الشباب يقول :أسباب الزواج العرفي هي
- سوء الحالة الاقتصادية، وتأخر سن الزواج
- عدم وجود الوازع الديني والأخلاقي
- الاستخدام السيء للقنوات الفضائية والانترنت
- التفكك الأسري
- خلو الزواج العرفي من المسئولية
هي فتاة في العشرين من عمرها ، بدأت تحكي لنا قصتها قائلة :
بدأ الأمر معي في عامي الجامعي الثاني، شعرت أنني أحبه، وكان هو أول حب حقيقي في حياتي، كنت أحب أن أراه كل يوم، وبعد الجامعــة كنــا نتحــدث في التليفـون أو الموبايل.. وقتها تقدم لي أبن خالي ورفضته لأنني كنت أحب (...) حباً قوياً وطاهراً، ومع نمو المشاعر، ومرة تلو الأخرى بدأت أقدم تنازلات فكان الحب أقوى مني ومنه، حتى طلب مني الزواج، ولأن والده كان قد توفى ووالدته هي التي تتحمل النفقات المادية له ولأخيه الأصغر منه، فقد كان أمامه ما لا يقل عن 4 سنوات حتى يكون مستعداً للزواج، فأخبرت أهلي عنه وعن ظروفه فرفضوه رفضاً قاطعاً، ولم يقبلوا مني حتى النقاش في هذا الأمر. ولذلك حاولت الابتعاد عنه لأنني أعلم أنه ليس هناك مستقبل لحبي له، ولكنني ابتعدت وقتاً قصيراً، ولم أستطع الاستمرار، فقد كنا في نفس الكلية، ونفس السنة الدراسية.
في هذه الفترة اقترح علينا أحد أصدقائنا أن نتزوج عرفياً، وكانت الفكرة مرفوضة مني ومنه في البداية، ومع نهاية الفصل الدراسي الثاني تغلب حبي له على رفضي للزواج العرفي، ووافقت على الزواج منه عرفياً، ولم نخبر إلا المقربين من أصدقائنا الذين أخبرونا بكيفية عمل الاحتياطات اللازمة، وأشياء كثيرة كنا نجهلها.. وما حدث أن والدتي اكتشفت ورقة الزواج العرفي داخل شنطة اليد الخاصة بي، وعندما أخبرته، وجد أنه غير قادر على المواجهة، وتفاقمت المشكلات التي لم تنتهِ، والنتيجة أنني أُجبرت على عدم الذهاب للجامعة منذ ذلك الوقت، وتغيبت عن امتحانات الفصل. وقد ساءت معاملة أسرتي لي فأنا محرومة من كل شيء...
الحب المدمر
فتاة رفضت ذكر اسمها - تحكي عن قصتها مع الشاب الذي أحبته لتقول:
لقد تعرفت على شاب، وأنا في الثانوية العامة وكان هو في الفرقة الثالثــة بالجامعـة. وقد أحببته حبــاً جمــاً وهـو كذلك -أو هكذا تصورت- ولكن ما حدث كان دليلاً على عدم حبه لي. فقد طلب مني وأنا في طريقي للالتحاق بالجامعة باسم الحب الذي بيننا أن نتزوج عرفياً، حتى تظل علاقتنا معاً كما هي، وحتى يتأكد من أنني لن أحب غيره في الجامعة إلى أن تسمح له الظروف بالتقدم لأسرتي، بعد الانتهاء من دراسته. ولكنني رفضت وبإصرار رغم حبي له لأنني أعلم رغم صغر سني وقتها أن هذا الزواج السري سوف تكون فيه نهايتي، لأن قبولي للزواج بمثل هذه الطريقة سيلغي جميع حقوقي، وأيضاً لأنني أثق تمام الثقة أن الزواج الصحيح هو بداية صحيحة. لحياة صحيحة والشيء الخطأ دائماً نهايته دمار لجميع الأطراف. فأخذت عهداً على نفسي وعلى قلبي بالبعد التام عن هذا الشــاب لكونـــه، فكر هكذا، ولم يعتبر حقوقي، أو ينظر لمستقبلي. مما أوضح لي أنه كان يخدعني باسم الحب ليصل لغرضه الدنيء. ولا أخفيكِ سراً أن هذه التجربة بقدر ما أتعبتني كثيراً أعطتني خبرة تعينني على الاستعانة بها، وأمدتني بالتفكير الجيد في أي علاقة قبل بدئها.
نهايته هي الانهيار
محمد عبد الجواد:
الزواج العرفي بديل للانحراف، فهو رغبة غير مروضة، تضر بالفتاة وتسلبها حقها الشرعي، لأنه زواج هش ليس له أي أساس ولا يمكن أن تقوم عليه أسرة، لأن نهايته واحدة وهي الانهيار، وبالرغم من ذلك فإن الشباب يلجأ إليه. وأسباب لجوئهم إليه هو سوء الحالة الاقتصادية للشباب، والخوف من مسئولية الزواج الطبيعي، فهو وسيلة سهلة ورخيصة لممارسة الجنس. وحتى لو وجدت نفسي يوماً في موقف، وكان الزواج العرفي هو الوسيلة الوحيدة الممكنة، فلن أقبل به. والسبب في ذلك هو أنني لن أقبل على إحدى أقاربي هذا الموقف، وبالتالي فلن أقبله على غيري.
