من أعظم وسائل الدفاع ضد إبليس هو إخضاع جسدك إلى روحك المخلوقة ثانية. يقول الكتاب, "اخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. " (يعقوب 4: 7).
فعندما تخضع جسدك لله ولا تسمح له أن يفعل أموراً خاطئة, فسوف يتيسر الأمر عليك كثيرًا في مقاومة إبليس.
إن الله يعلم أنه بدون أن يخضع المؤمنون أجسادهم ويجددون أذهانهم فلن يكونوا قادرين على إتباع قيادة الروح القدس كما يجب. فالكتاب يقول, "لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ." (رومية 8: 14).
لا يقول هذا الشاهد الكتابي, "لأن الذين ينقادون بالجسد أو بالحواس الخمسة, فأولئك هم أبناء الله" أو "إن الذين ينقادون بالنفس فأولئك هم أبناء الله". إن المؤمنون المنقادون بالروح المتأسسون على الكلمة لديهم دفاع قوى ضد إبليس. أما أولئك المنقادون بالجسد والحواس الخمسة فهم هدف مباشر لإبليس ومكائده.
وإن لم يتلقى المؤمن تعليماً صحيحاً في الوقت الذي يريد فيه جسده أن يفعل أموراً خاطئة فسوف يتمكن إبليس منه ويضلله حتى يعتقد أنه لم يخلص بعد. وبمجرد أن يُوقع إبليس المؤمن تحت الدينونة فسيقدر أن يحرمه من التمتع بميراثه الذي في المسيح, متضمناً ممارسة السلطان والسيادة على أرواح الشر.
لكن إن أدرك المؤمنون أن أجسادهم لم ُتولد ثانية وأنه ينبغي عليهم فعل شيء تجاه أجسادهم, فسوف يتعلمون كيف يقدمون أجسادهم لله كذبيحة حية بأن يخضعوها لأرواحهم المولودة ثانية. إن هذه واحدة من أهم الطرق التي يأخذ بها المؤمن مكانته في المسيح حتى يستطيع أن يقف صامداً ضد إبليس. إن لم نجدد أذهاننا بكلمة الله فسوف تنحاز أذهاننا في صف أجسادنا ضد أرواحنا, وهذا لا يضمن دفاعاً قوياً ضد إبليس.