تلتقي مع عدد من الزوجات، يفتحن قلوبهن، ويعبرن عن مطالبهن.
البخل العاطفي:
أماني ع. أ: شعرت بفتور زوجي بعد شهر العسل مباشرة، رغم أن زوجي كان في فترة الخطبة عـواطفــه ومشاعــره دافئة وجميلــة تجاهــي، فقد تزوجنا بعد اقتناع كل منا بالآخر.. كان مهتماً بــي دائماً، ولكن بعد الزواج أصبح لا يهتم بي، ولا يتكلم كما كان يفعل في أيام الخطبة وشهر العسل، فشعرت وكأنه بدأ يمل مني، أو من الزواج ككل، كما أصبح ينقد كل تصرفاتي، فيتهمني بأنني لا أهتم بالبيت، ويسخر من طريقة طهيي للطعام، ثم بدأ يشكوني لأهله ويسخر مني أمامهم، فحدثت بيننا خلافات كثيرة، وبخاصة عندما قال لي: «إنني تزوجتك لكي أجد من تهتم بملابسي، وتطهو لي طعامي...!» فصُدمت، وتحطمت كل أحاسيسي ومشاعري، فقد كنت قبل الزواج شخصية عاطفية ورومانسية، أحب أن استمع للموسيقى الهادئة، ومشاهدة الأفلام الرومانسية، وكانت لديّ آمال وأحلام كبيرة عن الحب والزواج، فصُدمت سريعاً بعد الزواج. فكم كنت أتمنى أن الشخص الذي يشاركني حياتي، يكون حنوناً، عطوفاً، لا يتعامل معي بهذه الغلظة وهذا الفتور!!
الغيـــــــــرة:
كارمن عبد النور: أرى أن مشكلة الغيرة من أكثر الأشياء التي كنت أتمنى أن لا يتصف بها زوجي، فالزوج الغيور يقلب حياته، وحياة زوجته إلى جحيم، فهو يغير من نجاحها في العمل، بل ويحاربها كي لا تحقق ذاتها فيه. يغير من كلامها مع الناس، ومهما فعلت لكي ترضيه فإنه يظل يبحث عن شيء آخر ليغير منه، ويجعل حياتها جحيماً. فالغيرة المعقولة مطلوبة، بل ومحببة لأنها تعبر عن حب الزوج واهتمامه بزوجته وقيمتها عنده، ولكن الزوجة لها كيان وشخصية فهي ليست ملكية خاصة، أو شيئاً يريد الزوج أن يمحو ملامحه، ويهدم كل نجاح تحققه، حتى يهدم حياتها ويجعلها تمل من غيرته، ويتحول الحب إلى كراهية.
أرى أن أي زوجــة تريــد الاحتــرام والوفــاء والثقــة، والكلمة الحلوة، والمشاعـر الصادقــة، فمهما كانـت المشكلات، فكل هذه الأشياء الجميلة ستخفــف مــن هــذه المشكــلات، وستجعل كل واحد يحاول أن يجد حلولاً، بدلاً من تصيد الأخطاء، والسخرية من الآخر.
فالحب والكلمة الحلوة إذا لم تسمعها الزوجة من زوجها، فممن ستسمعها؟!
ولماذا يبخل الزوج بالكلام الحلو على زوجته على حين يُسمعه لزميلاته في العمل أو لأقاربه، وماذا يكون رد فعل الزوج عندما يرى الآخرين يجاملون زوجتـه، وهو يبخل عليها حتى بابتسامة، فالزوجة لا تستطيع أن تستغنى عن كلمات الحب والحنان من زوجها، مهما مرت سنوات على زواجهما.
عطاء متبادل:
هـ. ح. أ: أؤمن أن العطاء يجب أن يكون متبادلاً بين الزوجين، فإذا أعطت الزوجة وحدها الحب والاهتمام، وقابلها هو بالفتور، والاستهانة من مشاعرها بحجة أنه متعب أو مشغول، فسيخف عطاؤها، ويذبل حبها واهتمامها به، وبكل شيء من حولها.
أنا لا أطلب أكثر من الاحترام وسماع الرأي الآخر، فالزوج لا يسمع إلا نفسه فقط، ويظل يلوم الزوجة على أي تصرف صغير أخطأت فيه، على حين أنه لا يرى أنه يخطئ، فهو دائماً على صواب!