وأسباب انتشاره هو انتشار القنوات الفضائية. فالقنوات الفضائية أدت لاشتعال الرغبة داخل الشباب، وبسبب سوء الوضع الاقتصادي للشباب، أصبح من الصعب أن يتقدم الشاب بشكل رسمي للفتاة، فأصبح الحل الوحيد ورقة وقلما واثنين من الشهود. فما أسهل الزواج العرفي أو الانحراف المستتر في ظل سوء الأحوال غير المواتية.
الحب الحقيقي يؤدي إلى زواج حقيقي
ياسر ثابت:
أعتقد أن الزواج العرفي ليس حباً، ولكنه إعجاب بأي شيء في الجنس الآخر، يؤدي لرغبة جنسية عارمة. أما الحب الحقيقي فإنه يحارب لأجل البقاء، ولذلك فإنه يؤدي إلى الزواج الحقيقي، الذي يدوم بمباركة من الأهل والأصدقاء. وتنتج عنه أسرة جميلة، فالزواج هنا مبني على أسس وطيدة، وليس مجرد رغبة عابرة، فالحب الحقيقي يضحي لأجل الآخر، حتى لو لم تكن هــذه التضحية تؤدي إلــــى سعادة الشخص نفسه.
أناشد الشباب أن يجاهدوا ليعدوا أنفسهم، حتى يستطيعوا في الوقت المناسب بناء أسرة تبقى إلى الأبد.
أناشد الفتيات بأن تختار الشاب قبل أن تختار إمكانياته فيصعدا السلم معاً درجة درجة، فابحثي داخل الشاب قبل أن تبحثي عن إمكانياته.
الهدف هو أن يكون الزواج سهلاً حتى لا ينصرف الشباب لطرق أخرى مدمرة لهم وللمجتمع..
زواج للمتعة
شيرين محمد - طالبة بكلية الإعلام - قالت:
الزواج العرفي في رأيي هو - زواج للمتعة ليس إلا - والفتاة هي الخاسر الوحيد في هذا الزواج، لأنها تخسر كل حقوقها، بموافقتها على هذا الزواج. وأعتقد أن على الجامعات دور هام في تقويم الشباب فيحث كل أستاذ الشباب على الالتـــزام بالـمبـــادئ والقيـــــم، لأن الشباب في حاجة دائمة لتذكيرهم بالمبادئ، كما أن العامل الديني له مفعول كبير في نفوس الطلبة، فالشباب دائماً في حاجة إلى توجيه. كما أن على الأسرة دوراً كبيراً في توجيه أبنائها، وعلى الأم أن تكون الصديق الوفي لابنتها، حتى تقيها من الوقوع في مثل هذه الكارثة. أيضاً أحب أن أقول لكل فتاة تفكر في تجربة الزواج العرفي، إنها ستكون بالنسبة للشاب شيئاً لا قيمة له إذا وافقت على هذا الزواج، لأن الغرض الأول من هذا الزواج هو المتعة. وبمجرد تحقيق هذه المتعة سيبتعد عنها دون تردد.
ورقة ممزقة
وتؤكد الرأي السابق شيماء عبد الحميد - طالبة- إذ قالت:
لن أُعرض نفسي أو أسرتي لمثل هذا الموقف أبداً، لأنه سيمس سمعتي وسمعة أهلي معي. وأنا أود أن أوجه رسالة إلى كل فتاة من خلال صفحات «هو وهي»، من خلال حكاية لطالبة كنت أعرفها قد أغواها شاب وتزوجا عرفياً بدون علم أسرتها. وعندما سئم الشاب هذه الفتاة حينما أبلغته أنها قد حملت منه، أنهى العلاقة بينه وبينها بتقطيع الورقتين، وترك الفتاة، فلم تقوَ الفتاة على مصارحة أسرتها، لذلك فكرت في التخلص من الطفل ولكنها فشلت، وحينمــا فشلـــت هربــت من بيت أهلها لتعمل «خادمة» بعد أن كانت طالبة على وشك الانتهاء من دراستها الجامعية.
فماذا جنت هذه الفتاة
من وراء هذا الزواج؟!
عزيــزي القــارئ عزيزتي القــارئة...
الزواج العرفي الذي يتم بين مئات الطلبة، والشباب صغيري السن، يُعتبر نوعاً من العبث الطفولي، لأنه يتم بعبارات شفهية أو مكتوبة بين الفتيان والفتيات دون فهـــم، دون تقديـر لخطــورة ما يترتب علـــى هذه العبـــارات. دون تقــدير لـمسئــوليــات الزواج.
دعونا معاً نبدأ بمحاربة كل ما يمس المجتمع من أمور نحاول إضفاء الشرعية عليها، وهي أبعد ما تكون عن ذلك.
اكتب لنا
إذا كنت تعرف قصة أحد أصدقائك التي انتهت بالزواج العرفي.
وكيف كانت نهايتها؟!