و هذا هو ردي لتلك الزوجة..........
عزيزتي الأخت الجميلة،
1. إن أول خطوة في معالجة هذا الأمر أن تدركي أن المشكلة هي مشكلة روحية. يجب أن يكون عندك قناعة شخصية أن العيون الزايغة خطية ولها تأثير سلبي على زوجك وعلى حياتك الزوجية وعلى أفراد العائلة. إن لم تدركي أن المشكلة روحية لن تستطيعي معالجتها ومساعدة زوجك.
العيون الزايغة خطية لأنها لربما تكون شهوانية. قال يسوع: "إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ" (متى 5: 28). حتى ولو كان الزوج يدّعي أن الأمر خالي من الزنى، ممكن جداً بسهولة أن يؤدي إلى الزنى القلبي ومن ثم الجسدي. فالزنى يبدأ بالنظرة ثم الشهوة وهكذا. "ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا" (يعقوب 1: 15).
العيون الزايغة هي خطية لأنها تعامل المرأة كأنها شيء وليس إنسان. المؤمن المملوء بالروح القدس حينما ينظر إلى المرأة يرى إنسانة يحبها الله وقد مات لأجلها. يرى نفساً تحتاج إلى يسوع. هذا ما يراه أولاً. يطلب الله من الرجال أن يعاملوا "َالْعَجَائِزَ كَأُمَّهَاتٍ، وَالْحَدَثَاتِ كَأَخَوَاتٍ، بِكُلِّ طَهَارَةٍ" (1تيموثاوس 5: 2).
العيون الزايغة خارجة من قلب أناني يريد المتعة الوقتيه ولا يبالي ويراعي مدى تأثير تصرفاته على الآخرين: على مشاعر زوجته، ومشاعر بناته وأولاده وعلى مجد الله.
العيون الزايغة تعبّر عن قلب غير مشغول في الصلاة لأجل النفوس والعمل في حقل الله، بل عن شخص ملهي في محبة العالم والأشياء التي في العالم. "لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ" (1يوحنا 2: 16).
العيون الزايغة لا تمجد الله وتجلب عثرة للخدمة. نحن لا نقبل أن يكون القائد الروحي له عيون زايغة فلماذا نقبل ذلك من أنفسنا أو من أزواجنا؟
نعم إن العيون الزايغة مشكلة روحية تحتاج إلى أن تعالج فورياً. عليك كزوجة أن تدركي ذلك وأن تساعدي زوجك أن يرى خطورة هذا الأمر روحياً.
2. لكي تقدري أن تساعدي زوجك يجب أن يكون لديك الدافع الصحيح. صحيح أنه لك حق كزوجة أن يكون زوجك أميناً لك ومخلصاً في تصرفاته وفي مشاعره وفي نظراته. وصحيح أن تصرف زوجك يعتبر عدم احترام لك وعدم مراعاة لمشاعرك. لكن لكي تنجحي في معالجة هذا الأمر عليك أن تعالجيه ليس لأجل مصلحتك الشخصية (مع أنه لك الحق بذلك) بل يجب أن تعالجي المشكلة حباً لزوجك.
عالجي المشكلة لأجل نمو زوجك الروحي. يجب أن يكون لديك طموحات روحية لزوجك بأن يصير رجلاً عظيماً في الإيمان والصلاة والمحبة.
عالجي المشكلة حفاظاً على سمعة زوجك. تأكدي أن الناس في داخلها لا تحترم ذوي العيون الزايغة، ولذلك يجب عليك أن تساعدي زوجك في هذا الأمر لكي لا يُقال عنه "عيونه زايغة" وينال أقل أحترامِ من الناس.
عالجي المشكلة ليصبح زوجك قدوة صالحة يقتدي بها الأبناء والبنات.
