نتعرض نحن المسيحيين لكثير من الافتراءات والتي مفادها أن المسيحية تبيح شرب الخمر, و لعل من المؤسف أن بعض من المسيحيين يؤكدون هذا المفهوم الخاطئ لدي غير المسيحيين و ذلك بشرائهم الخمر أو التباهي بأنهم يشربون الخمر و يرددون عن عدم وعي أنه مسموح للمسيحي شرب الخمر مستخدمين بعض الآيات الكتابية عن عدم وعي, ونحن إذ نقدم هذه النبذة عن هذا الموضوع نطلب من الرب يسوع أن يشرق بنوره الإلهي في كل قلب مظلم انساق وراء هذه الخطية (السكر), لذلك أرجو منك صديقي المراسل أن تتبعنا خطوة بخطوة في هذه الجولة السريعة في كلمة الله حول الخمر في المسيحية . الخمر في الكتاب المقدس: إن المسيحية تنهي عن الخمر تماماً و القليل الذي تبيحه المسيحية ليس من الخمر المختمر المسكر الخليع بل من عصير الفواكه و المشروبات الطازجة الغنية بالفيتامينات , ذلك لأن كلمة خمر في كتابنا المقدس في لغات الكتاب المقدس الأصلية هي ترجـمة لكـلمات مخـتلفة سنورد فيما يلي بعض منها:
الكلمة الأولي هى: (أوينوس) كلمة يونانية و تشمل الخمر بصفة عامة في العهد الجديد و لا تعني دائماً الخمر المسكر بل وردت بمعني عصير الفواكه أو المشروبات وهي التي قدمت في عرس قانا الجليل , حيث قام السيد المسيح بعمل أولي معجزاته لسد حاجة صاحب العرس , فقام بتحويل الماء إلي خمر جيدة من هذا النوع في لحظة بقوته الفائقة الخارقة وهو الكرمة الحقيقية فتحتم العملية التي تؤديها الكرمة الطبيعية في أيام و أسابيع و شهور إذ تمتص المياه و تحولها إلي دم العنب بنواميس الطبيعة , و لقد شهد رئيس الوليمة لنوع تلك الخمر , وفي قصة العشاء الأخير في ثلاث بشائر و واحدة من الرسائل لن تجد كلمة خمر أبداً كل ما قيل هو ( أخذ كأساً ) وذلك لا يعني بالضرورة كأس خمر , فهناك الكرمة والكرمة لا تنتج كحولاً لأن الكحول هو نتيجة الفساد والانحلال . الكلمة الثانية هي: ( تيروش ) و معناها ثمر و هي تتعلق بالحنطة و القمح و الزيت و القطعان و سائر الغلال و المقتنيات و البركات و مع أنها ترجمت بمعني خمر لكنها
لا تعني سائلاً بل شيئاً يجمع و يؤكل و من الواضح أن ثمار الكرمة من عنب طازج و زبيب جاف تقع تحت مدلول هذه الكلمة و هذا النوع مباح و غير محرم , و القول الكتابي ( جمعوا خمراً و تيناً كثيراً ) ( أر 40 : 12 ) يثبت هذا المعني بشكل قاطع و كلمة ( خمر ) هنا تعني ثمر العنب . الكلمة الثالثة هي: ( شيكار ) و معناها ( سُكر ) و هي أي نوع من المشروبات المختمرة من مصادر غير العنب وهي مقرونة بالويلات و الأحزان و النواهي و استخدامها ممنوع و محرم و منهي عنه . أنواع الخمر: جيــدة : 1- كالخمر التي قدمها يعقوب لأبيه اسحق " و
