الأسرة والعلاقة مع الله

الأسرة والعلاقة مع الله
كيف يكون في البيت مذبحاً؟


إلى الأحباء المؤمنين بالمسيح
هذه رسالة موجهة لكم وتحمل إعلانات خاصة من كلمة الله لكل بيت ولكل عائلة.
مسرة قلب الله:
يقول الرب له كل المجد في "مز 16: 3" القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم. وهذا يعني أن كل واحد من حضراتكم هو مسرة قلب الله، صحيح أن أعمالك الحسنة "متى 5: 16" وتصرفاتك المملوءة بالمحبة للآخرين تسر الله "يو 13: 35" لكنه يسر بالأكثر بك أنت شخصياً ويشتاق للعلاقة معك فوق كل شيء آخر، فمسرة الله من جهتنا ليس في عبادة أو طقوس نقدمها له "اش 1: 11" لكن في علاقة حية شخصية بينك وبينه لأنه يحبك إلى المنتهى "13: 1".
اعد لك وظيفة:
أنت كشخص مؤمن بالمسيح لك وظيفة أساسية وهامة أثناء حياتك على الأرض فيقول الكتاب في "1 بط 2: 9" (أما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب اقتناء لكي تختبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب). وهنا تتضح عدة أمور سنركز على بعضها، أولاً أنت مختار بعناية فائقة ويؤكد الرب يسوع قائلاً ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم (يو 15: 16) فأنت بصفة خاصة مختار ويوضح الكتاب أنك كاهن للرب.
لتوضيح وظيفة الكاهن سنقدم مقارنة بين النبي والكاهن: النبي يأخذ إعلانات من الله وينقلها للبشر، فكلمة نبي تأتي من الفعل ينوب عن الله في نقل كلماته للناس، بينما الكاهن هو من يأخذ من الإنسان ويقدم لله، فالكاهن يأخذ الذبائح من يد الإنسان ويقدمها لله وهذه هي وظيفة كل مؤمن "كاهن للرب" أن يقدم ذبائح روحية أمام الله.
ما هي الذبائح:
نعرف الكثير عن ذبائح العهد القديم ولكن ماذا عن العهد الجديد، هل هناك ذبائح تقدم للرب؟ بالطبع في العهد الجديد هناك الكثير من الذبائح فنقرأ في (عب 13: 15) "فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه" أي أن التسبيح وهو الإعلان عن صفات الله وكمالاته والشكر والحمد له هو ذبيحة تقدم لله من خلال الرب يسوع المسيح. وهنا نحب أن نشجعك أن تقدم ذبيحة الإعلان عن محبة الله وصلاحه لكل من حولك في كل مكان تتواجد فيه.
في نفس الأصحاح وفي الآية التالية (عب 13: 16) نتعرف على أنواع أخرى من الذبائح منها: ما يعرف بذبائح فعل الخير والتوزيع، حيث يقول الوحي: "ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله" وهذا يؤكد أن فعل الخير والتوزيع أيضاً ذبيحة أو بالأحرى ذبائح، أي الأنواع المتعددة من أعمال الخير والتوزيع هي أنواع من الذبائح، وفوق هذا يؤكد الوحي المقدس أن هذه الذبائح تسر قلب الله. بالتأكيد فإن ذبيحة المسيح على الصليب هي الذبيحة الوحيدة الكاملة والكافية وموضوع مسرة الآب، ولذا كل تسبيح وعبادة وأعمال الخير والتوزيع هي انعكاس لعمل ذبيحة المسيح على حياتنا كمؤمنين.
المذبح:
المذبح هو المكان الذي تقدم الذبيحة عليه، وهنا لا نريد أن ندخل في تفصيلات لاهوتية أو فلسفية لكن بكل بساطة نؤكد على أن كلمة المذبح تشير الى مكان تقديم الذبيحة لله، وهنا يأتي السؤال: هل الذبائح المذكورة سابقاً (التسبيح وفعل الخير والتوزيع) يجب أن تقدم في مكان محدد بعينه؟ بالطبع لا، فالتسبيح وفعل الخير والتوزيع غير مقيد بمكان معين بل على العكس يجب أن يقدم في كل مكان نتواجد فيه.
لكن هذه الرسالة تهدف للتأكيد على خطوة أولية محددة وهي أن يقام مذبح للرب أولاً في بيتك أنت فأنت موضوع مسرة الله ولكونك كاهناً له تستطيع أن تقدم ذبيحة تسر قلبه على مذبح عائلتك في بيتك.
في "مز 84: 3" يقول الوحي المقدس "العصفور أيضاً وجد بيتاً والسنونة عشاً لنفسها حيث تضع أفراخها يا رب الجنود ملكي وإلهي". وهنا أستطيع أن أسمع صوت العصفور وصوصوة أفراخ السوسنة وهي تخرج من أعشاشها (مذابحك يا رب الجنود) التسبيح والحمد لله.
كيف يكون في البيت مذبح:
إذا جمعت عصافير بيتك وأفراخها وبدأتم صوصوة الشكر أمام الله فهذه هي بكل تأكيد ذبيحة التسبيح العائلية التي تسر قلب الله. نشجعك أن تجمع شريك حياتك وأولادك وباقي أفراد الأسرة المقيمين معك، ويمكنكم أن تحددوا وقتاً وليكن مرة أسبوعياً لتقدموا هذه الذبيحة العائلية.
يمكنكم أن تبدأوا ببعض الوقت لذكر أعمال الله الصالحة معكم خلال الأسبوع السابق، ستحتاجون عدة مرات لتتغلبوا على الخجل والنسيان وعدم التعود على ذلك أيضاً. يمكنكم المشاركة معاً ببعض التحديات والاحتياجات التي تواجهكم في الأسبوع التالي، ويمكنكم أن تقضوا بعض الوقت في الترنيم وأيضاً قراءة كلمة الله معاً والتأمل فيها، ثم نشجعكم أن كل فرد في العائلة يصلي أي يتكلم مع الله بصفة شخصية مقدماً الشكر على ما سبق وطالباً المعونة والقوة للأسبوع التالي. هذا تصور بسيط وليس التزاماً لكيفية قضاء وقت للذبيحة العائلية.
قانون ذهبي:
"أما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يس 24: 15)