هناك استدلالات عن طريق السلوك من خلالها ممكن اكتشاف ضحية الاعتداء ،من هذه الاستدلالات :
1( النضوج المبكر والذي لا يتلاءم مع الجيل كأن تتصرف طفلة في السادسة او السابعة مثلا مثل الكبار ، فقد لاحظت إحدى المعلمات على تلميذتها البالغة من العمر سبع سنوات انها تلبس كالكبار وتتحدث بأسلوب كالكبار وتتصرف بسلوكيات الكبار ، وبعد مراقبة ذه الطفلة من قبل المستشارة التربوية تبين انها تعرضت لاعتداء من قبل خالها.
2( الخوف من تبديل الملابس عند الأطفال.
3( سرحان في الصف وشرود ذهني واضح وهروب متكرر من المدرسة ) وهذه المسؤولية تقع على عاتق المربين والمربيات ( ففي إحدى الفاعليات المدرسية لوحظ على احدى الطالبات انها لا تشارك في هذه الفعاليات وانها دائمة الشرود والسرحان وبعد الفحص والتدقيق في الأمر تبين ان هذه الطالبة تعاني تصدعات نفسية كبيرة نتيجة لتعرضها للتنكيل من قبل اخيها.
4( اضطرابات في الأكل : ويتمثل أما بالإفراط او التفريط فإحدى ضحايا الاعتداء داخل الاسرة والتي قدر الله لها ان تتزوج كانت تأكل بشراهة عجيبة ، تلتهم كل ما تقع عليه عيناها حتى زاد وزنها بصورة غير طبيعية ، وكانت تتعمد إلى ذلك وذلك لتنفير زوجها منها ، حيث أصيبت بعقد نفسية بالغة نتيجة الاعتداء .
5( النظرة السوداوية للعالم ومحاولات انتحارية ، فقد تعرض أحد الأطفال لاعتداء داخل أسرته عندما كان في جيل أربع سنوات ، بدأت تتطور عنده سلوكيات عنف داخل الصف، فكان يضرب زملاءه بأدوات حادة ويهدد بأنه سيلقي بنفسه من أماكن عالية وقد بلغت عنده المشاكل والازمات النفسية إلى أن اصبح يتعاطى الأدوية المسكنة .
وسائل تساعد على اكتشاف الضحية
* رسومات الأطفال : هذه الوسيلة فعالة جدا لسهولة اكتشاف الضحية حيث يحاول الطفل التعبير عما يجيش في صدره عن طريق الرسم والرموز، خاصة عندما تكون هذه الوسيلة موجهة من قبل مرب مختص
* زاوية الالعاب :خصوصا في الروضات والبساتين ، فغالبا ما يقوم الطفل الذي اعتدي عليه بتمثيل حالة الاعتداء عن طريق الألعاب.
* اللعب بالمعجون والمجسمات المختلفة: فقد تساعد هذه الوسائل على اكتشاف الضحية.
* الطفل الذي تعرض لاعتداء غالبا ما يقوم بتكرار أنماط سلوكية جنسية قد تكون مؤشراً واضحا لما تعرض له .
أخطاء تربوية وتجاوزات شرعية
على خلفية هذه المعطيات المرعبة التي يفرزها واقع الحال، لا بد من الوقوف عند سلوكيات خاطئة كثيرة منتشرة في أسرنا ومجتمعنا والتي باعتقادي الجازم لعبت دورا أساسيا في تفشي هذه الظاهرة الأمر الذي يلزمنا اتباع برنامج وقائي لترسيخ مبادئ العفة والحياء في النفوس، في الوقت الذي تسود فيه الفوضى في المعاملات والأخطاء التربوية الفادحة التي تنتهجها الكثير من الأسر، وغياب الدور التوجيهي للوالدين في السلوكيات والمعاملات الخاصة والعامة، وعلاقات الرجال بالنساء من الأقارب والأصدقاء ؟ وهناك أخطاء تربوية فادحة تقع فيها العديد من الأسر اليوم لا تسمح لهم بدخوله خوفا من ان يعبثوا حتوياته وحتى يظل نظيفا مرتبا وهي لا تدري اين يذهبون ومع من يلعبون ومن يصاحبون الأمر الذي قد يعرضهم لأضرار كثيرة ومنها الاعتداءات لتصبح البيوت التي يجب ان تحتضن الأطفال بدفء حنانها مخصصة للضيوف وللفرجة ولتصبح المحافظة على ) مزهرية ( هنا ) وتحفة( هناك في احدى زوايا البيت أهم من المحافظة على الأطفال ،ويصبح الاهتمام بصيانة البيت ومحتوياته اولى من صيانة الأطفال ورعايتهم وحفظهم من الضياع .