قال أسحق هل أنت ابني عيسو فقال أنا هو فقال قدم لي لأكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي فقدم له فأكل و أحضر له خمراً فشرب " ( تك 27 : 25)0 2- " أذهب كل خبزك بفرح و أشرب خمرك بقلب طيب لأن الله منذ زمان قد رضي عملك " ( جا 9 : 7 )0 3- " قد دخلت جنتك يا أختي العروس قطفت مري مع طيبي أكلت شهدي مع عسلي شربت خمري مع لبني" (نشيد الأنشاد 5 : 1)0 عتيقة أي ممزوجة : أ ) أوصي الرب بعدم شربها و كلم الرب هرون قائلاً خمراً ومسكراً لا تشرب أنت و بنوك معك " (لا10: 8- 11 )0 ب) تقود إلي الشر"00 وقالت البكر للصغيرة أبونا شاخ و ليس في الأرض رجلاً ليدخل علينا كعادة كل الأرض هلم نسقي أبانا خمراً و نضطجع معــه00 و لم يعلم باضطجاعهما و لا بقيامها00" ( تك 19: 30 - 38)0 ج) تعوج القضاء "
كلام لموئيل ملك مسا علمته إياه أمه .. " ( أم 31 : 1 - 6)0 د) لا تتفق مع أولاد الله (لملاك يوصي امرأة منوح) "والآن فأحذري و لا تشربي خمراً و لا مسكراً و لا تأكلي شيئاً نجساً لأن الصبي يكون نذيراً لله من البطن" ( قض 13 :4)0 وعن يوحنا المعمدان قيل : "لأنه يكون عظيماً أمام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب من بطن أمه ممتلئ من الروح القدس" ( لو1: 8– 17 )0 هـ) مبعدة عن الله "ويل للمبكرين صباحاً يتبعون الخمر المتأخرين في العتمة تلهبهم الخمر و صار العود و الرباب والدف والناي والخمر ولائمهم و إلي فعل الرب لا ينظرون و عمل يديه لا يريدون" (أش 5 : 11 - 12)0 و) تيهان وضلال "ولكن هؤلاء أيضا ً ضلوا بالخمر و تاهوا بالمسكر" (أش 28 : 7 - 8)0 ز) تسبب الفقر " لأن السكير و المسرف يفتقران " ( أم 21 : 17 )0 ح) تسبب الويلات " لمن الويل لمن الشقاوة لمن المخاصمات لمن الكرب لمن الجروح بلا سبب لمن ازمهرار العينين , للذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج "
( أم 23 :29 -30 )0 آية كثيراً ما يساء فهمها " لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة " ( ا تيم 5 : 23 )0 هنا نفهم أن بولس الرسول لم يصرح بشرب الخمر بل وجد تيموثاوس تلميذه مريضاً بالمعدة وهنا قال له قليلاً من الخمر لأجل معدته وأسقامه الكثيرة , بينما نجد في رسالة بولس الرسول أنه يحذرهم .... " لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة" ( أف 5 : 18 )0 و هنا نجد بولس الذي أعطي التصريح لتيموثاوس بشرب القليل من الخمر لأجل معدته يحذر أهل أفسس من أن يسكروا بالخمر , كالمريض الذي يذهب للطبيب و قد نصحه بتناول قليل من الخمر فهو في هذه الحالة يطبق كلامه و إرشاداته من أجل معدته و هذه الحالة يعتبر فيها الخمر علاجاً مثلما حدث مع تيموثاوس . وصلنا الآن إلي نقطة هامة جداً و هي حكم المسيحية في الخمر.... ما هو حكم المسيحية في الخمر: "00 لا تضلوا ! لا زناة ولا عبدة أوثان و لا فاسقون00 ولا سارقون و لا طماعون , ولا سكيرون يرثون ملكوت الله" ( 1 كورنثوس 6 : 9 – 10 )0 لا نجد أصدق و أقوي من كلمات الوحي المقدس هذه للرد علي من يريد أن يعرف حكم المسيحية علي من السكير, إلا أنه من المهم أن نلاحظ أن
الكتاب المقدس ينهي عن السكر و إدمان الخمر, و لكن لا يمنع استعمال الخمر تماماً. لأنه موجود في أدوية كثيرة ( مثل أدوية السعال و المعدة, و غيرها ). و إلا فما كان للمؤمن أن يستعمل هذه الأدوية