رسالة يوحنا الرسول الأولي 5: 6 "هذا هو الذي أتي بماء ودم: يسوع المسيح. لا بالماء فقط، بل بالماء والدم. والروح هو الذي يشهد، لأن الروح هو الحق." الدم والماء مرتبطان معاً والروح القدس شهد بذلك وسنراهما من خمس زوايا:
1 – الماء والدم وسيلة:
في العهد القديم كان الماء والدم وسيلة للتطهير, فالتطهير بالدم تطهير قضائي والتطهير بالماء تطهير أدبي, فالأبرص يغتسل بالماء ويُرش عليه الدم في لآويين 14: 4 – 7 "يأمر الكاهن أن يؤخذ للمتطهر عصفوران حيان طاهران، وخشب أرز وقرمز وزوفا. ويأمر الكاهن أن يذبح العصفور الواحد في إناء خزف علي ماء حي. أما العصفور الحي فيأخذه مع خشب الأرز والقرمز والزوفا ويغمسها مع العصفور الحى في دم العصفور المذبوح علي الماء الحى. وينضح علي المتطهر من البرص سبع مرات فيطهره، ثم يطلق العصفور الحى على وجه الصحراء" كذلك الكهنة يوم تقديسهم يغتسلون بالماء ويرش عليهم بدم كما جاء في سفر اللاويين 8: 6 – 24.
2 – حبيبي أبيض وأحمر:
نشيد الأنشاد 5: 10 "حبيبي أبيض وأحمر. معلم بين ربوة" العروس في نشيد الأنشاد تتغني بحبيبها وتبدأ بوصفه أبيض (كمال ناسوته - طهارته) وأحمر (كمال فداه) ففي المسيح كمال أدبي فائق لا أثر للعيب فيه فهو طاهر وقدوس، كما أنه أحمر مثل ذلك الدم الغالي الذي سال من جسمه الطاهر، شخص بديع الجمال لم يكن يحتاج إلى شىء ليطهره فهو الكامل الطاهر الناصع البياض.
3 – أتي بالماء والدم:
أرسل الله عبيداً وعبيداً، ملوكاً، قضاة، أنبياء، أقام الله للشعب رعاة وأنبياء ولكنهم قتلوا البعض منهم ولم يسمعوا لهم، فمثلاً كان موسي يقود الشعب ويكلمهم بكلام الله ولكنهم أتعبوه، أقام إيليا فكانت إيزابل الملكة الشريرة تريد قتله لأنه أتى بكلام الله الذى لم تكن تحبه فهي تريد أن تغتصب ما للغير وتعيش هي وزوجها آخاب الملك، أشعياء كم تحدث كثيراً للشعب عن الرب ولم يسمعوا له وتتكرر كثيراً في سفره كلمة "هكذا قال الرب" ويعوزنا الوقت لو أخبرنا عن داود، سليمان، صموئيل، كل هؤلاء أمثلة لرعاة وملوك وأنبياء ولكنهم أتوا بالماء فقط (كلام الله). لكن الرب أتي بالماء والدم (كلام الله والتكفير عن الخطية).
4– حادثتان:
في أول الخدمة الجهارية للرب ذهب إلي يوحنا المعمدان ليعتمد في الأردن ويذكر لوقا 1: 9 – 11 "وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الأردن. وللوقت وهو صاعد من الماء رأي السماوات قد انشقت، والروح مثل حمامة نازلاً عليه. وكان صوت من السماوات: أنت ابني الحبيب الذي به سررت". ها هو الرب يبدأ خدمته العلنية والتي ستنتهي بالصليب، وبالرغم من أنه لم يفعل خطية تلزمه أن يعترف بها ولكنه اعتمد في الأردن ليكمل كل بر، وفي هذه الحادثة نجد الثلاثة أقانيم موجودة, فالابن يعتمد والروح ظهر علي شكل حمامة وسُمع صوت الأب وهو يشهد للابن. والرب مثال لنا, ففي خدمتنا يجب أن تكون لنا مسحة مقدسة لتكون لنا خدمة فاعلة. وفي نهاية خدمته علي الصليب نري الدم يسيل منه ليفدي كل من يؤمن به وتكون له حياة أبدية.
5 – علي الصليب:
يوحنا 19: 34 "لكن واحد من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء." إنها الضربة الغاضبة التي سددها العدو المهزوم وفيها يظهر ما في قلب الإنسان من حقد عميق ودفين من نحو الله ومسيحه - فقد طلبه اليهود وسدد الطعنة جندي روماني ليضع بصمته – ولكن لروعة الرب ورد فعله إزاء هذا العمل أن خرج دم وماء، فالدم يشير إلي التطهير من مذنبة الخطية، والماء يشير إلي التطهير من نجاسة الخطية. وهنا لا نري شهادة البشر لبراءته، بل شهادة الله لابنه، الأمر لم يكن طبيعياً لأن من جسد الشخص الميت لا يمكن أن يخرج دم.
أتأتي إلي الرب؟ فهو الوحيد الذي أتى بالماء والدم فالدم للتكفير عن الخطية والماء للتطهير من الخطية والاثنان يوجدان بموت المسيح فقط وليس بشىء آخر.