هناك مواقف تكشف عدم الاستماع الصحيح بين الأصدقاء أو الأزواج أو زملاء العمل. وهذه غالبا ما تسبب بعض الخلافات وتؤدي لفتور العلاقات الحميمة،
وأحيانا سوء الفهم والتقدير الخاطئ لبعض الأمور نتيجة إهمال الاستماع الجيد وفهم ما يريده الآخرون. وقد يكون التسرع والتشتت صفة مرافقة لبعض الأشخاص، وربما موروثة من أحد الأهل المباشرين أو الأجداد، ولكن كل شيء في الممارسات اليومية بحاجة إلى تدريب. وتدريب النفس على السلوك الجيد والانضباط يمكن تحقيقه إذا وجدت الإرادة والرغبة في تغيير سلبيات الشخصية.
وهذه بعض المواقف التي هي من علامات عدم الاستماع الصحيح:
• افتراض المعرفة المسبقة: الاعتماد على المعرفة الكاملة للأمور ولكل ما يقال، ويظهر ذلك في حركات الجسم أثناء الاستماع، أو بترديد كلمات مثل: نعم إنني أعلم ذلك، وهذا يذكرنا بما كتبه الحكيم سليمان: "الجاهل لا يسر بالفهم بل بكشف قلبه" (أمثال 18: 2).
• المقاطعة المستمرة وعدم الانتظار: مقاطعة المتكلم كثيرا وعدم الانتظار حتى ينتهي من الكلام، ويظهر ذلك في التنهد المستمر أو التكلم المباشر بمجرد صمت المتكلم حتى لو لم ينهي حديثه، كذلك الحركة المستمرة أثناء حديث المتكلم أو إظهار العبوسة في الوجه كرد فعل لما نستمع إليه. وهذا يذكرنا بما كتبه الحكيم أيضا: "من يجيب عن أمر قبل أن يسمعه، فله حماقة وعار" (أمثال18 : 13).
• وجود روح الكبرياء والتعالي: ويظهر ذلك عندما نأخذ موقف الدفاع دائما وعدم الاستعداد للتعلم مما نسمعه، ويبدو ذلك واضحا من بعض أجوبتنا مثلا "إنني أعرف ذلك"، ويقول سفر الأمثال أيضا: "أرأيت رجلا حكيما في عيني نفسه، الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به" (أمثال 26: 12).
أما الأسلوب الصحيح للاستماع الجيد:
• التركيز على ما يقال وليس على الطريقة التي يقال بها.
• التركيز على المعنى المقصود وليس على الكلمات التي تقال.
• التركيز على فهم موقف المتكلم بدلا من اتخاذ موقف الإدانة أو الحكم عليه.
• طرح الأسئلة الاستيضاحية للوصول للحقيقة بدلا من أخذ المواقف الدفاعية.
• أن يكون الشخص مستعدا لإعادة سرد ما قاله المتكلم بدقة، والحذر من التركيز على ما يريد هو أن يقوله ردا على ما قاله المتكلم في نهاية الحديث.
• قبول ما يقوله الطرف الآخر باعتبار أن هذا ما يفهمه هو، وما يعبر عن موقفه بغض النظر عن وجهة النظر الشخصية من صحته أو خطئه.
• الاستماع ليس فقط بالأذنين بل بالعينين أيضا، لأن 80% من التواصل يتم عن طريق أعضاء الجسم المختلفة.
• الأخذ في عين الاعتبار أن الله يكلمنا أحيانا من خلال الآخرين، فلنصغ جيدا إذاً ولنميز ما يقال.