الجنس ليس عيبا أخلاقيا والعلاقات الزوجية في الغرف المغلقة ليست مخيفة, لكننا نجعلها كذلك بإغلاق أعيننا عن الحقائق المهمة, والمحصلة المزيد من المشاكل التي تصل إلي الانهيار النفسي وإغلاق البيوت, فلماذا لا نحطم جدار الخجل ونناقش متاعبنا الجنسية بأسلوب علمي صريح وجرئ, أرسل لنا مشاكلك الجنسية والزوجية, فربما نجد حلا معا..
أنا شاب في مقتبل العمر, تربيت تربية أخلاقية, ودينية ملتزمة وتعودت ألا أجرح أحدا أو أضر أي أحد وأن أنتبه تماما لما أفعل أو أقول كيلا يبدر مني مالا تحمد عقباه, وذلك حفاظا علي رضا يبدر عني وأيضا علي حب الناس لي, فقد ترتب علي ذلك أنني حين تزوجت دأبت علي معاملة زوجتي بهذه الطريقة بداية من مرحلة الخطوبة وحتي الآن وقد مضي علي زواجنا عامان سعيدان بحمد الله, لا ينغصهما إلا المشكلة التي سأتعرض لها الآن, مع بداية علاقتنا الحميمة التي كان يفترض أن تبدأ من ليلة الزفاف, كنت أعلم قبلها من الأصدقاء أن فيها ألما بالنسبة للفتاة ولكنه ألم محتمل ويمر دون ترك أي آثار نفسية سيئة عليها, أما بالنسبة لي, فمجرد الاقتراب من زوجتي كانت تتأوه خوفا مما لم يحدث بعد, فكان هذا يصيبني بالهلع أن أكون قد آلمتها فأتراجع فورا, بل أفقد إثارتي مما يفقد عضوي انتصابه وبالتالي قدرته علي إتمام العلاقة الزوجية, وإني أعلم أن تأوهها هذا طبيعيا وقد أقنعني الجميع بذلك, ولكني لا أستطيع, كما أنها هي نفسها صارحتني بأنها لا تكون متألمة للحد الذي أظنه, قد حاولت بعد ذلك أن تكتم صوتها بغية إتمام هذه العملية, ولكني أجد نفسي ألحظ تعبيرات وجهها فأجد أنها تغيرت فيحدث ما يحدث كل مرة.. إن زوجتي تحاول التخفيف عني باستمرار قائلة لي إنها تحبني وترغبني, ولكن هيهات أن أستطيع التغلب علي رغبتي القوية جدا جدا في عدم إيلامها ولو قليلا.. فما هو الحل إن كان هناك حل أصلا؟
أيها الشاب العزيز, لا أحب لهجة اليأس في كلامك الذي ختمت به الرسالة, فأنت كما وصفت نفسك شاب رفيع الأخلاق, تربيت علي مكارم الصفات التي غرسها فيك أبواك أكرمهما الله, ولكني وبالرغم من ثنائي علي طريقة تنشئتهما لك لي بعض التحفظات علي مثل هذه التربية التي أحيانا ما تتخطي الحدود الصحيحة, إلي حدود غير محمودة, والتي أعتقد أنها كانت في صورة جعلك تشعر بالذنب الشديد أثناء طفولتك ونشأتك الأولي, وبالذات ناحية المقربين إليك, وإن صغر ما ارتكبته من خطأ, وأعتقد أيضا أنهم لم يكونوا يقبلون اعتذارك بسهولة بعد إتيانك هذه الأخطاء. مما أصابك بحساسية شديدة جدا أن تكون مخطئا تجاه أي أحد, لرعبك الشديد من العواقب الوخيمة لهذا الخطأ والتي كرهتها من كل قلبك من كثرة ما عانيت أثناء طفولتك من سلبية هذا الشعور القوي بالذنب, والذي لم يكن يزال بسهولة.. أما الآن يا سيدي فأنا لا أري لا مشكلة زوجية ولا مشكلة جنسية, فأنت شاب فتي في كامل قوتك وفتوتك, ولكنها تلك الحساسية المفرطة فإن شئت الجأ لطبيب نفسي يساعدك علي التغلب علي هذا الإحساس وستصير الأمور آنذاك إلي الخير بأسرع مما تتصور إن شاء الله.
