في صباح يوم السبت 6/9/2008 وفي منطقة الدويقة الواقعة تحت سفح جبل المقطم سقطت كتل صخرية يبلغ ارتفاع بعضها نحو 15 متراً على منازل الناس وهم نيام فهدمتها على رؤوسهم، وكانت نتيجة هذه الكارثة:
1- طمرت مئات المنازل في الحي العشوائي الذي يقطنه أكثر من نصف مليون شخص.
2- بلغت الخسائر أكثر من 55 قتيلاً، 60 جريحاً لحظة كتابة المقال، وقد دفن المئات تحت الأنقاض بعد أن اعتبروا في عداد المفقودين.
3- الضحايا من فقراء الناس، اضطرتهم ظروفهم القاسية الاقتصادية والاجتماعية إلى التكدس في عشوائيات لا تراعي شروط الأمن الاجتماعي ولا السلامة. وقد جاءوا من الأرياف بحثاً عن فرص عمل بالقاهرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 17 مليون نسمة.
4- معظم العائلات كانوا داخل بيوتهم لحظة وقوع الكارثة، وما كانت تدري أو تتوقع أن الجدران ستطبق عليهم وتسويهم بالتراب.
5- تقول الإحصائيات أن نحو 150 بيتاً سقطت عليهم الكتل الصخرية، ويسكنها حوالي 700 شخص كانوا داخل بيوتهم لحظة وقوع الحادث.
6- لقد أودت صخور الموت بحياة العشرات بل المئات من المواطنين الفقراء المنكوبين تحت سفح الجبل.
7- أرسلت القوات المسلحة عدداً من وحدات الإنقاذ إلى المنطقة المنكوبة للمساعدة في انتشال جثث الضحايا والمصابين تحت الأنقاض، إلا أنها وجدت صعوبة لأن المعدات المستخدمة لا تناسب حجم الدمار الذي خلفه الانهيار الصخري، فالأمر يحتاج إلى أوناش رافعة تستطيع أن ترفع صخوراً في حجم البيوت.
الدروس المستفادة:
1- هناك فرق بين الصخور المميتة والصخرة المحيية، صخور الدويقة عندما سقطت على الناس قتلتهم وسوتهم بالأرض، أما من يتقابل مع المسيح صخر الحياة ينال الحياة الأبدية وينجو من الموت الأبدي.
2- حدثت الكارثة في لحظات ودون توقع، حيث كان الناس نياماً داخل بيوتهم في سلام وأمان، صورة لما سيحدث في المستقبل لكل من يرفض المسيح، صخر الحياة "لأنه حينما يقولون سلام وأمان، حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة، كالمخاض للحبلى، فلا ينجون" (تسالونيكي الأولى 5: 3).
3- الكوارث والحوادث تفاجئنا بغتة دون سابق إنذار، فهل أنت مستعد لمواجهة الموقف؟ "لأن الإنسان أيضاً لا يعرف وقته، كالأسماك التي تؤخذ بشبكة مهلكة، وكالعصافير التي تؤخذ بالشرك، كذلك تقتنص بنو البشر في وقت شر إذ يقع عليهم بغتة (جامعة 9: 12).
4- قامت الدولة بإرسال عدد من قوات الإنقاذ، والأوناش لرفع الأثقال في محاولة لإنقاذ الأحياء، لكن واجهت صعوبات كثيرة بسبب الطبيعة الجغرافية والعشوائية للمكان، والنتيجة زيادة عدد الوفيات الذين ماتوا تحت الأنقاض، والناس يصرخون لكن دون جدوى. يوجد منقذ حقيقي ومخلص إلهي يستطيع أن ينقذك فوراً وفي لحظة من الهلاك الأبدي إن أتيت وصرخت إليه، إنه بجانبك الآن، قريب منك جداً، في متناول الجميع. إنه يستطيع أن يرفعك من أنقاض وأوحال خطاياك، ويقيمك على صخرة الحياة التي ترمز إلى شخصه "انتظاراً انتظرت الرب فمال إلىَّ وسمع صراخي، وأصعدني من جب الهلاك من طين الحمأة، وأقام على صخرة رجلىَّ. ثبَّت خطواتي، وجعل في فمي ترنيمة جديدة تسبيحة لإلهنا" (مزمور40: 1-3).
5- فُقدت الناس وفُقدت البيوت بسبب سقوط صخور الموت عليها، واستبدلت البيوت بالخيام التي من قماش، ثم بالمساكن المؤقتة. إذا كنت بدون المسيح فأنت مفقود، وليس لك مسكن مضمون أو مستقر، لكن إذا تعرفت به كالمنقذ والمخلص الحقيقي تسترد حياتك من الضياع، وتحظى بمكان معه في السماء في البيت الأبدي الذي لا تقترب منه صخور مميتة أو عواصف قاتلة. قال المسيح: "في بيت أبي منازل كثيرة... أنا أمضي لأعد لكم مكاناً، وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إلىَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً (يوحنا14: 3،2).
6- الله يتكلم من خلال الحوادث والكوارث لينبه الناس بضرورة الرجوع إليه، وأن يتوبوا عن شرورهم وخطاياهم، ما كان الله يقصد أن يهد بيوت الناس على رؤوسهم ويسويها بالأرض، بل يهز قلوبهم وينبه ضمائرهم الهائمة في شرور وفساد العالم - إننا نعتبر أن ما حدث هو بمثابة إنذار لكل شحص يعيش في خطاياه، وليس خوف الله قدام عينيه – إنها فرصة مناسبة للتوبة الحقيقية والرجوع للرب. تعال وسلم قلبك وحياتك له قبل أن ينصب غضبه الإلهي على جميع فجور الناس وإثمهم.
7- في يوم الغضب لا تستطيع الجبال والصخور أن تحميك، ويخبرنا الكتاب المقدس بأن العالم سيجتاز كارثة عالمية عندما يحدث الزلزال العظيم، والشمس تصير سوداء كمسح من شعر، والقمر يصير كالدم، ونجوم السماء تسقط إلى الأرض، والسماء تنفلق كدرج ملتف، والجبال والجزر تتزحزح من موضعها، وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال، وهم يقولون للجبال والصخور إسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف، لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف؟ (رؤيا6: 12-17). "لا فضتهم ولا ذهبهم يستطيع إنقاذهم في يوم غضب الرب، بل بنار غيرته تؤكل الأرض كلها، لأنه يصنع فناء باغتاً لكل سكان الأرض" (صفنيا1: 18).
8- الأخطر من كل ما سبق أن المسيح يخلِّص الآن باعتباره الصخرة المحيية، ويعطي حياة أبدية لكل من يقبله، لكن في يوم الغضب والدينونة سيراه العالم كالصخرة الساحقة لكل من يرفضه "ومن سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه! (متي21: 44) – هل تصدقني هذه المرة؟
9- وعندما تقبل المسيح مخلصاً وفادياً ستجد فيه حصناً آمنا وتختبر القول "ويكون إنسان كمخبأ من الريح وستارة من السيل، كسواقي ماء في مكان يابس، كظل صخرة عظيمة في أرض محيية" (إشعياء 32: 2)، وسترنم مع عبد الرب داود وتقول: "أحبك يا رب يا قوتي، الرب صخرتي وحصني ومنقذي. إلهي صخرتي به أحتمي. ترسي وقرن خلاصي وملجئي" (مزمور18: 2،1).
كان الله في عون الجرحى والمصابين، وعزاء قلبياً لأسر الضحايا والمفقودين.