نظرة .. فإبتسامة .. فلقاء .. فزوجتُكَ نفسي .. هكذا الحال .. يعجب الشاب بالشابة ثم يتحول الإعحاب لحب، ويتقابلان ثم يقرران أن الحياة لا يمكن أن تستمر وكل منهما بعيداً عن الآخر .. وفي ظل الظروف الإقتصادية لن يتزوجا إلا بعد سنوات طويلة، واحتمال كبير جداً أن تضطر الفتاة تحت ضغط أهلها أن تتزوج من شاب غير حبيبها .. والحل؟ .. ماذا يفعلان ليتجنبا كل هذا؟ .. بسيطة ورقة صغيرة تقول فيها الفتاة "زوجتُكَ نفسي" ويوقع الطرفان، ومن الممكن أن يستعينا بصديق كي يوقع كشاهد وإذا لم يتوفر هذا الصديق لا مشكلة فيكفي توقيع من يرغب بالزواج فهذا عهد بينهما .. ويأخذ الشاب الورقة ليحفظها في مكان أمين .. تمر الأيام الأولى جميلة ممتعة يشبع كل طرف شهوته ورغباته من الآخر .. ثم .. تفتر هذه المشاعر الجياشة وخصوصاً لو نتج عن هذه العلاقة حمل .. هنا يفقد الشاب رغبتة تجاه الفتاة أو زوجته .. ويكون أمام أمرين أن يساعدها على الإجهاض أو يتركها تواجه مصيرها بمفردها ويمزق الورقة التي تربطه بها ويتركها باحثاً عن المتعة الجنسية مع فتاة غيرها. وعندما تسأل الشاب ماهو مصير الفتاة؟ يجيب بهدوء "لا أعلم .. وعلى العموم أنا لم أضغط عليها في شيء .. لقد كان كل شيء برغبتها .. وليس ذنبي أن الأمور لم تتم على ما يرام .. وعلى العموم لقد نسيت هذه الفترة من حياتي". ولكن هل نسيت الفتاة هذه الفترة من حياتها؟!
عزيزي الشاب .. عزيزتي الشابة .. أرجو أن لا تفهم من كلامي أنني ضد مبدأ الحب، على العكس تماماً فلأنني مؤمنة جداً بالحب .. لا أحب أن نقوم بأمور خطأ ونقحم فيها الحب .. فالحب أعمق وأسمى من هذا بكثير .. إن الزواج العرفي لا يعكس حب الشاب للشابة، بل يعكس رغبة وشهوة ليس إلا .. فالحب الحقيقي يجعل من يحب يحافظ على من يحبه ولا يسمح بأي ألم من الممكن أن يتعرض له. وبالرغم من التحذيرات الكثيرة من الزواج العرفي إلا أنه اثبتت الدراسات أن 225 ألف طالب وطالبة متزوجون عرفياً أي بنسبة 17% من طلبة جامعات مصر ويوجد 14 ألف طفل مجهولي النسب هم نتاج هذا النوع من الزواج .. فهل هذا حب حقيقي من الممكن أن يستمر؟!.
إذا كان يوجد حب حقيقي بينكما فلا تدمروه بهذا النوع من الزواج حتى لا يتحول حبكما لمجرد رغبة تشبعاها في كل لقاء يستمر مدة ساعة واحدة. وتذكرا لا يوجد عوائق تقف أمام الحب الحقيقي بل من أجله تذلل كل العقبات .. بعدها تستطيعان أن تعلنا عن ارتباطكما بفخر أمام الجميع.
لقد قدس الله الزواج وقدس العلاقة الجنسية بين الزوجين.
"لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ." عبرانيين 4:13
فهل هذا النوع من العلاقة نستطيع أن ندرجها تحت الزواج المقدس أم له اسم آخر؟