زنى المحارم
الشيطان في بيوتنا
قد يكون هذا موضوعا شائكا او صادما و لكن هذا كلة لا ينفى كونه حقيقيا و صادقا قبل نحو 15 عاما وجدت نفسى فى موضع المستمع لاعترفات فتاة مصرية لم يكن عمرها يتجاوز 20 عاما قالت انها ليست عذراء و ان الذى افقدها عذريتها هو خالها ...... مع الوقت اكتشفت ان الفتاة ليست وحدها و ان ما اصطلح على تسميته " زنا المحارم" هو ظاهرة مسكوت عنها فى المجتمع المصرى , و لكن من يجرء على الكلام؟
الان بعد 15 عاما شعرت بالسعادة بقدر ما شعرت بالفزع عندما وجدت كتابا عنوانه " زنا المحارم:الشيطان فى بيوتنا" و الكتاب هو دراسة علميه جادة و جريئه اجراها الدكتور احمد محجوب .... فزعت لان الكتاب كشف لى ان حجم الظاهرة اكبر مما توقعت
.......اجتهد المجدوب للحصول على عينة عشوائية من الجرائم التى جرى الابلاغ عنها على مدى خمس سنوات فى مصر ..... فوصلت عدد الحالات الى 200 حالة
شملت كل اشكال العلاقة من زنا بين الأب و ابنته, و بين الأخ و اخته , والأم و ابنها الى زنا بين العم و بنت الأخ , والخال و بنت الأخت , و العمة و ابن الأخ و الخالة و ابن الأخت الى اخر 18 نمطا من العلاقات المحرمة
ان الحكايات التى يوردها الدكتور المجدوب فى كتابه عن زنا المحارم , يمكن اعتبارها أعراضا لامراض اجتماعيه و اقتصاديه يجب الاتفاف الى علاجها
اعترف شاب فى السنة الثالثة من المرحلة الثانويه بنه ينتمى الى اسرة كبيره العدد مات عائلها و قال ان له خالته ورثت عن زوجها اموالا كثيرة , فسالتها امه ان تخفف عنها العبء و تاخده ليقيم معها , ووافقت الخالة وعاش معها بضعه اشهر دون ان يلاحظ شيئا عليها فى سلوكها او مظهرها , ولكنها اخذت تتغير فاصبحت ترتدى ثيابا مفتوحه شفافه ثم اخدت تتود اليه و تستثيره الى ان دعته لمعاشرتها فاستجاب , و كان المقابل اغداقها عليه و على اسرته من مالها , و الغريب انه عندما فاتح امه توسلت اليه ان يبقى مع خالته حتى لا توقف المساعدة الكبيرة التي تقدمها لها .
في دراسة شملت 170 شخصا ارتكبوا زنا المحارم تبين أن 38 % كانوا مدمنين
و ان 15 % تناولوا الخمر وهناك ايضا المخدرات , ويقول المجدوب " فى زنا المحارم كثيرا ما يكون الجاني هو السبب في إدمان الضحية للمخدرات متخذا من ذلك وسيله لجعلها مهيأه للدخول فى العلاقة بأقل قدر من الرفض و المقاومة " و هذا ما تؤكده حكاية أوردها المجدوب عن ام سافر زوجها الى الخارج , فدفعت ابنها الى ادمان الهيروين , ثم ساومته على النوم معها .
و يوكد الدكتور المجدوب ان الزحام فى السكن من العوامل المشجعه على زنا المحارم
ان 30 % من الاسر المصرية تسكن فى غرفة واحدة , وكثير من الاسر لا تزال- الى الان- تستخدم دورات مياه مشتركه بين غرف متعددة " مما يضعف الشعور بالحياء بين ساكنيها , نتيجه اعتيادهم مشاهدة بعضهم البعض فى اوضاع مثيرة " و يودى الازدحام فى المسكن - كما يقول دزالمجدوب " الى تلاصق
الاخوة و الاخوات اثناء النوم , مما يحرك شهوتهم , و يدفعهم الى اقامة اتصالات بينهم.
و يقول د.المجدوب انه لا يوجد نص قانونى -فى القانون المصرى-يعاقب على ما يقع من زنا بين الحارم
علينا ان نتبه الى وجود هذه الظاهرة الحقيقيه و المزعجه فى مصر "زنا المحارم
اليكم تقرير : ليلى غليون
لم أتردد ولم أفكر مرتين عند اختياري قضية ملف هذا العدد والتي تندرج ضمن القضايا الخطيرة جدا والساخنة جدا ، وتزداد خطورتها وترتفع درجة سخونتها عندما تحاط هذه القضية بستائر الكتمان والتعتيم فلا نمتلك الجرأة على طرحها ومعالجتها وغيرنا مستفرد في هذه القضية يصول فيها ويجول باسلوب هدام يدعو للاثارة والانحلال ويفجر براكين الغرائز ويدغدغ في النفس الشهوات . فمن منطلق استشعارنا لروح المسؤولية التي تسري في كياننا ، ولاننا نذرنا انفسنا ومن خلال منبرنا هذا ان نتعامل مع قضايا مجتمعنا بكل واقعية وجرأة وحسبما تقتضيه شريعتنا الغراء ، لاننا لا نقبل ولا باي حال من الأحوال ان نضع على اعيننا نظارة سوداء قاتمة تحجب عنا الرؤية والواقعية، كما نرفض وبشدة ان ندفن رؤسنا في الرمال هروبا من المعطيات التي تطفو على سطح الواقع مهما كانت هذه المعطيات موجعة .فقد رأينا من واجبنا ان نرفع الستار عن حقيقة مؤلمة اصبحت جزءا من واقعنا ونكشف الغطاء عن خفايا هذه الحقيقة لعلنا نستطيع ان ندرك مواطن الخلل والعوامل التي افرزت هذه الويلات والمآسي الاجتماعية التي يئن تحت وطأتها حاضرنا والتي تقف شبحا مرعبا يهدد مستقبلنا .
