هي مبادئ للحياة الروحية اليومية موجودة في هذه الآيات الافتتاحية:
" وكل ما عملتم بقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله والآب به" (كو3: 17)
" فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فافعلوا كل شيء لمجد الله." (1كو 10: 31)
" وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس"(كو3: 23)
مبادئ روحية للحياة اليومية:
1- اعملوا كل شئ باسم الرب شاكرين
2- اعملوا كل شئ لمجد الرب غير معثرين
3- اعملوا كل شئ كما للرب غير مميزين
وهى مبادئ تشمل:
القول
الفعل
الأكل
الشرب
المعاملات
وهى مبادئ وقوانين تعلمنا كيف نعيش حياتنا اليومية؟!
كيف نعيش حياتنا؟!
لكي نعيش حياتنا كما أرادها الله علينا أن نطبّق هذه الآيات: ( كو3: 17 ) ، ( 1 كو 10: 31) ، ( كو 3: 23).
هناك العديد من الطرق التى نعبر بها عن ما يريده الله منا لنعيش حياتنا. ومن الجميل أن نضع أمام أنفسنا وفى دواخلنا ثلاثة مبادئ أساسية بسيطة:
1. اعملوا كل شئ باسم الرب شاكرين
2. اعملوا كل شئ لمجد الرب غير معثرين
3. اعملوا كل شئ كما للرب غير مميزين
أولاً: اعملوا كل شئ باسم الرب شاكرين:
مكتوب: " وكل ما عملتم بقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله والآب به" (كو3: 17)
لا نفعل أى شئ بالقول أو الفعل لا يناسب اسم الله الآب والابن والروح القدس؛ الله الواحد.
ولا نفعل أى شئ بدون قوة الاسم العظيم وإذا فعلنا الكل – كل الأشياء باسم يسوع، فنعطى الفضل لصاحبه بان نشكره – فلنعطِ الشكر لله. لماذا؟
لأن فى اسمه قوة تساعدنا على فعل كل ما هو مرضى أمامه.
أعملوا الكل باسم الرب يسوع – اسم المسيح هذا الاسم الذى يُوّحد الكنيسة المحلية. وهذا يوضح مركزية يسوع:
فالمحبة هى محبة المسيح
والكلمة هى كلمة المسيح
والسلام هو سلام المسيح
وكل شئ سواء بالقول أو الفعل يجب أن يُعمل باسم أو فى الرب يسوع.
الاسم الذى يُوّحد، فنحن لا نكون واحداً إلا فى المسيح. وكل من يقبل المسيح ويجد فيه الكفاية يتحد بشعب المسيح.
كل ما عملتم " بقول " هذا هو التعليم
أو " بفعل " هذه هى الأعمال أى الخطط والقرارات والأنشطة.
الكل فى اسم المسيح.
" شاكرين الله والآب به" نحن نقدم شكراً مقبولاً لله من خلال المسيح، وهكذا نؤكد (كو1: 12) " شاكرين الآب الذى أهّلنا لشركة ميراث القديسين فى النور" وهذا أيضاً يعود إلى شكر الآب من خلال المسيح. أن الرسول يدعو الكنيسة أن ترى كل الكنوز التى لها فى المسيح وتشكر الله الآب لأجلها. والشكر بدوره يقودنا إلى تقديرنا للخلاص العظيم الذى لنا فى المسيح، وإلى تقديرنا للشركة مع كل الذين يعترفون بالمسيح كمركز لكل حياتهم ورجائهم.
ونحن نحمل اسم المسيح " مسيحيين " من مسيح والصفة مسيحى موجودة فقط فى ثلاث أماكن فى كل العهد الجديد ( أع11: 26، 26: 28، 1بط 4: 16) عندما اُطلق الاسم أولاً فى إنطاكية. كان هدفه الاستهزاء والتقليل من شأن المؤمن، لكن بالتدرج أصبح علامة الإكرام والاحترام. لذلك الاسم يعنى التعريف والهوية فنحن نتبع المسيح وعلينا أن نفعل كل شئ طبقاً لهويتنا فيه. واسمه أيضاً يعنى السيادة والسلطة الروحية والتنفيذ. باسم المسيح نقترب إلى الآب. بسلطان فى الصلاة. ( يو14: 13-14، 16: 23-26 )
أن حملنا لأسم المسيح امتياز عظيم ومسئولية كبيرة فقد كان الاضطهاد بسبب اسم المسيح.
