يعتبر الاكتئاب حالة منتشرة، يصاب بها ملايين من الناس المؤمنون والغير مؤمنون منهم على حد سواء. والذين يتعرضون للاكتئاب يعانون من أعراض متعددة مثل الحزن، الغضب، فقدان الأمل، الشعور بالأرهاق، وأعراض أخرى متعددة. ونجد أن المصابون بالاكتئاب قد يشعرون بعدم الأهمية أو حتى يفكرون في الأنتحار مع فقدان الرغبة في فعل الأشياء التي كانوا عادة يستمتعون بفعلها. وعادة ما يكون الأكتئاب نتيجة لظروف الحياة الصعبة مثل فقدان الوظيفة أو وفاة شخص محبوب، أو الطلاق، أو التعرض لمشاكل نفسية نتيجة للتعرض لسوء المعاملة أو عدم الثقة بالنفس.
والكتاب المقدس يوصينا بأن نمتلئ بالفرح والتسبيح (فيليبي 4:4 ورومية 11:15)، فمن الواضح أن الله يرغب لنا أن نستمتع بحياة بهجة. وهذا شيء ليس سهل المنال لشخص يعاني من الاكتئاب ولكن يجب على الشخص اللجوء للصلاة، قرأة الكتاب، دراسة الكتاب مع مجموعة من المؤمنين، الأعتراف، التسامح، والمشورة والله قادر على التدخل وتغيير الأحوال. ويجب علينا اتخاذ القرار بألا نركز على أنفسنا، بل على من هم حولنا واحتياجاتهم. فالشعور بالأكتئاب يمكن أن يتحسن عندما يقوم الشخص بالتركيز على المسيح والآخرين.
والاكتئاب المزمن لا بد أن يقوم بتشخيصه طبيب. وعادة ما لا يكون نتيجة أحداث عصيبة في الحياة، ولا يمكن للشخص التحكم في الأعراض بأرادته. وبخلاف ما يعتقده الكثير من المسيحيون، فأن الاكتئاب المزمن لا يكون دائماً نتيجة لارتكاب الخطيئة. فمن الممكن أن يكون الاكتئاب حالة طبية تتطلب التدخل الطبي والعلاج. وبالطبع الله قادر على شفاء أي مرض.
ويمكن للذين يعانون من الاكتئاب اتخاذ بعض الخطوات المساعدة. فيجب عليهم أن يستمروا في دراسة الكتاب وان كانوا لا يشعرون بالتشجيع. فيمكن لعواطفنا أن تضلنا، ولكن كلمة الله صامدة لا تتغير. ولا بد أن نؤمن بالله وأن نلتجىء اليه بصورة أكبر في وقت الضيق والشدائد. فالكتاب يخبرنا أن الله لن يسمح لنا بالخوض في تجارب أكبر مما يمكننا تحمله (كورنثوس الأولى 13:10). وبالرغم من ان الأكتئاب نفسه ليس بخطيئة، فتعاملنا معه هو الذي يحدد ذلك، فالأنسان مسؤول عن تصرفاته حتى في وقت الشدة، وان كان ذلك مسئولية الاتجاه للعلاج وعدم الأهمال في صحتنا النفسية. "فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح، أي ثمر شفاة معترفة بأسمه" (عبرانيين 15:13).