ان مسألة الاعتداءات الجنسية داخل الأسرة اصبحت حقيقة لا ينكرها أحد، وان زنا المحارم اصبح كابوسا يهدد الاستقرار النفسي والأسري والاجتماعي ، وهي حقيقة منتشرة في كل المجتمعات وعلى اختلاف شرائحها ومستوياتها وثقافتها ، وهذه الظاهرة بالأصل تميز المجتمعات او الأسر التي تسودها الفوضى الأخلاقية والقيمية والحياة بلا حدود ولا ضوابط وهذا هو السر الكامن في حيثياتها .
حقائق مفزعة
رنا) اسم مستعار( في العشرين من عمرها عاشت اخت وحيدة بين اخوتها السبعة بعد ان تزوجت اختها الكبرى وهي لم تبلغ عامها الثاني .
كانت رنا الاولى على طلاب صفها حتى الصف الخامس .. اذ فجأة اصبحت ايضا الاولى في صفها ولكن من اسفل القائمة . ونسيت القراءة والكتابة ولم يهتم أحد بالأمر لا المدرسة ولا الأهل . وبقيت تجر الصفوف حتى الصف التاسع اذ اصابتها حالة نفسية صعبة ادت بها الى الطبيب النفسي الذي واجهها بالحقيقة المؤلمة .. رنا تعرضت لاعتداء من قبل أخيها .. الأمر الذي أقرته طبيبة النساء أيضا
وكانت صدمة رنا صدمتين الاولى هذه الحقيقة الاليمة المؤلمة المرة والأخرى رد فعل الأهل فالام لم تحرك ساكنا لم تثر لم تغضب .. لم تولول.. وكأنها كانت .. تحس بذلك ولكنها آثرت شيئا ما .. وهو ان تأمر ابنها بالصمت خوفا من الفضيحة .. اما الاخوة فقد عقدوا اجتماعا للتأكد من ان الاعتداء تم من قبل الأخ والا.. فهي تستحق العقاب، ولما تأكدوا ان الامر تم من قبل الأخ صمتوا صمت اهل القبور وما كان منهم الا ان منعوها من الاستمرار في العلاج النفسي .
لم تكن )... (الابنة الوحيدة لوالديها، بل هي صغرى اخوتها وأخواتها الذين تزوجوا جميعا وكما يقولون فهي ) آخر العنقود( )...( والتي تبلغ من العمر خمس سنوات كانت شاهدة على خلاف كبير نشب بين امها وأبيها تركت على اثره والدتها البيت متوجهة لبيت أهلها ،تاركة طفلتها مع والدها.
مر الاسبوع الاول والثاني والثالث ولم ترجع الام لبيتها ولم يحاول زوجها ارجاعها او اصلاح ما بينه وبينها بحجة انها هي التي تركت البيت ولم يطردها هو والمفروض ان تعود لوحدها كما خرجت وحدها وبقيت الطفلة برفقة والدها . حتى حدثت الصاعقة وتم الاعتداء من قبل الوالد لتهرب الطفلة من بيتها الى امها لتنبئها بالخبر حيث لم تتمالك الأم أعصابها بل انهارت واصيبت بنوبة قلبية . أما الطفلة والتي تعاني من نوبات خوف وكوابيس مفزعة فهي في مراحل علاجية مكثفة من قبل الاخصائيين .
لم يخطر على بال الطفل )...(ابن الأربع سنوات ، ان مشاعر الحنان الفياضة والمعاملة الرقيقة التي اغرقه بها عمه ما هي الا مقدمة لاغتيال طفولته البريئة ، ولم يخطر بباله ان الهدايا التي كان عمه يغدق عليه بها ما هي الا استدراج لجريمة اعتداء بشعة ، لقد كان في بعض الأحيان يناديه ) بابا( لأنه فعلا كان يحس بهذا الاحساس تجاه عمه لعمق صلته به .. ولكن فجأة وبلا مقدمات وبلا سابق انذار يصاب هذا العم بعمى فكري وأخلاقي ووجداني ويقع تحت سيطرة شهوة مجنونة ليتحول الى ذئب ضال ينتهك بوحشية براءة ابن أخيه لينتهك كل المعايير والقيم والأعراف ويسبب في تصدع نفسية طفل وتشويه بنائه النفسي ليفقده المقدرة على العيش بصورة طبيعية.