صديقي المحرر، أُريدك أن تستعد مُقدّما لمُشكلتي التي ستخرج في مضمونها لحدّ كبير عن الكثير من المُشكلات التي قد تُقابلك!!
أنا الآن عُمري ثلاثين سنة، أعيش في عذاب مُستمر لأجل خطيّة، بل فضيحة كُبرى ارتكبتها منذ حوالي عشر سنين، لكنّها تُؤرّقني وتقض علي مضجعي، وبسببها أقوم مفزوعا من نومي كل ليلة وكأنّها تحدث لي كل يوم، بل كل لحظة!!
كانت الخطيّة الكُبرى التي ارتكبتها هي خطيّة الزنا، نعم، فقد زنيت مع إحدي قريباتي التي كانت كثيرا ما تُراودني عن نفسها، وكنت دائما ما انتهرها بل وأهرب منها، حتّى كان هذا اليوم المشؤوم الذي غاب فيه عنّي عقلي دون إرادة منّي، وأغراني شيطاني أن أمارس معها هذه الرذيلة و من يومها وأنا أحيا في عذاب!
لم أكن قبلها مُتديّنا أو قريبا من الله، لكنّي أيضا لم أكُن شريرا، فأنا نشأت وتربّيت في بيت مُتديّن، ربّاني أهلي فيه على القيم والفضائل والمُثل والأخلاقيّات.
لكنّي بعد عدّة سنوات، استمعت إلى عظة كانت المُتحدّث يُنبّر فيها بقُوّة على أهميّة التوبة وحياة الطهارة وطاعة الله. ومن وقتها قرّرت أن أبدأ من جديد، بداية جديدة نظيفة، بكيت وتُبت واستغفرت ربّي ورُحت أتوسّل إليه أن يغفر لي ما ارتكبت من خطايا وذنوب، ولقد شعرت وقتها بالسلام، إلاّ أن الأمر لم يدُم طويلا، إذ فجأة تذكّرت هذه الخطيّة الكُبرى التي كُنت قد ارتكبتها، وقامت نفسي عليّ وكأن الأمر حدث للتوّ ولا تفصلني عنه إلاّ دقائق معدودات!!
والآن، هذا الأمر يُؤرّقني، يُقيّدني، بل ويُدمّرني، وكلّما أردت أن أُصلّي أو أقرأ في الكتاب المقدس أجد هذه الخطيّة تُلاحقني وتقضُّ عليّ مضجعي! وأشعر أن ماضيّ يقف حائلا هائلا بيني وبين إلهي، وبيني وبين استمتاعي بالحياة، أرجوك، لو أمكنك أن تُساعدني فلا تبخل عليّ، ولك منّي جزيل الشكر.
المُطارد من ماضيه!