إن واجب الأولاد الرئيسي هو أن يطيعوا والديهم في الرب، بغضّ النظر عن كون الأولاد أو الآباء مؤمنين أو غير مؤمنين. فعلاقة الأولاد بوالديهم مقررة من الله للبشرية كلها وليس للمؤمنين وحدهم. أما الأمر بأن يطيعوا «في الرب» فيعني أولاً، أن يطيعوا وهم يعلمون أنهم إنما يطيعون الرب بهذا العمل، فطاعتهم يجب أن تكون كما لو كانت له بالذات. ثانيًا، يجب عليهم أن يطيعوا في كل الأمور التي تتوافق مع مشيئة الله. فلو طلب إليهم والدوهم أن يرتكبوا خطية ما، يجب عليهم ألا يستجيبوا لهذا الطلب. وعليهم في حال كهذه أن يرفضوا بكل أدب ويحتملوا النتائج بوداعة ودون انتقام. لكن يجب على الأولاد أن يطيعوا في كل الأمور الأخرى.
ويعطينا الرسول أربعة أسباب لضرورة الطاعة: أولاً، إن هذا حق (ع1). فالمبدأ الأساسي المُثبَّت في صميم بنية الحياة العائلية هو أن غير الناضجين والمتهورين الذين تنقصهم الخبرة يجب أن يخضعوا لسلطة الأهل الذين هم أكبر منهم وأحكم.
والسبب الثاني هو أن هذا الأمر كتابي (ع2). فالرسول يقتبس هنا خروج20: 22 «أكرم أباك وأمك» ( تث 5: 16 ). وهذه الوصية في إكرام الأهل هي أول وصية من الوصايا العشر تحوي وعدًا بالبركة لحافظيها. وهي تدعو الأولاد لاحترام والديهم ومحبتهم وإطاعتهم.
أما السبب الثالث فهو أن الطاعة هي لمصلحة الأولاد العُليا: «لكي يكون لكم خير» (ع3). فلنفتكر في ما يمكن أن يحدث للولد الذي لا يحصل على التوجيه والتأديب من والديه! سوف يكون تَعِسًا في حياته الشخصية ولا يُحتمل اجتماعيًا.
والسبب الرابع هو أن الطاعة تقدم للأولاد حياة كاملة: «وتكونوا طوال الأعمار على الأرض» (ع3). كان الولد الذي يطيع أبويه في العهد القديم يعيش حياة طويلة. لكن في عصر الإنجيل الحاضر، فهذه القاعدة ليست خالية من الشواذ. فالابن الطائع قد يموت في عمر مبكر. لكن القاعدة العامة هي أن حياة النظام والطاعة تفيد من جهة الصحة وطول العمر، فيما حياة العصيان واللامبالاة غالبًا ما تنتهي في وقت مبكر.