[size=25][color:9bca=#0000ff][center]القدرة على الغفران لبعضنا البعض
ليس بالسهل قدرة الانسان للغفران لاشخاص قد اساؤا اليك و دعنى احكى لك قصة واقعية توضح هذه النقطة و تدور احداث هذه القصة فى احدى ساحات محكمة فى جنوب افريقيا :سيدة سوداء ضعيفالبينية فى السبعين من عمرها تكاد تقف بصعوبة على قدميها و يقف فى مواجهتها عبر القاعة مجموعة من ضباط الشرطة البيض وكان من بينهم السيد فان ديربروك الذى تم التحقيق معه ووجد ضالعا فى حادثى قتل كل من ابن هذه السيدة وزوجها منذ بضع سنوات ولقد حضر فان ديربروك الى منزل هذه السيدة وأخذ أبنها و اطلق عليه الرصاص ثم اشعل النيران فى جثته بينما كان يحتفل مع ضباطة على مقربة من المشهد ثم بعد سنوات عاد فان ديربروك ورجاله ليصحبوا زوجها وظلت شهورا لا تعرف عنه شيئا و بعد سنتين من أختفاء زوجها عاد فان ديربروك طالبا المرأة نفسها وهى تذكر جيدا ذلك المساء الذى أخذوها فيه الى مكان بجوار النهر حيث رات زوجها مقيدا و مضروبا لكن قويا فى الروح و ملقى على كومة من الخشب و بينما كان الضباط يصبون عليه الكيروسين و يشعلونه نارا كانت أخر كلمات سمعتها من شفتيه هى: يا رب اغفر لهم و هاهى المراة الان فى ساحة المحكمة تستمع الى أعترافات السيد فان ديربروك و التفت اليها عضو لجنة جنوب افريقيا للحق و التسوية و سالها و الان ماذا تريدين؟و كيف تنال العدالة من هذا الرجل الذى دمر عائلتك بكل وحشية؟ ردت المرأة بهدوء وثقة (اريد ثلاثة أشياء :اولا ان اذهب الى حيث تم حرق زوجى حتى اجمع رماد زوجى وادفنه دفنه لائقه بيه ثم سكت لحظة وواصلن كلامها و قالت كان ابنى وزجى عائلتى الوحيدة فأريد ثانيا من السيد بروك ان يصير ابنى ياليته يحضر مرتين شهريا الى فى الجيتو و يقضى معى يوما لاتمكن من سكب ما تبقى لدى من حب على شخصه ثم طلبت الامر الثالث وهذه كانت امنية زوجى و لذلك اتوسل الى اى منكم ليصحبنى عبرهذه القاعة حتى السيد بروك لاضمة بين ذراعى واقبله و ادعه يعرف انه بالحقيقة مغفور له و بينما كان احد المساعدين يصحبها اذا بالسيد بروك الذى غمره ماسمعه لتوه وقع مغشيا عليه و اذ ذلك كان كلمن بالقاعة الاصدقاء و الجيران و العائلة و كل ضحايا عشرات السنين من القهر و الظلم قد بداوا يرنمون بصوت رقيق مفعم بالثقة : ماجملها نعمة مدهشة قد خلصت بائسا مثلى برغم مايبدو من ان السيدة العجوزة التى تحملت كل الام الفراق قد اسدت معروفا جبارا للسيد بروك وهى بالفعل كذلك الا انها فى الواقعقد فعلت ماهو اكثر لنفسها و بفعلها هذا لم يعد لماضيها اى سلطة على مستقبلها و لم تسمح لالم الماضى ان يسمم موقفها لقد اعطى موقفها هذا مجدا للهولا يتمجدالله بمعاناتنا بل بالموقف الذى نتخذه اثناء المعاناة اتخذت قرار صحيحا بينما كانت و مازالت متالمة وقد ساهم هذا القرار فى وضع نهاية لالمها طالما كنا مستمرين فى غضبنا احتفظنا بالمنا لكن عندما نشرع فى الصلاة من اجل اولئك الذين جرحونا يبتلع الالم فى المحبة و اختم حديثى عن الغفران للاخرين الذين اساؤا الينا بقول للمهاتما غندى قولا ماثورا :الضعيف لايغفر ايضا الغفران من صفات الشخص القوى).[/center]
[/color][/size]