عزيزى مجدى...
تحيّاتي القلبية لكِ...
كم من الوقت مضى على آخر لقاء لنا يا منى ؟ أعامٌ أم أكثر أم أقل ؟! لا أدرى حقاً ، لكن ما أدريه أنك لا تزالين القريبة إلى قلبي في " الشلّة " كلها ، وأننى أفتقدكِ بشِدّة منذ قرّرتِ الرحيل إلى الإسكندرية.
مقصِّرة أنا في حقِّك .. لكن الحياة لا تسمح لنا دائماً أن نفعل كل ما نختار أن نفعله !
كيف حالك ؟ وماذا تفعلين في هذه الايام ؟ هل لازلتِ غارقة في تلك الخواطر الغريبة عن الهدف من وجودك في هذه الحياة ، وشكَّكِ فى كلّ ما يُقال لكِ ، وكلّ هذه الحوارات التى ملأتِ رأسي بها ولم أفهم منها حرفاً ؟! أرجو أن تكوني قد " هدأتِ " قليلاً!!
قد تندهشي من مخاطبتي لكِ عبرَ البريد .. لكنّكِ تذكرين وَلَعي القديم بالرسائل ، وشَغَفي بتلك المتعة في وجود مغلّف في صندوق البريد مكتوب بخطّ أعرفه ويحمل كلاماً لي وليس لأحد سواي !
ربما تندهشي أيضاً من اتّصالي بكِ بعد كلّ هذه الفترة ....
الواقع أنَّ لديَّ ما أخبركِ به !!
هل تذكرينَ حاتم جمال؟ وملاحقته لي وخطاباته وقصائده المملوءة شعراً ركيكاً ؟
حسناً ... لقد أفلَحَ حاتم أخيراً !
فقد تزوّجنا منذ شهرين !! لقد سمحَتَْ لي الحياة بأن أفعل شيئاً أختاره !
لا تندفعي وتعاتبيني على عدم دعوتكِ إلى العرس ، فلم يكن هناك عرس أصلاً ! لقد تزوّجنا عرفيّاً. لم تكن ظروفه تسمح بغير ذلك ولكن كان لابدّ لنا من أن نتزوج . إنَّ حُبّاً كالّذي بيني وبين حاتم كان لابدَّ له من أن ينتهي بالزواج.
ما رأيكِ يا منى ؟ كنتِ دائماً المتمرِّدة فينا وصاحبة الآراء الجريئة .... هل يروقكِ ما قمتُ به؟!
إنَّكِ قريبة إلى قلبي ولن أُخفي عنكِ شيئاً...
أنا سعيدة يا منى ! فحاتم رجلٌ يعرفُ كيف يُسعِدُ المرأة ! إنّه يفعلُ ذلك بكلماتهِ ، ونظراتهِ ،و أيضا بلَمَساتهِ !
لقد وصلتُ مع حاتم إلى قِمَمٍ من النّشوة لم أكن أعتقد بوجودها أصلاً ! ولا يُعطِّل سعادتنا سوى أنّنا لا نَعرُفُ منها إلاّ القليل ... ساعتين في فترةِ ما بعد الظهر، مرّتين أو ثلاث مرّات أسبوعيّاً في شقّتنا الصغيرة بحيّ " البساتين " ، إنّ حاتم أصبح كثير المشغوليات ، وحين يمرّ أسبوع دون أن ألقاه .. أكادُ أُجَنّ .. لكنّ اللقاء التالي يكون كفيلاً بمحو كلّ ما سبقه!
والآن لديَّ سؤال ....
ماذا عن أهلي ؟ لديَّ رغبة في أن أخبرهم .. لكن حاتم غير موافق ... ولا أريد أن أضايقه فهو قد صار عصبيّاً جدّاً في الأياّم الأخيرة ، ويثور لأتفه الأسباب ....
هل لديكِ رأياً ما ؟!
وافيني بأخباركِ.
داليا غنيم
القاهره فى 27 يوليو 2009