«مسلمة» يا دكتور حاتم
بقلم خيري رمضان ٢/ ١٠/ ٢٠٠٨
لا أعرف إذا كان وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي قرأ ما كتبته «حنان خواسك» في مقالها بجريدة «صوت الأمة» يوم ١٥ سبتمبر الماضي، أم لا؟ وإذا كان قد فعل، فما هي القرارات التي اتخذها، ونحن نراه يجوب محافظات مصر وقراها ليفتش علي المستشفيات الحكومية، ولا يخجل من إعلان استشراء فساد متجذر فيها؟.. أما إذا لم يكن قرأ المقال فإني أعيد عليه بعضاً مما جاء فيه:
الكاتبة حنان خواسك تعرضت لحادث تصادم عنيف بسيارتها في طريق مصر ـ الإسكندرية الصحراوي، وكانت بصحبتها والدتها ـ أتم الله عليهما الشفاء - ووصلت سيارة الإسعاف بسرعة وتعامل العاملون عليها بمهنية واحتراف مع المصابتين، علي الرغم من أن الإصابة فادحة: كسور في العمود الفقري والضلوع والقدمين، وتم نقلهما إلي مستشفي جراحات اليوم الواحد في الطريق، وهنا وقعت المأساة: والدة حنان كانت تتألم بشدة، وكان علي العاملين رفعها علي التروللي لعمل أشعات، ولأنهم ملتحون رفضوا لمس السيدة الأم، النازفة، مكسورة العظام والخاطر، ولم يقبلوا متأففين إلا بعد توسلات ورجاءات من الموجودين في المكان.
حدث الأمر نفسه مع حنان، بل زاد عليه واحد يدعي يوسف بقوله: «تترفع ولا انشالله ما اترفعت، ارموها زي ما ترموها».
أتعرف سيدي الوزير لماذا فعل هؤلاء ـ القائمون علي علاج المرضي ـ ذلك؟
هل تصدق أنهم ظنوا أن «حنان خواسك» مسيحية، وعندما عرفوا بعد ذلك من محضر الشرطة أنها مسلمة تغيرت المعاملة تماماً!!، مثل هؤلاء الأشخاص يجب محاكمتهم وبترهم وإحالتهم إلي مستشفي يعالج الحيوانات لا البشر، فهم صورة مسيئة إلي الإسلام، وإلي مصر، وإلي المواطنة التي نتشدق بها.
هؤلاء هم مشعلو الفتن، قلوبهم سوداء، لم يفهموا الإسلام، ولم يتعلموا من رقة قلب رسولنا الكريم ـ صلي الله عليه وسلم.
أعرف أن هذا السلوك السيئ لا يتحمله وزير الصحة وحده، وإنما يتحمل الجزء الأكبر منه مؤسسة الأزهر الشريف وشيوخ الفضائيات الذين صدعونا بكلام مكرور، وفتاوي لا تسمن ولا تغني، وتركوا الناس في جهلهم.. ليس الغرب هو الذي يحتاج إلي معرفة الإسلام، ولكن نحن الذين نحتاج لأن ندخل من جديد هذا الدين الرائع السمح، الراقي، فللأسف كثير منا يمارس تعاليم دين آخر غير الإسلام!!.
***
* أدعو إلي مساءلة صاحب إعلانات السياحة التي تطاردنا علي المحطات التليفزيونية الأرضية والفضائية، فهذا الإعلان الهدف منه تعليم صغار المتعاملين مع السائحين السلوكيات الإيجابية لحماية صناعة السياحة، ولكن للأسف الإعلان يؤكد في معناه الأخير، وعلي لسان السائحين، أن هذا البلد سيئ ولا يجب المجيء إليه، يقولون ذلك بلغتهم ونذيع ذلك علي الفضائيات ليتفرج علي مساوئنا القاصي والداني.. نرجوكم أوقفوا هذه الإعلانات وكفانا فضائح!!.
khramadan@hotmail.com