الزوج: "بتاعت أمَّها"
الزوجة: "بيحب يعذّبني"
نعاني كثيراً في هذه الأيّام من مشاكل عائلية تتسبّب في تصدُّع الكثير من العائلات، ممّا يكون له ـ سواء على المدى القصير أو البعيد ـ تأثيراته السلبيّة، ليس فقط علينا نحن كأزواج وزوجات، لكن أيضاً على أولادنا وبناتنا الذين نجعلهم ـ حينما ينشأون في جوّ متوتّر ومُنقَسِم ـ يعانون من التمزُّّق والحيرة تجاه ما نُلقّنهم إيّاه من قِيَم وفضائل وأخلاقيّات من جهة، وما يرونه في حياتنا من صراعات وأزمات ومشاحنات من الجهة الأخرى. ممّا يكون له أبلغ الأثر على تنشئتهم وشخصيّاتهم ومُثُلهم وقِيَمهم الأساسيّة في الحياة، لا سيّما وهم في مراحل تنشئتهم وتكوينهم. فهم إذن يعانون من جرّاء مشاكلنا وخلافاتنا، كما أنهم أيضاً ـ بلا أيّ ذنب اقترفوه ـ يدفعون غالباً ثمن صراعاتنا ومشاحناتنا وأزماتنا! ويا لها من تَكلِفة كبيرة سيجنونها غداً بعد أن نكون قد زرعناها فيهم اليوم عن غير قصد ودون أن ندري. وللأسف غالباً ما نكتشف ذلك متأخرين، بعد أن تكون دروسنا السلبيّة قد تأصّلت فيهم. ثمّ تجدنا بعد ذلك نسعى جاهدين لإصلاح ما أفسدناه نحن بأيدينا. ولكن هيهات، من أين لنا أن نستطيع تحقيق ذلك بعد أن يكون قد فاتَ أوانُ الزَّرع وحانَ وقتُ الحَصاد، الذي غالباً ما يكون مُرّاً ومُؤلماً لنا ولأولادنا على حدٍّ سواء. لذلك فإنني أجد لِزاماً عليّ في هذا الصَّدَد أن أوصي بقوّة، كل الأزواج والزوجات كي يسعوا جاهدين لمُعالجة مشاكلهم وخلافاتهم بطريقة هادئة وصحيحة وبلا انفعال، وأن تدور حواراتهم وخلافاتهم خارج المنزل إن أمكن أو في حجراتهم الخاصّة بعيداً عن الأولاد، وفي جوٍّ من النضج والالتزام والحبّ بعيداً عن أيّ انفعالٍ زائدٍ أو مُتهوّر، حتّى يكون بمقدورهم أن يُنهوا الأمور (الخلافات) بأضيق الحدود وبطريقة صحيحة وإيجابيّة، دون أن يُسبّبوا أيّة مشكلة لفَلَذات أكبادهم......