زوجي فوضوي.. لا يتحمل.. ويستخف بالرومانسية
لا تخلو أحاديث النساء عن أزواجهن من الشكوى، وبعضها شكاوى منطقية، وفي بعضها شىء من الطرافة فهذا رجل تقول عنه زوجته أنه لا يتخلى عن (الريموت كنترول) أبداً، ولا نجلس أبداً إلا والتليفزيون ثالثهما، فهو من المشاهدين الدائمين لنشرات الأخبار والبرامج السياسية. والطريف أنه عندما تنقطع الكهرباء لأي سبب، نشعر بهدوء غريب ولو لنصف ساعة، يتعايش معنا ويلعب مع أطفاله باندماج كامل. لقد أصبحت أعشق لحظات انقطاع الكهرباء، لأنها تشعرني بجو عائلي حميم!
أما أم نادر فتقول: "زوجي لا يتجمل أبداً في البيت، إلا إذا كان مدعواً لسهرة أو خارجاً للعمل، فإنه يخرج بكامل أناقته، أما حين يكون في البيت فهو يرتدي حتي ملابسه القديمة والمهترئة، ولا يشعر بالراحة إلا وهو في هذه الحالة المزرية"!
وتقول زوجة أخرى:" زوجي لا يستعمل الفرشاة ومعجون الأسنان، وأنا أحبه فعلاً، وأريده أن يهتم بأسنانه ورائحة فمه، كدليل علي اهتمامه بي وبمشاعري. وقد حاولت أن أنبهه إلي ذلك بطرق عديدة، حيث اشتريت له فرشاة أسنان كهربائية، لكنه واظب عليها لفترة، ثم سئم منها وتركها".
وتقول أم أمل: "زوجي لا يعتمد علي نفسه في ترتيب ملابسه وحاجياته، فعندما يرتدي ملابسه الجديدة، يترك المتسخة تحت قدميه، وعندما يأكل وحده يترك الطعام في مكانه، ولو تركته وذهبت لزيارة أهلي، أعود لأجد الفوضي قد عمت البيت بصورة رهيبة"!
أما "كريمة" المقهورة من تصرفات زوجها فتقول: "سمة زوجي هي النكد، فهو مكفهر الوجه علي الدوام، صوته عال في البيت، حتي حين يدخل علينا، فإن أطفالي يهرولون إلي غرفهم تجنباً لغضبه. والغريب في الأمر أنه إن تلقى اتصالاً من أحد أصدقائه، أسمع ضحكاته تضج في أنحاء البيت".
وهناك شكوى ظريفة من زوجة تقول: "زوجي رائع، ولكنني لم أره يوماً وعلي رأسه شعرة واحدة، فهو يحلق شعر رأسه تماماً حتي يبدو وكأنه رجل أصلع، مع أنه ليس كذلك، وقد حاولت أن أجعله يطيل شعره قليلاً ولو علي سبيل التجربة، ولكنه يرفض ذلك بإصرار لأنه لا يرتاح إلا إذا كان رأسه شديد اللمعان"!
وتقول السيدة أمل، وهي ربة بيت: "زوجي لا يعرف الرومانسية، وينظر إليها علي أنها نوع من الغش والخداع، وكم أتمنى أن يقدم لي هدية من دون أن أطلبها، أو أن يرسل لي رسالة لطيفة عبر الموبايل، وإذا أرسل لي يوماً رسالة تكون.. جامدة"!
إهمال للمشاعر
ويرى خبراء الاجتماع، أن إهمال الرجل الشرقي لمشاعر الأنثى من أكثر أسباب الخلافات بينهما، فالمرأة قد تعاني بعض سلوكيات زوجها من ناحية التجمل أو النظافة أو الفوضى أو بعض العادات غير المحببة، وهذه السلوكيات قد تكون مقصودة، وقد تكون تلقائية، فلو كانت غير مقصودة فهذه طبيعته التي تعودها أو تربى عليها، وإن كانت مقصودة، فهي تنعكس علي الزوجة، وتنشب الخلافات بسببها، وربما تعامله بالمثل، فتهمل نفسها.
ولأن الرجل يحب أن تكون زوجته جميلة ونظيفة، فمن الطبيعي أن يكون هو كذلك، والمبادرات اللطيفة التي لابد أن يحرص عليها الزوج من حين الي آخر، مهمة جداً في الحياة الزوجية، فهي تحييها وتنعشها، فما الضرر في أن يحضر الرجل لزوجته باقة ورد في الوقت الذي لا تتوقع منه ذلك، أو يبعث إليها رسالة هاتفية قصيرة تعبر عن بعض مشاعره؟ إن "حركات" لطيفة كهذه تنعش عواطف الزوجة وتجعلها تتفانى في خدمة زوجها وإرضائه.
ومن الأفضل أن تقوم الزوجة بالتلميح للزوج بشكواها من دون أن تجرح مشاعره، فلو تأذت الزوجة مثلاً من رائحة الزوج، وعدم استخدامه للمطيبات والمعطرات، عليها أن تشتري له أنواعاً متعددة من مزيلات الروائح، وتغلفها بشكل جميل، وتقدمها كهدية، ولو تأذت من رائحة فمه، وهذه النقطة محرجة جداً، يستحسن أن تطلب منه أن يرافقها إلي عيادة طبيب الأسنان، لتطمئن إلي أسنانها، وفي طريقهما إلي العيادة تحاول أن تقنعه بأن يطمئن إلي أسنانه هو أيضاً، ثم يتولى الطبيب الأمر.
ولابد من الإشارة إلي أهمية الحوار بين الزوجين، فهو من أهم العوامل التي تحقق الانسجام بينهما، ويقربهما فكرياً، كما لابد أن يحرص الزوج علي الاهتمام بما تقوله زوجته، وأن يبادلها الحديث والحوار، ولا ينجذب لمغريات القنوات التليفزيونية، والتي تعد من أبرز أسباب "الخرس الزوجي" الذي يقود إلي هدم كثير من العلاقات الزوجية.
كما أن الزوجة الذكية هي التي تختار الموضوعات الشائقة التي تجذب بها الزوج إلي تبادل الحوار معها، وتبتعد عن الشكوى من البيت أو الأولاد أو الأهل، وتحاول أن تكون الأمور التي يهتم بها الزوج هي محور الكلام، فهذه أفضل طريقة لإخراجه من صمته واستدراجه إلي الاستماع لحديثها!