حتى تحل هذه المشكلة لابد من إتباع الخطوات التالية:
1. المصارحة: هذه المشكلة صعبة الحل، ولكن من الممكن أن تـُحـَل لو صارح شريك الحياة شريكه بما يشعر به، أو بما رآه (أو شاهده وهو يمارس العادة)، فالمشكلة الحقيقية في عدم المصارحة، خوفاً على الأسرة من الانهيار، وخاصة إذا كان الزوج هو الذي يمارس العادة. ونتيجة هذا الصمت هو تولد مشاعر المرارة عند الطرف الآخر، مما يزيد من المشاكل بينهما، إن أبسط المشاكل من الممكن أن تكبر وتصبح صعبة لو لم يصارح الطرفان بعضهما البعض، وأصعب المشاكل من الممكن أن تحل لو صارح شريك الحياة شريكه.
2. الإعتراف بهذا الذنب والتوبة: من المهم قبل كل شيء أن يعترف الشريك الذي يمارس العادة بذنبه ويتوب أمام الله، ولا يحاول أن يجد لنفسه أي مبرر لهذه الذنب الذي يرتكبه في حق الله أولاً وحق شريك الحياة وحق نفسه أيضأً.
- أولاً يخطئ في حق لله: عندما يمارس الشخص العادة فهو يخطئ أمام الله، لأن الله لم يخلق الجنس للممارسة الذاتية.
- ثانياً- يخطئ لشريك الحياة: فهو بهذا الفعل يخون شريك حياته، علينا ألا ننسى أن العادة السرية هي نتيجة الإثارة بسبب مناظر تتسبب في الإثارة الجنسية، وعندما يمارس أحد العادة السرية يمارسها وهو يتخيل هذه المناظر المثيرة له، وهذا يعتبر خيانة زوجية لأنه يمارس الجنس مع أشخاص في فكره (أو صور جنسية)، لذا فعندما يمارس شريك الحياة العادة السرية فهو بذلك يخطئ لشريك الحياة.
- ثالثا- يخطئ في حق نفسه: عندما يمارس الشخص العادة السرية يصبح مدمناً لها. وهل هناك أصعب من أن يصبح الإنسان منساقاً لممارسة ما لا يقدر أن يمتنع عنه! وهل يوجد خطأ في حق النفس أكثر من يحوِّل الإنسان نفسه من حر إلى عبد؟ هذا غير الإحساس بالذنب في كل مرة يمارس فيها الشخص العادة السرية، وفي بعض الأحيان الإحساس باحتقار نفسه بسبب هذا الأمر. وبالرغم من الإحساس بالذنب إلا أنه غير قادر على ترك هذه العادة لأنه كما سبق القول أصبح مدمناً لها.
3. تذكر أن:
جسدك هو إناء ملك الله عليك أن تحافظ عليه مقدساً وتصونه من أي نجاسة. " لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا، أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ، لاَ فِي هَوَى شَهْوَةٍ كَالأُمَمِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ" (1تسا 3:4- 5)
ومن هذه الآية نلاحظ أن إرادة الله أن نحيا في قداسة وذلك عندما قال أن يقتني كل واحد إناءه أي جسده بقداسة وكرامة. و نجد أن الله وضع مقياساً لهذه القداسة هو أنها مثل قداسة الله "نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ»" (1بط 1: 15، 16)
التدريب: من المهم أن تدرب نفسك عن البعد عن كل تفكير مثير، وقد أوصانا الكتاب المقدس "كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ... فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا" (في 4: 8)
إن العادة السرية أساسها إلحاح الرغبة، لذا من المهم تدريب النفس على تطبيق هذه الآية ، فهذا يساعد على التحكم في ممارسة العادة السرية وتقوية الإرادة.
ويمكن اتباع الآتي :
- ألا تعود إلى فراشك بعد أن تنهض منه، ولا تأوى إلى الفراش إلا وأنت تشعر بالرغبة في النوم، وخاصة في حالة عدم تواجد شريك الحياة بالبيت.
- عدم مشاهدة الأفلام المثيرة جنسياً. أو دخول مواقع النت الجنسية.
- التخلص من الصورة المثيرة جنسياً سواء في أغراضك الخاصة أو على الكمبيوتر، لأن هذا
سيثيرك ويغزي قوة تكرار العادة وإضعاف قوة إرادتك.
- تجنب النوم بمفردك في غرفة مغلقة.
4. الإرداة:
لو تقدمت في هذا الموضوع ثلاث خطوات وضَعفت ورجعت خطوة واحدة لا تيأس لأن النتيجة هي أنك تقدمت خطوتين. استمر ولا تتهاون مع نفسك لأن باستمرار إصرارك تتقوي إرادتك وتنتصر إنتصاراً كاملاً على قوة التعود وضعف الإرادة. كل الخطوات السابقة لن تنفعك دون أن تكون بداخلك الإرادة القوية للتوقف عن هذه العادة، وحتى تكون بداخلك هذه الإرادة لتقاوم هذه الشهوة عليك أن تكون مثل الجندي في الحرب يتسلح بكل وسائل الحماية، فأنت في حرب مع إبليس، فهو يريد أن يجعلك تستمر في هذه العادة وتدنس جسدك، "الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ" (أف 6 : 11).
وأقوى أسلحة الله نستمدها من خلال كلمة الله والصلاة، ولن تستطع أن تستخدم هذه
الأسلحة إلا بشرط هام وهو:
أن يمتلك الله حياتك بالإيمان بيسوع المسيح، وهو يقودك في كل خطواتك فأنت. بالمسيح تنتصر
في حربك وقد انتصر غيرك الكثيرون من قبل. يمكنك أن تصلي الصلاة الآتية:
"يا إلهي آتي إليك بخطيتي معترفاً بها، فأقبل توبتي واغفر لي، ادخل الآن إلى قلبي واملك على حياتي وكن أنت القائد والسيد لتصرفاتي وأفعالي، وساعدني أن أحيا حياة القداسة التي تطلب مني ان أحياها، أشكرك لأنك سمعت صلاتي وغفرت خطيتي في اسم يسوع المسيح" أمين.