من حوالي مائتي عام، عاشت طفلة صغيرة مع أهلها في بيت ريفي صغير في ريف مدينة اسمها "ويلز". كانت ماري تذهب إلى الكنيسة مع أسرتها صباح كل يوم أحد. وكانت الكنيسة تبعد حوالي 3 كيلومترات من بيت ماري الصغير. وفي صباح أحد الآحاد سمعت ماري أخباراً جعلت قلبها يخفق بشدة من الفرح والابتهاج، فقد أعلن قس الكنيسة عن افتتاح مدرسة في القرية، ففكرت ماري في نفسها قائلة: "أخيراً سأتعلم القراءة وبعدها سأقدر على قراءة الكتاب المقدس".
قامت ماري بتوفير كل النقود التي كانت تحصل عليها، حتى توفر لديها ما يكفي لشراء كتاب مقدس. ثم قررت أن تذهب إلى مدينة "بالا" التي تبعد حوالي 45 كيلومتراً حيث يسكن رجل، سمعت أن لديه كتباً مقدسة للبيع.
بدت الرحلة طويلة وشاقة فقد مشت ماري طويلاً وعبرت أودية كثيرة وتخطت أنهاراً عديدة ولفت حول تلال كبيرة إلى أن وجدت نفسها في مدينة بالا. وهناك صممت أن تجد هذا الرجل الذي سمعت عنه، السيد شارل. وبعد بحث وطرق أبواب كثيرة، وصلت ماري إلى بيت الرجل. وما إن فتح السيد شارل الباب حتى قدمت ماري له طلبها لشراء نسخة الكتاب المقدس.
بتسم السيد شارل وقال: " أنت موفقة فما زال عندي نسخة واحدة فقط" قال هذا ثم ناولها نسخة الكتاب المقدس الجديدة. وببطء تناولت ماري الكتاب وقلبها فرح جداً واحتضنت كنزها الثمين ودارت لتعود إلى منزلها بعد أن شكرت السيد شارل بحرارة.
سافر السيد شارل إلى "لندن" بعد أن غادرته ماري جونز، وهناك شارك قصتها مع بعض رجال الأعمال، فتأثروا كثيراً بما أبدته ماري من اهتمام في الحصول على نسخة من الكتاب المقدس.
ومن هنا تكونت مؤسسات دار الكتاب المقدس في كثير من الدول، واليوم بعد انقضاء مائتي عام يوجد 137 داراً للكتاب المقدس في حوالي 200 دولة.