ونحن نريد أن نربى أولادنا للمحافظة على اسم العائلة أى سمعتها وصيتها. وهكذا نحن علينا أن نسلك طبقاً لعظمة اسم المسيح.
ويكون كل شئ أيضاً بالشكر الذى قاله هنا بولس للمرة السادسة فى كولوسى ( 1: 3و 12، 2: 7 ، 3: 15و 17 ، 4: 2) بالرغم من انه كان مسجوناً نبّر على الشكر.
ليتنا نفعل كل شئ باسم المسيح شاكرين.
ثانياً: اعملوا كل شئ لمجد الرب غير معثرين:
لا ينبغى علينا فعل أى شئ ليس لمجد الله. كل ما نعمله يجب أن يكون مرضياً أمامه ويكون لمجده أيضاً.
مكتوب: " لأنكم قد اشتريتم بثمن.فمجّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله " (1كو 6: 20).
علينا فى أرواحنا وفى أجسادنا وفى حياتنا أن نُمجد الله لأنه اشترانا فنحن ملكه.
وهذا هو المبدأ الثانى الهام أن نعمل الكل لمجده – وأيضاً غير معثرين للآخرين: " فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فافعلوا كل شيء لمجد الله." (1كو 10: 31)
هذا تصريح بالقانون الذى يجب على المؤمن مراعاته فى كل أقواله وأفعاله. على المؤمن أن يقصد مجد الله فى كل منها. هذا المبدأ أو القانون يمنع المؤمن من التصرف بمقتضى إرادته البشرية. وهذا موافق لقول بطرس: "إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله.وان كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء" (1بط 4: 11) وكذلك المبدأ الأول الذى علمنا إياه بولس (كو3: 17). وهكذا فان سائر تعاليم الكتاب المقدس الذى صرّح بان غاية الإنسان العظمى أن يُمجّد الله.
وخصَّ الرسول الأكل والشرب بالذكر فى تلك الأعمال التى تُعمل لمجد الله، لأنها موضوع هذا الإصحاح ( 1كو 10).
وقانون عمل كل شئ لمجد الله يشمل كل أعمالنا صغيرة كانت أم كبيرة، عالمية كانت أم دينية، علنية كانت أم سرية.
إن العمل الممدوح فى نفسه يُذم إن عُمل لمجد عامله أو لمصلحة نفسه لا لمجد الله... والعمل الحقير البسيط يُعظّم إذا عُمِل لمجد الله وإطاعةً لأمره. والذى يُعمل لمجد الله يُقلّل من العثَرة. فعلينا أن نكون بلا عثرة لا للقريبين ولا للبعيدين ولا لكنيسة الله ولا لأهل العالم ( رو14: 13، 1كو 8: 13، 2كو 6: 3، أع20: 28، ص11: 22، 1تى 3: 5).
ينبغى أن نكون بلا عثرة حتى للمؤمنين لأنه منهم من هو ضعيف فى الإيمان أو ناقص علم.
علينا أن نقول كل أقوالنا؛
ونفعل كل أفعالنا؛
لمجد الله وحباً له وللقريب.
إن الحرية التى أخذناها فى المسيح ينبغى أن تتوازن مع المسئولية. إن المسيحى الناضج يدرك فى سلوكه مسئولية تجاه الآخر فى الكنيسة وخارجها.
1كو 6: 12، 1كو 8: 11-13ان المؤمن القوى عنده المعرفة والاختبار الذى يتوازن مع التحذير من التكبر لئلا يؤدى الغرور للسقوط.
ثالثاً: اعملوا كل شئ كما للرب غير مميزين:
وهذا هو المبدأ الثالث: " وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس"(كو3: 23).
وإذا نفذنا هذا المبدأ، سوف تتغيّر حياتنا كلها بالكامل.
فكر فى كل حديث ومناقشة تشارك فيها.