فمهما قابل الزوجان من مشكلات، ولو كانت مادية، فسيمكن أن يعبرا معاً هذه المشكلات إذا احترم زوجته، وعاملها بلطف وحنان، فالزوجة تعطي كل حنانها وصبرها إذا سمعت الكلمة الحلوة والتقدير، وبخاصة من زوجها، أما إذا لم يعاملها باحترام، وأساء إليها، فمتى ظهرت أي مشكلة أخرى - مهما كانت صغيرة - فستشكو الزوجة من كل شيء بعد ذلك.
فالزوجة الشرقية تعمل كل ما في وسعها من أجل سعادة أسرتها. فأنا أعمل خارج بيتي، وأهتم بالبيت وشئونه، وأهتم بأطفالي وبمواد دراستهم، وحتى في الإجازات أوفر لهم كل ما يسلي وقتهم في البيت، أو في ممارسة الرياضة.
وبعد كل هذا يقول زوجي لي: «وأنتِ ماذا تفعلين، أنتِ مرتاحة طوال اليوم»! وكأن عمل الزوج فقط هو الذي يتعبه، أما عمل الزوجة فهو تسلية!
فهذا منتهى الظلم، فالزوجة الشرقية لا تأخذ - أبداً - حقهـا من التقدير والاحتـرام، وبخاصة من زوجها، ورغم كل هذا، يُطلب منها دائماً أن تتحمل وتحـل كل مشكلات البيت، فينكرون عليهـا حقهـا في الإحساس بالتعب، وبالرغبة في سماع كلمة حلوة لترفع من معنوياتها، بدلاً من هدمها، وتحطيمها.
الزوجة لا تطلب الكثير ولا تطلب شيئاً غاليــاً أو صعب التنفيذ، فقط كلمة حب وحنان وتقدير، تطلب الاحترام، فهل هذه الأشياء غالية جداً أو صعبة، حتى يحرم الزوج زوجته من سماعها؟!
احتاج من زوجي أن يستمع لي بصبر، وأن يكون معي، ليس بالكلام فقط، وأن يساعدني في أعبائي وتحمل المسئولية.
تحتاج الزوجة أن يشعرها زوجها بأنها إنسان مثله لها نفس الحقوق كما عليها نفس الواجبات.
وفاء التائه: لقد كانت العاطفة قوية قبل الزواج، ومازالت مستمرة بنفس القوة، ونفس المشاعر، مازال الكلام الجميل موجوداً، ومازالـــــــت المجامــــــــلات والنظرات هي نفسها. بالطبع هدأت حدة المشاعر المتأججةالتي كانت في الفترة السابقة للزواج، ولكننا الآن أفضل، فلقد تزوجنا عن حب واقتناع منذ أكثر من 10 سنوات، ولكن أحياناً تضطر ظروف عمل زوجي أن يكون مشغولاً طوال اليوم، وأنا أقدر ذلك.
كما أنني أقدِّر ظروفه، وأرى أنه لا يقصر في الانفاق عليَّ أو على بيته وعلى أبنائنا، فإذا مرت علينا أي ظروف مادية صعبة، فأنا لا أتضايق، ونصبر معاً حتى تمر، وممكن أساعده بتوفير بعض الأشياء التي يمكن الاستغناء عنها، إلى أن تعود الظروف إلى سابق عهدها.
وأنا لا أعاني من افتقاد شيء من ناحية زوجي، لأنه لا يحرمني من عاطفته واهتمامه بي!
بوكيه من الزهور:
سوزي ج: لماذا لا يتذكر الزوج الشرقي أن زوجته يمكنها أن تفرح إذا أتاها ببوكيه من الزهور يوم عيد ميلادها أو عيد زواجهما. إنني لا أطلب منه شراء ذهب أو ماس، ولكنني أحتاج أن أشعر بأنه يذكر يوم ميلادي، ويوم زواجنا. وعندما أقول له لماذا لا نذهب للعشاء بالخارج للاحتفال، تكون الإجابة التقليدية «إحنا كبرنا على كده، وأولادنا قربوا يتزوجوا»، يا ليته يفكر في أنني أود أن أشعر بأهميتي لديه، وبأن الحب مازال موجوداً رغم مرور السنوات الطوال.