تختلف درجة النشاط الجنسي من فرد لآخر وليس بين رجل وامرأة، فيوجد فرد نشط جنسياً وآخر غير نشط جنسياً. ولكن دعونا قبل أن نكمل الحديث عن درجة النشاط الجنسي، أن نفرق بينه وبين البرود الجنسي.
فالبرود الجنسي: هو عدم قدرته على ممارسة الجنسي إطلاقاً وإذا كانت الزوجة هي المصابة بالبرود فإنها إذا مارسته لا تجد متعة في هذه العلاقة. وهذا البرود يكون سببه إما مرضاً نفسياً أو عضوياً. لكن درجة النشاط الجنسي أمر مختلف، فغير النشط جنسياً يمارس الجنس على فترات متباعدة، مرة أو مرتين في الأسبوع، وهذه المرات كافية لإشباعه جنسياً، وهو يتمتع بهذه العلاقة تماماً. ويوجد أيضاً النشط جنسياً وهو الذي من الممكن أن يمارس الجنس يومياً وأحياناً أكثر من مرة في اليوم. وهذه الدرجات المتفاوتة للنشاط الجنسي تسبب الخلاف إذا كان الزوجان أحدهما نشط جنسياً والآخر غير نشط، فشريك الحياة النشط جنسياً يريد ممارسة الجنس كل يوم أما الآخر فلا يستطيع ذلك، وإذا لبى طلب شريك حياته في البداية لن يستطيع أن يلبي طلبه بعد ذلك لأن هذا الأمر فوق قدارته الجنسية. وفي المقابل إذا رفض الفرد غير النشط جنسياً ممارسة الجنس، سيعرض شريكه للتجربة وذلك بسبب احتياجه للإشباع الجنسي وعدم قدرة الطرف الآخر على تسديد هذا الإحتياج وذلك ليس عدم رغبه منه أو عدم محبة ولكن ذلك بسبب درجة نشاطه الجنسي. وما يزيد المشكلة والخلاف بينهما هو الصمت، فالزوج كرامته تجعله لا يتكلم في هذا الأمر، والزوجة خجلها يجعلها لا تتكلم في هذا الأمر، ويزيد الصمت بينهما وتزداد الخلافات التي يكون ظاهرها خلافات عادية ولكن باطنها وأصلها بسبب توتر العلاقة الجنسية بينهما.
كيف نتعامل إذن مع هذا الأمر الحساس؟
يقول الكتاب المقدس كورنثوس الأولى 3:7 – 5:
"لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ. لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ. وَكَذلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ. لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إِلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ."
إن الحل في الحوار كما تقول هذه الآيات (عَلَى مُوافَقَةٍ) إن لكل طرف واجباً أن يوفي طلب شريكه في ممارسة الجنس، ولكن عندما يكون هذا الأمر من الصعب تحقيقه بصفة مستمرة، فمن المهم أن يكون هذا بالاتفاق، وبالحوار معاً. في هذا الحوار يوضح كل طرف دون خجل قدرته الجنسية حتى يصلا لمرحلة يقبل بها الاثنان، بشرط أن تكون وسطاً بين الدرجتين، فلا تكن قليلة جداً بحيث يشعر النشط جنسياً بالحرمان، ولا تكن أكثر من اللزوم بحيث ترهق غير النشط جنسياً، المهم ألاينتهي هذا الحوار إلا بالموافقة بين الطرفين، وذلك حتى لا يجربنا الشيطان بالخطايا الجنسية نتيجة للحرمان منها.