هل توجد أمراض منقولة جنسياً غير مرض الأيدز ؟
وهل هي خطيرة خطوة الإيدز؟
ماهي تلك الأمراض؟
وهل من الممكن ان نكتشفها قبل أن تنتقل للطرف الآخر؟
كثير من الأسئلة التي تتوارد إلى ذهننا تخص هذا الموضوع .. لذا وكما تعودنا معك عزيزي القارىء عندما تكون الأسئلة خاصة وتحتاج لمتخصص .. نلجأ له، حتى تكون المعلومات صحيحة.
ومن هنا كان حوارنا الشيق مع صديق الموقع الدكتور "نادر بدروس/ متخصص في برامج التدريب والتنمية"
س- ما هى الأمراض المنقولة جنسياً و كيف تنتقل؟
ج- الأمراض المنقولة جنسياً أو كما تسمى كذلك الأمراض التناسلية هى أمراض ذات قابلية للإنتقال بين البشر أو الحيوانات عن طريق الإتصال الجنسى من خلال المهبل أو الجنس الفمى أو الجنس الشرجى. و تسمى أيضا العدوى المنقولة جنسياً، نظراً لأن الشخص يصاب بالعدوى و ينقل العدوى إلى الآخرين دون أن تظهر عليه علامات المرض.
و يمكن لبعض الأمراض المنقولة جنسياً أن تنتقل كذلك عن طريق الدم من خلال إستخدام الحقن الملوثة أو نقل دم ملوث من شخص مصاب. هذا بالإضافة إلى إمكانية نقل العدوى من الأم إلى الجنين أو من خلال الرضاعة الطبيعية.
س- متى تم إكتشاف الأمراض المنقولة جنسيا؟
ج- يذكر فى التاريخ أن الأمراض المنقولة جنسيا قد تم التعرف عليها منذ مئات السنين. و حتى التسعينيات كانت تعرف بالأمراض التناسلية "Venereal diseases" ، حيث أن أصل الكلمة باليونانية هو "Veneris" ، و هذا الأصل مشتق من "Venus" إلهة الحب عند الرومان، أي أن هذه الأمراض تنتقل عن طريق ممارسة الحب. و إلى وقت قريب كان شائعاً إستخدام مصطلح "الأمراض المنقولة جنسيا"، و لكن كلمة "مرض" تعني أن الشخص المصاب هو شخص مريض و يعانى من أعراض مرضية، و يشعر ويلاحظ أن هناك أمراً ليس على ما يرام. لذلك ظهرت التسمية الحديثة و هى: " العدوى المنقولة جنسيا"، حيث أن كلمة "عدوى" تشير إلى إنتقال جرثوم أو فيروس أو بكتيريا أو طفيل من شخص مصاب إلى شخص سليم، و ليس بالضرورة أن الأعراض أو العلامات المرضية ظاهرة عليه، و كذلك ليس بالضرورة أن يشعر الشخص المصاب بأنه مريض.
س- ما الفرق إذا بين مصطلحى "الأمراض المنقولة جنسيا" و "العدوى المنقولة جنسيا" ؟ و هل الفرق يحمل أهمية كبيرة؟
ج- مصطلح " الأمراض المنقولة جنسيا" يقتضى وجود أعراض و علامات مرضية يعانى منها المصاب و يشعر بها، و لكن مصطلح " العدوى المنقولة جنسيا" هو أكثر إتساعا من حيث ما يشير إليه من الطبيعة الساكنة لهذه الأمراض، وظهور الأعراض على الأشخاص المصابين، و خطورة ممارسة الجنس معهم. فلا يشترط فى العدوى أن المصاب يشعر بأعراض مرضية بل قد يبدو ظاهريا مثل الشخص السليم تماما. لذا فإن الناس فى أغلب الأحيان لا يعرفون أنهم مصابون بمرض منقول جنسيا و يجهلون وجوده حتى تبدأ أعراض المرض فى الظهور. و هذا هو مكمن الخطورة، حيث يبدو على الأشخاص المصابين الذين يمارسون الجنس أنهم فى الظاهر عاديون و أصحاء، و لكن فى الحقيقة هم مصابون بل و يمكنهم كذلك نقل العدوى إلى من يمارس الجنس معهم. لذلك فإن الأمراض المنقولة جنسيا - أو بالحرى كما وضحنا- العدوي المنقولة جنسيا تنتشر فى الخفاء بين الأشخاص الذين يمارسون الجنس، و لا نعلم من منهم سليم و من منهم مصاب، و إلا سوف نواجه المشكلة من الناحية الطبية فقط لأننا نواجه عدو ظاهر وواضح و معروف كيفية التعامل معه طبياً أى عن طريق وصف العلاج الطبى اللازم. و لكن فى الواقع إذا حاولنا الوقاية من هذه الأمراض و مقاومتها، نكتشف أننا فى مواجهة عدو خفى و غير ظاهر، وينتشر أسرع بكثير مما نراه ظاهريا، مما يقتضى مواجهته من خلال أساليب مختلفة تهدف إلى تغيير سلوكيات الناس فى المجتمع، و ذلك من خلال تضافر جهود من يعملون فى المجال الطبى و الثقافى و التربوى و الدينى والإعلامى و التنموى.
س- ما أنواع العدوى المنقولة جنسياً؟ و هل كل العدوى تتساوى فى الخطورة على صحة الإنسان؟
ج- هناك أنواع كثيرة من العدوى المنقولة جنسياً، نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر، ما تسببه بعض البكتيريا مثل إلتهابات المهبل البكتيرية، والكلاميديا و الزهرى و السيلان و أمراض إلتهابات الحوض، و منها ما تسببه الفيروسات مثل فيروس هربس و فيروس نقص المناعة المكتسب، هذا بالإضافة إلى أنواع أخري كثيرة من العدوى، كالفطريات و الطفيليات.
و تتفاوت العدوى المنقولة جنسيا فى خطورتها و تأثيرها على صحة المصاب، لكنها تحمل سمة مشتركة وهى أن الشخص المصاب قد لا تظهر عليه أعراض، وبالتالى لا يمكن التأكد من سلامته وقت ممارسة الجنس معه (إلا من خلال التحاليل المعملية الخاصة، التى قد تظهر نتائجها سلبية فى حالة الإصابة الحديثة، نظرا لعدم تكون الأجسام المضادة بعد، و بالتالى تكون نتيجة المعمل مضللة) و أيضا لا يمكن التمييز ظاهرياً ما بين شخص مصاب بعدوى خطيرة و عدوى غير خطيرة.