يا ترى فين الصح

السلام والنعمة ...

جاءتني سيدة منفصلة عن زوجها ... ولكن لنعرف كيف حدث ذلك وماهي مشكلتها الحقيقية ..

تزوجت هناء منذ 15 عاما وطوال هذه الفترة كانت هي وزوجها غير متفقين ودائما يتشاجروا .. وعلى فكرة الزوج والزوجة مؤمنين وبيذهبوا للكنيسة ومش بس كده دول كمان بيخدموا ... ولكن الحقيقية كما قلت شجار دئم بسبب وبدون سبب ...

وكانت ثمرة زواجهما ولدين ولكن هذا لم يشفع لهما أن يهدأوا ... وكل هذا كان محتمل إلى أن وصلوا للمرحلة الأخيرة ...

في هذه المرحلة تختلف آراء الزوجة عن الزوج ...

عندما أتت الزوجة قالت لي أن زوجها تقرب جدا من قريب له اسمه فؤاد وأصبح يأتي للبيت عندنا ... وهو مهذب .. وأصبحت صداقتنا قوية به لا يوجد بيننا أي فرق ... ولكن بعد مدة وجدت أن أشرف بدأت معاملته تفتر تجاه فؤاد ولم أعرف السبب ...وفي يوم جاء وكان زوجي أشرف غير موجود ... ودخل وأنتظره ... وفؤاد حديثه دائما مرح فيه الضحك والمرح ... لذا كان من الطبيعي أن أضحك من حديثه ... وفي هذا الوقت دخل أشرف وهاج وماج وشك في وصوته أصبح عالي وهو يهتف ويقول خائنة تخونني مع صديقي ... ورددت عليه أنت مجنون ... ولكنه فجر القنبلة الأخيرة وقال أنا بأشك فيكي منذ فترة ... وهنا أدركت لماذا فترت معاملة أشرف له ... وحاولت أن أفهمه ولكنه طردني من البيت وبالطبع أسرع فؤاد وترك المنزل خوفا من الفضيحة ... وتركت البيت مطرودة مهانة ... ومنعني أن أرى الأولاد وقلت بكرة يهدأ ونتكلم بهدوء وأعود لأولادي ... ولكني فوجئت به يرفع قضية طلاق وتم طلاقي بسرعة بسبب الشهود الذين شهدوا أنهم يروا فؤاد يأتي للبيت كثيرا وفي هذا اليوم بالذات كان أشرف غير موجود وقد دخل فؤاد البيت وأغلقت باب الشقة علي وعليه ونحن لوحدنا وهذا له تفسير واحد وسمعوا صوت ضحك ... وهكذا كان الظن وكانت الشهادة ... فتم الطلاق السريع للشك في حالة زنا ... وأخذ الأولاد معه ... ولم يكتفي بذلك بل فوجئت في يوم أنه هاجر لأمريكا وأخذ أولادي معه ... ما يحطم قلبي أنني لن أراهم مرة أخرى أبدا ... 15 عاما مرت وضاعت من حياتي بدون هدف لأن حتى هدف الحياة من أجل أولادي ضاع ... هل أنتحر ...
ما الحل في هذا الأمر ولماذا الله يفعل معي كده ويقبل أن أشرف يحرمني من أولادي ...

وعلى فكرة أسرة الزوج تؤكد أن أشرف عندما دخل وجد فؤاد وهو يقبل هناء ... هذا غير الهمز واللمز الذي كان يحدث من وراءه وكان أشرف يشعر بهذا ولكن كان بيكدب نفسه فهذا صديقه الذي ائتمنه على البيت وهذه زوجته من 15 سنة مؤمنة وخادمة ...

في الحقيقية أصبت بالدوار فمن أصدق ... ولنفترض أن الزوج كان على صواب هل من حقه أن يحرمها من أولادها ...

ما رأيكم يا أخوتي في هذا الأمر

الرب يباركك أختنا هايدى
هذه المشكلة كثيرا ماتحدث وفى الحقيقة لقد ذكرتى مشكلة مركبة حسب رؤيتى
وتعالى معا نحلل أسباب هذه المشكلة وما هى الحلول اللازمة لذلك
فأنا أري من وجهة نظرى أن الخطأ الذى حدث
من الثلاثة أطراف سويا وتعالى نحلل كل شخصية على حدة

