جميعنا يعرف أهمية الجنس ودوره الحيوي في إنعاش الحياة الزوجية، ولذلك هناك الكثير من المخاوف عند بعض الرجال نتيجة قلقهم من ذلك الوقت حين يتقدم بهم السن ويشعرون فيه بعدم قدرتهم على إشباع رغبات زوجاتهم الجنسية .. إن هذه الفكرة تقود الشباب أيضاً إلى التفكير قبل الزواج في سؤال هام، حول الفارق المناسب للسن بين الرجل والمرأة الذي يضمن التكيف وعدم التأثير السلبي سواء فكرياً أو جنسياً.
سوف نتناول الحديث عن هذا الموضوع في شقين:
أولاً: السن الذي يشعر فيها الرجل أنه لا يحتاج إلى الجنس (أو لا يقدر على ممارسته ):
إن ارتباطنا بالبيئة العربية والمجتمع الشرقي أثر على ثقافتنا تأثيراً بالغاً وأدخل إلى أذهاننا ما يسمى بثقافة الشارع المستمدة من أصحاب الفهلوة والفتاوى والتي لا علاقة لها بالعلم أو الخبرات العملية الصحيحة. واحدة من أهم الموروثات الثقافية الشرقية هي فكرة خروج الجنس على المعاش، فالجنس في نظر الكثيرين هو قرين الشباب وعدو الشعر الأبيض، وحينما يفكر الشيوخ في الجنس ننعتهم بالتصابي وإدعاء القوة، ولكي نفهم معنى الجنس في عقول الشيوخ لابد أن ندرك المعنى الحقيقي للجنس الإنساني، فالجنس أعمق بكثير من مجرد الممارسة الفعلية، إن مفهوم الجنس عند الرجل والمرأة مرتبط في الأساس بالمشاعر والعواطف التي لا يمكن أن تنتهي إلا مع انتهاء الحياة. فما أبعد الفارق بين الجنس في معناه الإنساني الذي هو تعبير عن الحب والمودة ووسيلة للتقارب والعطاء عن مفهوم الجنس الحيواني الذي يركز فقط على مجرد إشباع الغريزة من خلال أداء ميكانيكي للممارسة الجنسية.
نعم .. من الممكن أن يقل الأداء الجنسي نظراً لضعف الصحة العامة ولكن الرغبة الجنسية كرغبة في حد ذاتها لا تتأثر حتى وإن قل مستوى الأداء. مع العلم أنه لا توجد قاعدة طبية أو علمية يحدد من خلالها السن الذي يشعر فيه الرجل بعدم قدرته على ممارسة الجنس، فكلما كانت صحة الرجل جيدة كلما كانت لديه رغبة وقدرة جنسية متجددة وهذا بالتأكيد يختلف من رجل إلى آخر، فهناك رجال يصابوا ببعض الأمراض فتضعف صحتهم العامة ويفقدون القدرة الجنسية وهم في عنفوان الشباب، وعلى العكس هناك رجال يتقدم بهم السن إلى ما فوق الثمانين وتكون لديهم صحة جيدة وقدرة جنسية متجددة، فالقدرة الجنسية عند الرجل متعلقة بالصحة العامة وليس بالسن. وكذلك المرأة أيضاً .. السن لا يعوق حيويتها أو اهتماماتها الجنسية، مادامت صحتها العامة جيدة، وما دامت غير مصابة بأي أمراض تعوقها من ممارسة الجنس، حتى عندما تمر المرأة بمرحلة ما يسمى - خطأ - بسن اليأس (انقطاع الدورة الشهرية) فإنها تتأثر بظهور بعض التغيرات الفسيولوجية بطريقة تدريجية، إلا أن هذه التغيرات لا تمنع الاتصال الجنسي بين الزوجين، ولكن ربما هناك بعض الأمور الخاصة التي يجب مراعاتها في هذه المرحلة.
ثانيا: فارق السن المناسب بين الرجل والمرأة لضمان أداء جنسي متميز:
يفضل في المجتمعات الشرقية أن يكون الرجل أكبر من المرأة بعدة سنوات وذلك لضمان ثبات بعض القيم مثل خضوع المرأة للرجل وما إلى ذلك، وإن كان هذا الأمر غير هام بالنسبة للمجتمعات الغربية فهناك نساء يكبرن أزواجهن ويستمر زواجهن بلا مشاكل وهذا يحدث أيضاً في المجتمعات الشرقية ولكن بنسب ضعيفة. ولذلك فإن أي رأي في هذا الموضوع هو رأي نسبي إلى حد كبير لأن التجربة العملية أثبتت نجاح زيجات عديدة في مراحل السن المختلفة. لكن بحسب رأيي الشخصي لا يفضل أن يكون فارق السن بين الزوج والزوجة كبير جداً، بداية من فرق سنة واحدة حتى عشر سنوات، أكثر من هذا من المحتمل أن يتعرض الزواج لبعض المشاكل.
# مشاكل قد تواجه الزواج مع فارق السن الكبير :
1 - كبر الزوج من المحتمل أن تصاحبه أمراض الشيخوخة وتكون الزوجة في ريعان شبابها ولها احتياجاتها الجنسية التي لا يستطيع الزوج الوفاء بها.
2 - قد يكون أيضاً فارق السن سبباً في اختلاف طريقة التفكير لأن الزوج من جيل والزوجة من جيل مختلف، مما لا يدع مجال للتفاهم بين الطرفين.
3 - إن كانت المرأة هي التي تكبر الرجل بفارق بسيط فلا توجد مشكلة، ولكن إن كان الفرق كبير فسوف تظهر عليها علامات الشيخوخة وهنا من المحتمل أن الزوج يشعر بالتعب وعدم السيطرة على غريزته الجنسية مما يضطره للخطأ والسلوك بما لا يرضي الله.
والجدير بالذكر أن تلك الاحتمالات قد تكون صحيحة بالنسبة للبعض وبعيدة كل البعد عن البعض الآخر فليس بالضرورة أن كل الزيجات التي تمت مع وجود فارق سن كبير هي زيجات فاشلة، فلكل قاعدة شواذ ولكننا هنا نتحدث عن المبدأ العام.
فكما أشرت في البداية أن القدرة الجنسية عند الرجل غير مرتبطة بالسن ما دامت صحته جيدة، وكذلك نضارة المرأة وحيويتها غير مرتبطة أيضاً بالسن طالما هي تراعي وزنها ومظهرها العام.