عالجي المشكلة لأجل مجد الله. تخيلي الخادم أو المرنم الذي في الكنيسة ينظر إلى نساء آخريات ثم يقوم ويعظك أو يقود فترة العبادة. ماذا ستفتكرين بهذا الخادم؟ هل ستحترمينه أو تحترمي خدمته؟ ألا يجلب هذا الخادم عثرة للخدمة ويكون سبب عثرة للكثيرين خاصة الأخوات؟ وهكذا عليك أن تري زوجك كخادم لله حتى لو لم تكن عنده خدمة ظاهرة. نحن رسالة الله وعلينا أن لا نجلب عثرة للخدمة.
نعم إن كنت تعالجين المشكلة بسبب غيرتك عليه فسيكون نجاجك ضئيلاً، لكن إن كانت المحبة له والغيرة على مجد الله هما الدافع، ستكون فرصة النجاح كبيرة.
3. يجب أن يكون عندك فكرة صحيحة عن دروك في معالجة هذا الأمر. لقد قال الكتاب المقدس إن المرأة هي معين لزوجها وبرأي الخاص أنها معين روحي في الدرجة الأولى. أنها من مسؤليتك كزوجة أن تساعدي زوجك روحياً ولهذا الله قد دعاك إلى تلك العلاقة الزوجية. فلا تغضبي منه وتعاديه بل انظري إلى الأمر بأن زوجك بحاجة إليك وأنها من مهمتك ومسؤليتك ودعوتك أن تساعديه. لا تجعلي المشكلة مشكلته وحده وتعاديه بسببها، بل اجعليها مشكلتكما الأثنين. قولي لزوجك: "أنا أريد أن أساعدك بأن تكون رجلا بحسب قلب الله. وسنجعل هذا الأمر مشروعاً روحياًً لنعمل به معاً."
حينما تدركين دورك كمعين روحي سيكون تصرفك نحوه يختلف وسيكون أكثر فعالية.
4. فاتحي زوجك بكل محبة وهدوء دون صياح. هناك كثير من الأخوات نصحن بعدم الإنفتاح للزوج في هذا الأمر خوفاً من إظهار عدم ثقة بنفسها أو أن يظن أنها تغار أو خوفاً من أن يزيد من تصرفاته إغاظة بها. أنا شخصياً لا أوافق على عدم الإنفتاح لأن تلك الدوافع لعدم الإنفتاح ناتجة عن مخاوف وكبرياء وأنانية تهدف لحماية المرأة بأسلوب جسدي من دون الإتكال على الله. أن على المرأة مسؤلية روحية نحو زوجها أن تكون له معيناً روحياً. وكيف ستكون له معيناً روحياً إن لم تفاتحه بالأمر بكل محبة؟
6. ساعدي زوجك أن ينظر إلى النساء نظرة صحيحة فيراهم كأشخاص بحاجة إلى الرب وليس كوسيلة للمتعة أو لوحات فن للنظر إليها. يمكن أن تساعديه في ذلك حينما تصلين بصوتِ مرتفعٍ لأجل النساء اللواتي ينظر إليهن، حينما تتكلمين معهن أمامه ، إلخ. علّميه ما هو الجمال الحقيقي بإظهار جمالك الداخلي.
7. لا تجعلي الحيّز له بالتغير هو الخوف منك، بل مخافة الله. يجب في مساعدته أن لا تغاري عليه، أن لا تحرميه من الحرية، أن لا تجعليه يتصرف كشخص بطريقة ما أمامك وبطريقة أخرى في غيابك. يجب أن تكون هناك ثقة متبادلة. يجب أن يحس زوجك بالأمان ويشعر بكل راحة وحرية أن يأتي عندك تلقائياً ويشاركك بصراعاته اليومية، إذ يشعر أنك صديقته ويستطيع أن يخبرك كل شيء، وأن تجلبا كل هذه الأمور إلى الله في الصلاة.
8. لأن المشكلة هي روحية يجب أن تعالج روحياً. صلي لأجله. صلي معه. أن التكريس الكلي ليسوع يأتي صدى لمحبة المسيح لنا. فاجعلي التركيز على يسوع وحبه وآنذاك سيعمل الله في القلب.