في سفر التكوين وصف في غاية البساطة و التناسق عن خلق العالم ولكن نظريات العلم الحديث تختلف عن وصف الكتاب المقدس في تصوير بداية الكون، واعظم النظريات الحديثة حول نشأة الكون هي نظرية توسع الكون التي تقول أن الكون في توسع مستمر. وقد لاحظ الفلكيين انه في مدة 1،1300000 سنة تضاعفت المسافة بين الكواكب و النجوم (نظرية الانفجار الكوني)، وهكذا فلو عدنا إلى الزمن الماضي فإننا نستنتج حسب هذه النظرية أن الكون كان أصغر حجما وان المادة محصورة في أقل حجم ممكن ثم أخذت بالإنتشار، وهكذا فالكون له نقطة بداية حسب هذه النظرية، لا تحل مشكلة وجود المادة الأولى بل تقول بانتشارها وتصمت عن تعليم دوافع و مسببات الانتشار . و النظرية الحديثة الثانية هي نظرية فقدان الطاقة أو القانون الثاني لعلم القوة الحرارية The Second Law of Thermodynamic وبحسب هذه النظرية توجد أجزاء في الكون اكثر حرارة من غيرها وتوزيع الحرارة دائما يتم من الجسم الحار إلى البارد حتى تتعادل حرارة الجسمين، فان كان الكون أزلي والمادة بدون بداية فان طاقة الحرارة كانت لا بد وان توزعت في كل الكون ولكن حقيقة وجود أجسام ساخنة وأخرى باردة يؤكد آن الكون ليس أزلي بل له نقطة بداية.
الكون له بداية وهذه الحقيقة تجعل من قصة الخلق في الكتاب المقدس اكثر قصة بروزا ووثوقاً. إن التقدم الحضاري المستمر يوميا يؤكد على إن بداية تظاهر الحضارة المعاصرة "طائرات و مركبات" ما كانت في الماضي. ثم أن العلم يقول آن الحركة لا تحدث بتأثير قوة أولى وحركة الكون المستمر كان لها أساس ومصدر.
العلم كانت له بداية. فالزمن بدا يوم الخلق.
الكون يعلن أن له صانع عاقل قدير حكيم عليم. الساعة في يدك لها صانع فكيف بالكون العظيم !!؟؟
الجسم البشري: هو تصميم مذهل وإتقان صاعق. بعد الشمس عن الأرض، لو قل لاحترقت الأرض ومن عليها ولو زاد لتجمد كل شي .وان ثمة برنامجا ينفذ بحذافيره طبقا لمشيئة الخالق. أن الإنسان يشاهد التنظيم والإبداع حيثما ولى وجهه من نواحي الكون. فهنالك سيطرة مركزية على مجريات الأمور في كوننا. والتقدم العلمي الذي قاد البعض القليل إلى الإلحاد ونكران وجود الله يقود الأغلبية النزيهة والبعيدة عن التحيز إلى الامتناع و التسليم بان وحدة الغرض للكون موجودة وتشير إلى أن نشأته والسيطرة عليه هي بيد اله واحد قدير. العلم الذي كشف أسرار عمل الذرة وتوزيع النجوم و الكواكب في السماء وطبيعة عمل قانون الجاذبية وقانون القوة الطاردة المركزية. هذا العلم يبين لي كيف تعمل الأشياء ولكنه يعجز عن تعليل أسباب وجود هذه القوانين و التصاميم ويعجز أيضا عن ذكر موجدها. وهنا أجد الجواب بأسلوب بسيط وشاعري عذب في كلمة الله:
"السماوات تحدث بمجد الله و الفلك يخبر بعمل يديه يوم إلى يوم يذيع كلاما وليل إلى ليل يبدي علما". مزمور 1:19