أمام قرار خطير، هل أقول بأن مجتمعي كله على خطأ مستحيل هل أقول بأن الإسلام على خطأ؟ هذا كفراً فكيف وأنا تربيت عليه منذ صغري ؟ مستحيل! مستحيل!هل أقول بأن والدي الذي أحبه جدا وتربيت على يديه أقول بأنه علمني الكذب؟ أنها مصيبة بل كارثة.! فوقفت لأني وجدت أني و كنت صغيرا في السن وقلت لأني أمام مستقبل آخر سينقلب رأسا على عقب أردت أن أحسب الكلفة أن أقول ماذا أفعل؟ أنا اكتشفت بأن المسيح حق وجدت بأن الإنجيل حق، بأن الإنجيل لم يتحرف وجدت بأن المسيح فعلا كما يقول عنه الإنجيل، كلماته رائعة تعليمه رائع هو شخص رائع . بعد اطلاعي على هذه الامور، وجدتُ الحقيقة، بأن موت المسيح وقيامته من بين الاموات هي حقيقة قاطعة. وان كل الدلائل والقرائن تشير الى ذلك الحدث بكل المقاييس. هذه كانت حقيقة صادمة وقلبت كل الموازين في حياتي. لقد سهرت الليالي أسهر حتى الصباح، واضعا الانجيل والقرآن أمامي وأقول: احرق الكتاب الذي ليس على حقيقة، يارب يارب ارني الحقيقة، أنا تائه لا استطيع أن اعرف الحقيقة بنفسي. محبة المسيح قلبت موازين حياتي، محبة المسيح حاصرتني من كل جهة. محبة المسيح اكبر شيء أثر في حياتي. وجدت أن الانجيل كتاب محبة، سلام، ليس فيه عنف، كتاب فيه عمق، فيه تحديد للمشكلة ويعطي الحل القاطع. لا يركز على كيفية الصلاة بل على عمق الصلاة، لا يركز على كيفية الصيام بل على عمق الصيام. لا يركز على الصغائر والكبائر بل على جوهر الأشياء.المسيح تحدي كل الطقوس، فكان المسيح يتعامل مع البسطاء والخطاة، فقال ” لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى.“ وانا كنت مريض كنت أحتاج الى طبيب، لا احتاج الى أحد يثقل كاهلي بالفرائض، بالأعراف والنوافل وبكيفية الصلاة، لم اشعر بحياتي بروح الصلاة الا في المسيحية. عندما كنت مسلم كنت اصلي واشغل ذهني بعدد الركعات ، كنت اركز على امور لا تشعرني بالمرة بأني اكلم الله. لقد اكتشفت بأن اتهامي للمسيحيين وللعقيدة المسيحية، هي بذاتها اتهام لله نفسه، ولقداسته. المسلمين في أي مكان في المجتمعات الإسلامية يحكمون انطلاقا من معارف مسبقة وأحكام جاهزة، كل من تحدثه على المسيحية تجد لديه أحكام جاهزة في قوالب صاغها الفقهاء و قالها علماء الدين. أن الظروف البيئة التي عشت فيها هي فرضت علىّ أن أكون مخالط للكتابات الإسلامية وللتراث الإسلامي... من المستحيل أن الإنسان يبعد عن تأثير مجتمعه، لكن أنا أطالب أي شخص و أي شخص باحث عن الحقيقة أن يكون على الأقل صادق من نفسه، لأن أولا الحكم على الآخر انطلاقا من أحكام مسبقة هذا عيب علمي في النقاش ليست طريقة علمية لانه الإنسان الذي يريد أن يقارن بين شيئين، يجب أن يأخذ الشيئين من مصدريهما. هذا الأمر الأول الأمر الثاني أنه يلزم أن يكون هناك صدق، الصدق مع النفس احترام الإنسان لنفسه ولذاته ولفكره يطرح عليه أنه ينبغي أن يناقش الأمور بعدل لا يحابي ليس هناك محاباة لأن الأمر يتعلق بمصير الإنسان أولا وأخيرا. نعم ليس هناك أغلى من الحق وليس هناك أغلى من مصيرك، فهذه الأشياء ليست بالأمور الهينة ولا اليسيرة، الكتاب المقدس هو منبع عقائد المسيحيين لا تقرأ عن عقائد المسيحيين بل خذها من مصدرها الحقيقي خذها من المنبع الأصلي، الكتاب المقدس وحده يعرفك على هذه الحقائق ويشرحها لك بالتفصيل.