وخطأ فادح آخر ترتكبه بعض الأمهات بحق الأطفال حديثها مع الأخريات عن علاقتها الزوجية الخاصة أمامهم او لا تراعي السرية التامة في علاقتهما الزوجية وتكون بذلك قد اقترفت أثما وتجاوزت حدا شرعيا بالإضافة لتجاوزها هذا الحد التربوي ، وهذه المسألة تكاد نجدها منتشرة في هذه الأيام خصوصا في مجالس النساء التي لا تخلو من الحديث عن هذه الأمور ناهيك عن اطباق النميمة والمغيبة والتي هي أطباق أساسية تقدم في هذه المجالس هذا عدا عن الكلمات الساقطة البذيئة السوقية التي تطلقها بعض الأمهات عندما تثور فيها ثورة الغضب من أطفالها لتمزق في نفوسهم ثوب الحياء وتخزن في نفوسهم سلوكا سيجعل منهم معوقين أخلاقيا وسلوكيا ،مما يشكل خطرا كبيرا على تكوينهم النفسي والشخصي.
يذكر د. أحمد عبد الله كما ان بعض الآباء يعتقدون أن الأبناء في مرحلة بداية الشباب يحتاجون لقدر أقل من الرعاية والملازمة، وأنهم يستطيعون تصريف شئونهم بكفاءة أكبر من مرحلة الطفولة، وينشغل الآباء عنهم بمشاغل أخرى، ويتركون الأبناء لتدبير وترتيب حياتهم أو شئونها، وكأن وظيفة الأب والأم توفير المأكل والملبس والمصاريف.. فقط!!
ويعتمد البعض الآخر على ما غرسه في أبنائه من مبادئ وأخلاق في الصغر، ويغفل عن تأثير ما في المجتمع من مفاسد على الأبناء، وتأثير رفقاء السوء عليهم، فهذه الآفات قادرة على قتل ما زرعه الآباء، ما لم يتعهد الآباء زرعهم برعاية حتى يثمر الزرع، بل قد تتكفل جماعة أصدقاء السوء بتوجيه الأبناء إلى مسار آخر منحرف في غيبة الحوار والتفاهم والتواصل بين الآباء والأبناء.
ومداخل الفساد أكثر من أن نحصيها هنا، وبعضها قد يكون أداة في البيت مثل الأطباق اللاقطة للبث الفضائي، أو الفيديو، أو الإنترنت، ومنها ما يكون صديقاً للعائلة أو في المدرسة.
والسبيل الأنفع للتعامل مع هذه المصادر والمداخل ليس هو التضييق على الأولاد، وحركتهم، ومحاولة خنقها بغرض حمايتهم من الفساد، بل يكون أولاً بحسن رعايتهم وتربيتهم من الصغر بالقدوة، وبغيرها من وسائل التوجيه، وباستمرار الرعاية والحنان مع وصولهم لسن المراهقة التي يحتاج الأبناء فيها إلى عون أكبر، ولكن بنوعية مختلفة عن حاجاتهم في الطفولة: بقرب أكثر ذكاءً، وتفهم أعمق تناولاً، وبمرونة حكيمة، ومشاركة في المسئولية، واحتواء على مفردات الحياة والأصدقاء، وإسداء النصيحة بهدوء، واحتواء المشكلات برؤية ثاقبة تدرك أن التوجيه المباشر ليس هو أفضل الطرق للوصول إلى قلب وعقل المراهق.
