يعلن المتخصصون أن 80% من الذين يغتصبون الأطفال أو يتحرشون جنسياً بهم هم من الذين يقومون برعاية الطفل في الحضانة أو المدرسة أوغيره؛ وأن 10 – 40% من الأطفال يحدث لهم تحرش جنسي؛ وهذا يحدث مع ربع البنات وسدس الأولاد، وهذه النسبة كبيرة وتلفت النظر لخطورة الأمر وضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية أولادنا، وبدلاً من أن ندفن رؤسنا في الرمل ونقول إن هذا بعيد عنهم.
ومما يلفت النظر إلى خطورة التحرش الجنسي هو أن آثاره لا تنتهي بتوقف الفعل نفسه؛ بل إن الكثير من الآثار تترسب في ذهن الطفل وتبقى معه وتلازمه في العقل الباطن. طوال حياته الآتيه وتشوه معنى العلاقات الإنسانية الحب والجنس في مفهومه.
ماذا نفعل لحماية أطفالنا من التحرش الجنسى ؟
- على الوالدين الذين لديهما أطفال، توعية أولادهما بمخاطر الإعتداء الجنسى. وأن ينتبهوا لعلاقاتهم فى كل
مجال من مجالات الحياة.
- يجب توعية الطفل بخصوصية أعضائه الجنسية وألا يسمح لأي شخص تحت أي ظرف لمسها أو الاطلاع عليها
حتى لو كان معلمًا فى المدرسة أو أحد الكبار؛ وكما نعود أطفالنا على السمع والطاعة للكبار؛ لابد أن نعلمهم
أيضًا أن يقولوا لهم «لا» عندما يصدر من الكبار تصرفات غير لائقة.
- تعليم الطفل الفرق بين اللمسة البريئة واللمسة غير البريئة :
غالبًا ما يستغلُّ المتحرِّش براءة الطفل أو الطفلة، ليقنعه أنها لعبة من الألعاب كالتي يمارسها الأطفال مع
بعضهم، فينقاد الطفل في براءةٍ لما يحدث، وتكون الكارثة بعد ذلك.
ويمكن أن نعلم أطفالنا أثناء لعبنا معهم :
مثلا نمسك في أيدينا هيكلاً من الورق المقوى (كرتون) على شكل كف الإنسان البالغ وفي نفس المقاس، ونعلمهم كأننا نلعب معهم لعبة نسميها [اللمسة "الحلوة" واللمسة "الوحشة"]، ونسلم على أحد الأطفال بأيدينا؛ ثم نسألهم:
- دي لمسة حلوة ولا لمسة وحشة ؟
- لمسة حلوة.
ثم نمسك بأيدينا الكتف ونقول :
- "دي لمسة حلوة ولا لمسة وحشة ؟
- لمسة حلوة.
يمكن أن نلمس أجزاء أخرى في الجسم ونسأل السؤال نفسه وفي كل الأحوال تكون الإجابة "لمسة حلوة"؛ ثم بالورق المقوى الذي على صورة الكف نلمس الأعضاء التناسلية للطفل ونسأل نفس السؤال وتكون الإجابة هنا :
- لمسة وحشة.
ونلمس مقعدة الطفل بنفس الورق المقوى ونسأل نفس السؤال وتكون الإجابة :
- لمسة وحشة.
وهنا ننبه الأطفال أن أي شخص يحاول أن يكشف أو يمسك أعضاءهم التناسلية أو المقعدة يجب أن نهتف بأعلى صوت فينا ونقول :
- "لأ، ده غلط، كده عيب، مش عايز كده، هاقول لماما، هاقول لبابا".
هذا لأن الشخص الذي يتحرش جنسياً بالأطفال يهتم أول ما يهتم بالسرية وإخافة الطفل ومنعه أن يحكي ما حدث للأب أو للأم، وعندما يقول الطفل ما علمناه، عادةً ما يخاف الشخص الذي يقوم بالتحرش ويبتعد عن الطفل ولا يحاول أن يفعل هذا ثانية مع نفس الطفل لخوفه من أن يُعرَف الأمر عند أبويه.
وهنا نؤكد عدة أمور هامة؛ احتضان الطفل وشعوره بالشبع من الحب مع الأم والأب يجعله غير عطشان للحب من الأغراب،ويحميه من السقوط في هاوية التحرش أو الغتصاب الذي يقود بعضهم للمثلية الجنسية فيما بعد، أيضاً يجب كأبوين أن نعّود الطفل يُعبِّر عن رأيه وفكره ويحكي لنا ما حدث له في غيابنا، وبجب أن يشعر الطفل بالثقة في والديه والأمان نحوهما وألا ينتهره أحد الوالدين عندما يحكي كل ما يعمله من لعب أو مشاجرات مع زملائه أو غيرهم في الحضانة أو المدرسة أو مدارس الأحد، وأن يشعر بالأمان والحب حتى عندما يخطئ وعندما نعاقبه، والعقاب لا يتعارض مع حبنا وحمايتنا له وإشباع كل احتياجاته الجسدية والنفسية ... وعندما يشعر الطفل بالأمان والثقة سيحكي كل ما يحدث غيابنا دون خوف.
