هل الصراحة ضرورية دائماً؟
إن الأمانة واجبة والصراحة مطلوبة، ولكن عندما نقول هذا لا يعني أنه يجب أن نتخطى حدود الآداب والإنسانية. جميل بكل إنسان أن يكون لطيفاً وأديباً في معاملاته إلى جانب صراحته وأمانته. فإذا كان الإنسان أديباً مع الناس، فهذا لا يعني أنه مخادع. بل يقبل الناس على ما هم عليه وهذا لا يعني الرياء والنفاق بل محبة تجاه الآخرين.
صحيح أن الإنسان يجب أن يكون أميناً وصادقاً، ولكن الأمانة والصدق لا تتطلب كشف أخطاء الآخرين، أو الإساءة إلى سمعة الغير. فكل الناس خطاة وكل إنسان له أخطاؤه وهفواته، أنت وأنا وكل إنسان. ولا يجب أن نذيع أخطاء وهفوات الآخرين للأسباب التالية:
1 - لأن ذلك يشوّه سمعتهم.
2 - لأن ذلك قد يؤذي سمعة الشخص نفسه الذي يفشي بضعفات غيره.
3 - هذا مخالف لتعاليم الكتاب المقدس.
ويقول الكتاب المقدس: "لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها" (متى3:7 ). "فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم" (متى12:7). وإن الأمانة لا تعني مطلقاً الإخبار عن أخطاء الغير، لأن الأمانة هي ستر أخطاء الآخرين وحفظها دون إذاعتها. "المحبة تستر كثرة من الخطايا" (1بطرس8:4). وعلينا أن لا ننسى قول الكتاب أن كلنا خطاة وأجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا"
(رومية23:6 ).