والفراغ هو أخطر آفات مرحلة المراهقة؛ لأن الطاقات الذهنية والنفسية والجسمانية تتضاعف بينما المهام والمسئوليات التقليدية من دراسة وغيرها تبدو أقل وأهون من أن تملأ العقل والقلب بما ينفع ويجذب، ويمتع ويفيد، وهنا تبدو مهمة من مهمات الأسرة في كفالة البرامج المناسبة لحل هذه المشكلة، وتجاوز هذه المعضلة، وأقول مشكلة معضلة؛ لأننا نعيش في عالمنا العربي ـ حالة من الفراغ أو بالأحرى الخواء الثقافي الذي تعشش فيه خفافيش الظلام والفساد، وترتفع فيه جراثيم البطالة الروحية والعقلية، وهي جراثيم فتاكة يمكن أن تقضي على أمم كاملة، فما بالك بشاب غض الإهاب، أو فتاة خضراء العود؟
ومن جوانب التربية التي يغفل عنها كثير من الآباء والأمهات ما يتعلق بشئون الجسد، والعلاقات الجنسية، وتجاهل الأسرة لهذا الجانب من التوعية أنتج أجيالاً يتلاعب بها الجهل وتشيع فيها البلايا والانحرافات بدءاً من المفاهيم الخاطئة، ومروراً ببعض الممارسات مثل: الاستمناء، وانتهاءً بما نحن بصدده هنا ـ في هذه المشكلة ـ من علاقة جنسية بين المحارم، ولا يمكننا أن نحدد حجم انتشار هذه الآفات في غياب حرية وإمكانية البحث العلمي النزيه لها، لكننا فقط ومن خلال الممارسة لسنوات عديدة يمكننا القول إنها منتشرة بالقدر الذي يتجاوز كونها مجرد حالات فردية شاذة.
للوقاية من إلحاق الضرر بأنفسنا, يتعين أن توضع كافة الرغبات الجنسية وما إليها تحت المسيح. ففي 1 تسالونيكي 4: 3-5 يقول الوحي:" لان هذه هي إرادة الله قداستكم.آن تمتنعوا عن الزنى4 أن يعرف كل واحد منكم أن يقتني إناءه بقداسة وكرامة لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله.".
خطيئة الزنى عمل مدمّر وان لم تظهر نتائجها فوراً. ففي 1 كورنثوس 6: 18 يقول الوحي:" اهربوا من الزنى.كل خطية يفعلها الانسان هي خارجة عن الجسد.لكن الذي يزني يخطئ الى جسده.". الكتاب المقدس يدين خطيئة اللواط والسحاق. ففي رومية 1 : 26-27 يقول الوحي:" لذلك اسلمهم الله الى أهواء الهوان.لان إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة. وكذلك الذكور ايضا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في انفسهم جزاء ضلالهم المحق.".
كما يدين الكتاب المقدس الزنى مع المحارم ( الأٌقرباء). ففي لاويين 18: 6 يقول الكتاب :" لا يقترب انسان الى قريب جسده ليكشف العورة.أنا الرب.".
كما يمنع الكتاب المقدس نزو البهيمة ( أو مضاجعتها). ففي لاويين 18: 23 يقول الوحي:" ولا تجعل مع بهيمة مضجعك فتتنجس بها ولا تقف امرأة أمام بهيمة لنزائها.انه فاحشة". كما يمنع الكتاب المقدس الزنى مع البغايا والعاهرات. ففي 1 كورنثوس 6: 15-17 يقول الوحـي :" ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح.أفآخذ أعضاء المسيح واجعلها اعضاء زانية.حاشا. أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد لانه يقول يكون الاثنان جسدا واحدا. واما من التصق بالرب فهو روح واحد".
إنها مشيئة الله أن يتحاشى المرء كآفة العلاقات الجنسية غير المشروعة . نقرأ من 1 تسالونيكي 4: 3:" لان هذه هي ارادة الله قداستكم.ان تمتنعوا عن الزنى".