أود أن أسأل بضعة أسئلة فأرجو أن يتسع صدركم لها:
ـ هل لو فشل الزوج في إتمام العلاقة الجنسية في الليلة الأولي للزواج, فهل هذا يعني أن مستقبله الزوجي مظلم؟
ـ هل يمكن أن يتأكد الزوج بنفسه من عذرية عروسه في ليلة الزفاف؟
ـ هل تجاوب العروس مع زوجها جنسيا منذ الليلة الأولي علامة علي أن لها تجارب سابقة في علاقات غير مشروعة؟
لقد وصلني هذا الخطاب علي الإيميل تحت اسم نسائي, ولكني أعتقد أن هذا للتمويه وأن صاحب هذه الأسئلة رجل شاب إما مقبل علي الزواج أو متزوج بالفعل حديثا.. ولكن علي كل الأحوال تلك هي الإجابات:
ـ عدم توفيق العروسين في إتمام العلاقة الجنسية في ليلة الزفاف لا تعني أي شيء, لا شيئا سلبيا, ولا شيئا إيجابيا, بل إن هذا هو المعتاد في حقيقة الأمر لأسباب شتي, أهمها الإرهاق البدني الذي يعاني منه الزوجان بسبب التجهيز للزواج في الأيام الأخيرة قبل الزفاف, والإرهاق النفسي بسبب القلق من عدم الانتهاء من تجهيزات الزواج, أو بعض الخلافات بين العائلتين, أو حفل الزفاف أو.... أو.. وبالتالي في كثير من الأحوال يفضل العروسان الانتظار حتي يرتاحا بدنيا ونفسيا ليبدآ حياتهما بجسد مرتاح, وبعقل رائق وبصدر منشرح ونفس صافية.
ـ لا يا سيدي, لا يستطيع الزوج التأكد بنفسه من عذرية عروسه في ليلة الزفاف, ولابد لذلك من طبيب أو طبيبة متخصصين للكشف عن ذلك, وحمدا لله يا صديقي أنه لا يستطيع, فأي مهانة هذه يمكن أن تتعرض لها العروس المقبلة علي زوجها بكل نفس منشرحة وحب جارف وإقبال علي الحياة, تلك المهانة الموجهة إليها ممن يفترض به أن يكون سندها لعمرها القادم كله, تلك المهانة التي تفترض فيها سوء السلوك وتطعنها في أقدس ما تزدان به الفتاة وهو شرفها وعفتها وعذريتها.
ـ الإجابة هنا هي: لا.. بالطبع لا يا سيدي, ليس شرطا البتة, ولكن ربما كان لها معرفة سابقة بالثقافة الجنسية وبما ينجح العلاقة, ومن ضمن هذه العوامل التي تنجح العلاقة هو التجاوب الجنسي, ربما نصحتها صديقاتها أو قريباتها بهذا التجاوب بما له من تأثير إيجابي علي هذه العلاقة وتأثير إيجابي علي استمتاع الزوجين معا, ربما تكون تركت العنان لغريزتها وإقبالها علي زوجها الذي تحبه ويحبها, والذي ظلت كثيرا منتظرة لهذه اللحظات في معيته في أقدس علاقة يمكن أن يرتبط بها رجل وامرأة, فأصبحت إيجابية ومتجاوبة منذ اليوم الأول.
وأخيرا أقول لهذا الشاب السائل: أري أنك يا صديقي تبدأ هذه العلاقة بالكثير والكثير من الشك في سلوك من ستشاركك الحياة, وهو سلوك لو تركته يتمكن منك لقضي علي كل سعادة يمكن أن تكتب لحياتك الزوجية.. إن كثيرا ممن يعانون من المشاكل المشابهة يكونون شبابا ذوي علاقات متعددة قبل الزواج مع فتيات ذوات سلوك غير قويم, وعلي ذلك يخافون أن تكون زوجاتهم علي نفس الشاكلة, ولكن لتفادي ذلك, يجب علي هؤلاء الشباب التوبة والاستغفار والرجوع إلي الله, وعقد النية علي ألا تتكرر هذه الأفعال ثم الأخذ بالأسباب واختيار ذات الخلق والدين, والسؤال عنها وعن عائلتها وتربيتها جيدا, ثم التوكل علي الله دون الإلتفات لهمزات الشياطين التي توسوس فتثير الشكوك وتقضي علي السعادة من جذورها في كثير من الأحيان.