القراءة مفتاح أساسى من مفاتيح المعرفة، ولا غنى عنها للتعلم، حيث تقول الدراسات أن نحو 70% مما يتعلمه المرء يرد إليه عن طريق القراءة، غير أن القراءة أنواع وألوان كثيرة، فمن حيث المادة المقروءة، هناك:
قراءة التسلية:
القارئ يختار فيها ما يريده وما تدفعه إليه رغبته وتكون هذه القراءة لتمضية الوقت أو لجلب النوم، والقارئ مطروح على السرير أو كنبة الأنتريه، وهى قراءة ليس لها محصول فكرى يُذكر.
قراءة جامدة أو قراءة مهنية:
لا مجال فيها للاختيار، مثل قراءة المعلم ليستزيد فى المادة التى يُدرسها، أو الطبيب ليتعرف على الجديد فى مجال تخصصه الطبى.
قراءة لبناء الشخصية الفكرية:
حيث يقرأ الفرد كل ما يلائم مواهبه، ويُشبع نفسه، ويعطيه زاداً طيباً من المعرفة. ولكن احرص أن تقرأ الجيد، وأن تقرأه قراءة جيدة، وخذ بنصح من سبقوك، ولا تستشعر الحرج فى أن تسألهم حتى يعطوك شيئاً مفيداً مما قرؤوه طوال حياتهم.
وأما من حيث كيفية القراءة، فهناك:
القراءة الانتقائية:
حيث يقرأ القارئ بعض الفقرات أو العبارات وذلك حسب الحاجة والاهتمام، دون الحاجة إلى قراءة المادة كلها، وذلك لمعرفة موضوع معين أو الإجابة على سؤال ما.
القراءة السريعة الإلمامية:
ويُقصد بها القراءة السريعة والإلمام بمحتوى المادة المكتوبة فى عجالة دون التأنى فى المضمون، وهى قراءة غير متعمقة، لمعرفة الخطوط العامة أو الصور الإجمالية لموضوع ما.
القراءة المتأنية المستوعبة:
وهى القراءة المتأنية والدارسة باهتمام واستيعاب.
ومن أجل أن تكون عملية القراءة مفيدة مثمرة، يجب أن تمر فى هذه المراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة القراءة العامة الأولية:
حيث يتعرف القارئ بصورة أولية على الفكرة العامة للكتاب ومحتواه، من خلال:
قراءة فهرس الكتاب أو التعرف على تبويبه، قراءة مقدمة الكتاب، قراءة ما قد يكون مكتوباً فى ظهر الغلاف الخلفى. وهذه المرحلة هامة لأنها تمهد القارئ لعملية القراءة.
المرحلة الثانية: مرحلة التساؤلات الأولية:
حيث يضع القارئ مجموعة من الأسئلة حول موضوع الكتاب أو النص الذى بين يديه والتى يتوقع أن يجد الإجابة عليها فى ضوء قراءته الأولية للكتاب.
المرحلة الثالثة: مرحلة القراءة المتعمقة:
هنا القارئ عليه أن يفحص ما يقرأ فحصاً دقيقاً وذلك من خلال، التعرف على منطوق الكتاب فى عرض أفكاره، واكتشاف مصداقية الأفكار المطروحة، ومعقولية الوقائع والأحداث والأرقام المدعمة للأفكار، التقاط أهم ما يطرحه الكاتب من قضايا وما يتبناه من أفكار، تحليل النص ونقده ومقارنته بنصوص أخرى، وفى النهاية لابد للقارئ من أن يبنى لنفسه وجهة نظر وموقف مع أو ضد ما قرأه من خلال تقييم موضوعى.
ومن اللازم أن يقوم القارئ باسترجاع أهم ما جاء فى الكتاب الذى يقرأه وذلك بواسطة أسلوبين: أن يقوم القارئ بتلخيص الجزء المراد استرجاعه وذلك بأسلوبه هو، ثم يقارن ما كتبه بما جاء فى الكتاب، وأن يستعرض مضمون ما قرأه مع آخرين ويتم عمل تقييم على مدى قدرته الاستيعابية لمحتوى النص وقدرته على نقله للآخرين.