لم يكن المنجمون علماء فلك ، فعلماء الفلك يدرسون أبعاد الأجرام السماوية وحركاتها ودورانها وتركيبها ، أما المنجم فكان يؤمن بتأثير هذه الأجرام السماوية على حياة البشر ، فكان يفسر حركاتها وابتعادها واقترابها من بعضها البعض ، بأحداث فى العالم أو في حياة الناس . وقد ظهر المنجمون في بابل منذ القرن السابع قبل الميلاد ، كما اشتهر به بطليموس السكندري في القرن الثاني قبل الميلاد .
وعندما حلم نبوخذ نصر حلماً أزعجه ، أمر بأن يستدعى المجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا الملك بأحلامه ( دانيال 2 : 2 و 4 و5 و 10 ) ، إذ كان الكلدانيون على رأس المنجمين ، ولكنهم لم يستطيعوا معرفة الحلم أو تفسيره . ويبدو أن عملهم لم يكن قاصراً على تفسير الأحلام لأن بيلشاصر استدعاهم أيضا لقراءة وتفسير الكتابة التى كتبتها يد إنسان بإزاء النبراس على مكلس حائط قصر الملك ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يقرأوا الكتابة ، ولا أن يعِّرفوا الملك بتفسيرها (دانيال 5 : 5- 8).
وكان الملك نبوخذ نصر قد جعل دانيال " كبير المجوس والسحرة والكلدانيين والمنجمين " ( دانيال 5 : 11 ) ، ولكن دانيال أقر بأنه ليس هو أو غيره يستطيع ذلك " لكن يوجد إله في السموات كاشف الأسرار " ( دانيال 2 : 27 و 28 ) .
ويقول إشعياء النبى : ليقف قاسمـــــــو السمـــــــوات ( المنجمون ) الراصدون النجوم المعروفون عند رأس الشهور ويخلصوك مما يأتى عليك . ها إنهم قد صاروا كالقش ، أحرقتهم النار .لا ينجون أنفسهم عن يد اللهيب " ( أش 47 : 13 و 14 ) .