فكر فى كل مهمة وعمل فى بيوتنا وأعمالنا ليكون الجميع من القلب وبكل رقة وشفافية. ونفعله كما للرب وليس للناس – بغير تمييز أو مفارقة، لا نفرّق فى معاملاتنا للناس الكل سواسية وما نفعله للناس نفعله كما للرب؛ بلا تفرقة.
إذا أتى الرب يسوع ليسألنا أن نقوم بمهمة لا نريد أن نقوم بها حقاً،
هل نجادله أو نشكو would we fuss at him
أم نكون قلقين اتجاه المهمة؟ or fret about the task?
غالباً لا!
ربما نفكر فى المرة القادمة أن لدينا سبب لنشتكى أو حجة لنحشر أنفسنا فى شئ ما لا يرضى عنه الرب.
Drag our feet about something
علينا أن نفكر فى عمل كل شئ كما لله ليس للبشر.
هذا هو التحرر للعمل من كل القلب. ولأن عملكم للرب، أعملوا لكن ليس كالباقين فى تذمر وضجر أو غيرة وحقد، بل "من القلب كما للرب" إن ولاءنا للرب (مر 12: 30) ولذلك نقدّم له هذه العبارة فى عملنا (أف6: 6) وهذا ما تعلمناه فى المبدأ الأول (كو 3: 17) إن المسيحى يعمل باسم المسيح ولأجل المسيح. انه يُقدّم عمله كـ" ذبيحة" أو " عبارة) ويعرف أنه سيرضى عنها ويقبلها ... ويا له من معنى جميل لقيمة العمل فى المسيحية.
لقد دخل الرب يسوع إلى مكان العمل العادى للتلاميذ " السفينة". وفى هذا نرى تقديس حرفة الحياة كدعوة إلهية. وعندما يستخدم السفينة كمنبر نرى فى ذلك استخدام حرفة الحياة كمجال للحياة والشهادة والخدمة ( يو16: 16-21، يو21، لو5: 1، ....الخ).
كل الأشياء تحل لكن:
1- هل ستقودنى للحرية أم للعبودية؟ (1كو6: 12)
2- هل ستجعلنى حجر عثرة أم sterring – stone؟ (1كو 8: 13)
3- هل ستبنى حياتى الروحية أم تدمرها؟ (1كو 10: 23)
4- هل ستفرّحنى وترضينى أنا فقط أم ستمجد المسيح؟ (1كو 10: 31)
5- هل ستساعد على ربح البعيدين للمسيح أم ستجعلهم يبتعدون؟ (1كو 10: 33))
عمل هذه الأشياء يومياً ( باسم الرب شاكرين – لمجد الرب غير معثرين – كما للرب غير مميزين ) سيُغيّر حياتنا للأفضل دائماً. وهناك ما يشجعنا على ترك القديم والانتباه للجديد؛ وهى دوافع روحية رائعة للحياة الروحية الجميلة فى المسيح، وهى تتلخص فى "مركزية المسيح" ... انها نعمته الرائعة
1- فنحن نغفر ونسامح لأن المسيح غفر لنا (كو3: 13)
2- ونحن يحكمنا سلام المسيح لأنه يحكم قلوبنا (كو3: 15)
3- وينبغى أن تسكن فينا كلمة المسيح بغنى (كو3: 16)
4- وينبغى أن يصبح اسم المسيح هو هويتنا وسلطتنا فالمسيح هو الكل وفى الكل (كو3: 11)
وحيث أننا متحدين مع المسيح من خلال ملء الروح القدس وسكناه فينا، فإننا نمتلك جميع المصادر المعينة والوسائل المشجعة التى نحتاجها للحياة المقدسة. لكن علينا أن نتشجع روحياً بتلك الدوافع لأننا اختبرنا نعمة المسيح، لذلك نريد أن نعيش له. لأننا تمتعنا بالسلام معه سلام المسيح، نريد أن نطيعه. ولأننا حصلنا على غنانا من كلمة المسيح وتشرفنا باسم المسيح، محبة المسيح لذلك نحن نريد فى كل أفعالنا وأقوالنا وأفكارنا أن نكرم المسيح ونمجده دائماً.
آمين.