- ومن المهم جدًا تصديق الطفل، صحيح أنه دائمًا يُنسب للأطفال الخيال الخصب ولكن عندما يتعلق الأمر
بالجنس فثق أن طفلك لا يروي إلا الحقيقة.
- عدم السماح لهم بالمبيت خارج البيت في أماكن بعيدة وأيضاُ اذا تركت طفلك مع غير الأب أو الأم عند
رجوعك اسأله بطريقة تلقائية أثناء الأكل أو اللعب عما حدث أثناء غيابك لتتأكد أن كل شىء طبيعي.
- كذلك يجب مراقبة الأطفال وهم يلعبون مع بعضهم، ومراقبة سلوكهم وتصحيح الأخطاء التى قد تظهر منهم.
- منع الاطفال وتحذيرهم من الذهاب الى أماكن مهجورة كي لا يجد المنحرفون فرصة للاعتداء عليهم.
تأثير التحرش على الطفل :
قد نجد خدوش أو"خرابيش" حول المنطقة الجنسية أو تلوث أو عدوي من الأمراض المنقولة جنسياً.
ويحدث شعور بالخوف لأن الأمان يكسر عند الطفل، قد يظهر غضب الطفل في عنف أو في انكسار الطفل وانطفاء بهجته.
عندما تجد شكوى في هذا الأمر من الطفل لا يكون رد فعلك عنيفاً، اتركه يصف ما عنده بهدؤ وبكلماته هو وقلل عدد المحيطين ولا تنقل الأمر للكثيرين ... وقد يحتاج الطفل إلى طبيب بسبب تعرضه لعدوي أمراض جنسية وأيضاً يحتاج لسند نفسي وأحياناً يحتاج لعلاج نفسي إذا كان الموقف تسبب في أزمة نفسية، وأي طفل يتعرض لتحرش جنسي (أو أي أزمة مثل موت الأب أو الأم) لا تكسر نظامه اليومي أوالأسبوعي العادي وحافظ على الروتين العادي الذي يعيشه لأن هذا يساعده على تخطي الأزمة بسهولة، ووجّهه أو وجّه أسرته إن لزم الأمر لمشير متخصص.
لا تلوم الضحية … دعه يعبر عن نفسه ويعبر عن مشاعره ولو بالغضب أو البكاء أو …
قل له "برافوا عليك شاطر لأنك قلت … أنا مصدقك … مش إنت الغلطان... أنت مريت بأزمة وخرجت أنت ناجى من النار".
ومن العلامات التي نعرف بها أن الطفل قد يكون تعرض للتحرش، إذا كان الطفل يحب الذهاب لمكان ما وفجأة يرفض الذهاب لهذا المكان فمن المحتمل أن يكون حدث له تحرش جنسي ممن في هذا المكان، ولا نتوقع التحرش من الذكور فقط لأن بعض الإناث قد يحدث منهم أيضاً.
محاذير:
- أغلب حالات الاغتصاب أوالتحرش الجنسي بالأطفال تكون كما ذكرت الإحصائيات من أناس مقربين منهم، من الجيران، ممن يعملوا في الحضانة أو المدرسة، من الأهل، اوأشخاص يتواصل معهم الطفل بشكل مستمر.
- الحذر من ممارسة الوالدين للعلاقة الجنسية والأطفال يشاهدون أو يسمعون .
- توجيه الاطفال توجيها صحيحاً لكيفية استعمالهم الانترنت وقنوات "الدش" بشكل مناسب ومفيد
للمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل.
- وقد يضرب الطفل البريء ويتعرض للإهانة بل ويلام أحيانًا ويتهم بأنه هو المتسبب بما يحدث. فيضطر الصغير إلى أن يطوي الألم في صدره ويستمر الجاني الذي قد أمن العقاب في ممارسته نزعاته المريضة. فلا أحد يريد أن يصدق بأن أباه أو ابنه أو أخاه متهمون بمثل هذا الجرم.
- إن كثيرًا من الأطفال الذين يبوحون بما يحدث لهم لا يصدقهم أحد حتى من قبل أقرب أقربائهم بل يتهمونهم بالكذب وسعة الخيال. ومن الإحصائيات في هذا الأمر أن طفلاً واحداً في كل ألف و مأتين وخمسين (1: 1250) يكذب في هذه الأمور … إذاً فالأطفال عادة لا يكذبوا في هذه المواضيع.