أولا:الزوج: وأنا أضعه المتهم الأول فى المشكلة لأنه سمح لأحد أصدقاؤه بأقتحام سر من أسراره الشخصية وهو بيته فمن السذاجة أن يسمح زوج بتوطد العلاقة بينه وبين صديق ويدعوه لمنزله بمفرده – ويجب فى هذه الحالة أن تكون الصداقة خارج البيت أو فى مجال العمل أو النادى أو خلافه – ولا تكون الزيارات إلآ أسرية وفى المناسبات فقط -
ولكون الزوج سمح لهذا الصديق بأقتحام بيته وأقول( باقتحام) لأن البيت يعتبر شيئ خاص للأسرة وله قدسيته وليس ناديا للمقابلات والتسامر
كذلك هناك خطأ آخر منه فيجب أن لا يكون سلبى فى معاملته لزوجته إذا وجد خطأ ما منها فليفاتحها مباشرة ويجلس للمناقشة – إلآ اذا كان فعل ذلك ويأس منها

ثانيا: الزوجة وعليها تقع مسؤولية أيضا فى إستقبال أحد فى بيتها سواء أتى مرات قبل ذلك برفقة زوجها فكان الواجب عليها إذا كانت تريد أن تحافظ على بيتها التفاهم مع زوجها وتفهمه إذا كان لم يفطن الى أن للبيت قدسية وغير محبذ بحضور شخص منفردا بدون أسرته – وإذا كان له أن يقابله فليقابله فى النادى أو المقهى أو أى مكان ملائم – وعليها خطأ أكبر بإستقبالها هذا الصديق فى عدم وجود زوجها وكان عليها أن تخبره من على الباب بطريقة مهذبة بأن زوجها غير موجود وستبلغه عند حضوره بأنك حضرت

ثالثا: الصديق وعليه تقع مسؤولية أيضا فى عدم تقديره وإحترامه لصديقه حتى إذا وضع فيه الثقة فكان مفروضا عليه عدم الذهاب الى منزل صديقه إلا إذا كان معه ميعاد بذلك أو يتصل به تليفونيا للتأكد من وجوده – وكان يجب عليه عندما لاحظ عدم وجود الزوج فى المنزل أن يأخذ طريق العودة ويستأذن ولا يدخل المنزل لينتظر صديقه حتى لو كان معه زوجته فمن اللائق أن يترك زوجته مع زوجة صديقه ويخرج هو الى حين يأتى صديقه – هذا كان الواجب عليه
وللحديث بقية

وبنظرة عامة نجد أن الخطأ من الثلاثة وإن كان ينصب أولآ على الزوج الذى كتم فى نفسه ولم يفاتح زوجته حتى وإن كانت عصبية عليه فيمكنه بالتفاهم أن يوصل معلومته لها
ولكن عندما يفقد الزوجان الثقة كما فعل الزوج فى زوجته فأن حياتهما تصبح جحيما لا يطاق وسيؤول كل شئ وحتى وان كان صالحا يؤوله الى شيئ غير صالح وهنا حدث التباعد وحدث شرخ فى النسيج العائلى ولكن من الصعوبةأن يعاد الشرخ الذى يحدث فى إناء خزفى الى حالته الطبيعية الأولى فيجب أن يتفهم كلا الطرفين ذلك فى حالة ما اذا كانت هناك معاملة أو تصرفات بينهما جيدة وإنقلبت الى تصرفات يشوبها الشك مثل خطيبين عند بداية تعارفهما يكون الأحترام المتبادل بينهم وكل طرف يعمل حساب الآخر ويفضل كل شيئ يمت بالصلة للطرف الآخر – كالحديث سويا - والخروج معا ومناقشة المواضيع بقلب صاف ورأى واحد ويفتخر كلا منهما بآراء وكلمات الآخر - وتجد الخطيبة تستقبل خطيبها بالترحاب وتنتظر مجيئه على أحر من الجمر - ولكن إذا لاحظ الخطيب مرة أن خطيبته لا تهتم بمجيئه أو لا تنتظره أو تخرج أو ترتبط لعمل شيئ فى ميعاد وصوله ولا تنتظر مثل السابق بشغف أو أن تستقبل آراؤه بفتور أو جمود أو إستهانة أو توجه له كلمات جارحة بأن تصرفاته غير حكيمة و تودعه بكلمات يفهم مهها ( إذهب بلا عودة) – مثل مع السلامة مع خبط الباب خلفه – إذا وصلت الحالة الى هذا الحد - فعندها يعرف الخطيب أنه شخص غير مرغوب فبه وعليه الذهاب بلا عودة – ويعلم أن الطرف الآخر أصبح له فكر معاكس- والأبتعاد فى البداية أفضل بكثير من الأبتعاد بعد الزواج
والحسرة على اللبن المسكوب فى البداية أفضل من الحسرة على الفطيرة التى صنعت من اللبن والدقيق والزبد والبيض و الوقت الضائع لتسويتها