كثيرون مقتنعون بهذا الفكر وخصوصاً المقبلون على الزواج، حيث يعتبر الرجل أن المرأة الأقل تعليماً أكثر قدرة على إرضاء الرجل والخضوع له دون أن تفلسف الأمور وتتمسك برأيها نتيجة المستوى العلمي التي حصلت عليه.
قد يعتبر البعض هذا الرأي منطقياً جداً، وأن الزوجة التي تعرف الكتابة والقراءة مع بعض المعلومات البسيطة الأخرى، أي بمعنى آخر التحقت بالمدرسة لمدة لا تزيد عن المرحلة الثانوية أو الإعدادية هي أقدر على أن تكون أما صالحة بارة بزوجها وبأهله وتربي أولادها بتفرغ كامل، دون أن تكون لديها مطالب للعمل خارجاً، أو الانضمام إلى نشاطات اجتماعية وثقافية، مما يسهل على أهل البيت الكثير من المهمات التي قد يطالبون بها لو كانت الأم حاصلة على تعليم عال وتخرج للعمل.
هذه النظرة فيها نوع من التطرف وعدم الشمولية، ولو نظرنا إلى الموضوع بزاوية أكبر لوجدنا أن شخصية أي امرأة هي التي تضمن سعادة البيت، وليس المستوى التعليمي فقط، مع أنه يؤثر في تفكير المرأة ولكن ليس بتلك الدرجة التي يتصورها الرجل. فالمرأة تولد وفي داخلها رغبة بالأمومة والاستقرار والحاجة إلى العاطفة والحماية. وهذه الأمور تجعل من مهمتها كزوجة وأم مهمة مستحبة ومرغوبة بغض النظر عن المستوى العلمي التي تحصل عليه. وكونها تسعد زوجها أو لا، فهذا يعتمد على نضج العلاقة وحسن الاختيار بينهما واحترام الواحد للآخر دون التعدي على حقوقه مما يخلق جواً من الحب والتفاهم، وقد يحصل الخلاف والتوتر على حد سواء مع الزوجة المتعلمة أو غير المتعلمة.
الرجل في داخله لا يحب أن يشعر بالتهديد من الزوجة المتفوقة علمياً أو مهنياً. ولكن الحقيقة الواضحة أن كل امرأة تنظر إلى رجلها على أنه الهدف الذي تسعى لإرضائه وسعادته عندما يكون أهلاً لذلك في طريقة معاملته لها واحترامه لذاتها، وتنسى المرأة كل امتيازاتها إذا كانت متعلمة جداً أمام لحظات من السكينة والحياة العائلية المستقرة، وهذا ما يضمن للرجل أن يختار المتعلمة دون خوف من الصراعات.
ولكن البعض يفضلها جاهلة لكي لا يتهدد مركزه داخل الأسرة، وهذه أفكار سلبية وقديمة ولا يمكن أن تحقق السعادة. فالتكافؤ المعنوي والأدبي والوعي بشكل عام هو ما يجلب السعادة للزوجين، وليس سيطرة الرجل على المرأة سيطرة فكرية. ويحتاج الرجل أن ينظر نظرة بعيدة المدى نحو أولاده في المستقبل حيث أن مستوى تعليم الأم ينعكس إيجابياً على تربيتها لأولادها ودعمهم ثقافياً وفكرياً.
لا تخش من المرأة المتعلمة! ولا تظلم المرأة غير المتعلمة فقد تكون واسعة الثقافة والوعي!
ولكن المهم أن تكون أنت من يحمل مشاعر سليمة نحو زوجة المستقبل باعتبارها مكملة لك وليست متنافسة معك، وما أجمل ما وصفه الكتاب المقدس عن أمنا حواء التي خلقها الله لسبب واضح وهو قوله: (ليس حسناً أن يكون آدم وحده، أصنع له معيناً نظيره). إذاً، أنت بحاجة فعلاً إلى معين نظير.