لقد صرت باراً وأصبحت بر الله 3

تقول إحدى الترجمات: بما أنه قد أُعلنت براءتنا فهيا بنا نسير في هذا السلام الذي صرنا عليه.

رومية 3 : 21 أَمَّا الآنَ، فَقَدْ أُعْلِنَ الْبِرُّ الَّذِي يَمْنَحُهُ اللهُ ، مُسْتَقِلاً عَنِ الشَّرِيعَةِ لذلك لا تحاول فيما بعد أن تمتلك حالة البراءة هذه (بلا لوم), لأنك صرت بار هذا حالك الذي أصبحت عليه الآن حتى ولو لم تشعر بذلك. فأنت في علاقة سليمة مع الله. أنت مقبول وموافق عليك في نظر الله.

أفسس 1 : 6 بِغَرَضِ مَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي بِهَا أَعْطَانَا حُظْوَةً لَدَيْهِ فِي الْمَحْبُوبِ

إذا كنت تنظر لنفسك بخلاف ذلك فأنت تنظر نظرة خاطئة تماماً. البراءة صارت على أساس الأعمال, لكن ليس أعمالك أنت بل عمل يسوع الذي عمله في الخلاص.


وإذا قد حُكم عليك بالبراءة, فلا يوجد شيء ضدك الآن. لا يوجد ناموس ضدك. قام يسوع المسيح بإلغاء العمل بالناموس.


منذ متى وأنت بريء؟ منذ مات يسوع على الصليب. لأنه منذ ذلك اليوم وأنت في نظر الآب ممُحى الخطية.


الروح القدس لا يدين المؤمن بل الخاطيء

يوحنا 16 : 8 وَعِنْدَمَا يَجِيءُ )الروح القدس) يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى الْخَطِيئَةِ وَعَلَى الْبِرِّ وَعَلَى الدَّيْنُونَةِ

عزيزي و عزيزتي , لا تقبل أي الدينونة تأتيك على هيئة أفكار أو مشاعر. لا تقبلها بأي حال. قد تبدو الأدانة صحيحة لكنها من إبليس (المشتكي - المٌتهم) وليس من الله. حتى ولو فعلت خطيئة, فعلا لا تقبل أي أدانة.

ما عليك إلا أن تعترف بهذه الخطيئة- لا لكي يغفر لك الآب- بل لكي لا تتعود على فعل شيء يخالف طبيعتك الجديدة. لكن علاقتك مع الآب لا تنقطع في أي حال: سواء اعترفت بالخطيئة أو لا.

البراءة تمت بموت يسوع, وطبيعة البر جائت بقيامة يسوع

هل تعلم أن موت يسوع (وليس قيامته) هو الذي جاء لك بحكم البراءة؟ تقول رسالة رومية 4 : 25, "الَّذِي أُسْلِمَ لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ مَعَاصِينَا (أبرئنا) --- ثُمَّ أُقِيمَ مِنْ أَجْلِ تَبْرِيرِنَا (بررنا).

لقد كان موت يسوع هو الطريقة التي بها أخذ الدين من علينا وأخذ عقاب الخطيئة بأنه مات موتاً روحياً وجسدياً وأبدياً. فالقيامة ليست هي دفع الثمن بل موت يسوع. لكن القيامة لها دور آخر هام جداً سنكتشفه بعد قليل.


هذا يشبه رجلاً كان سجيناً وعليه دين, ثم قام شخص كريم بأخذ العقاب عنه. فصار هذا المذنب حراً منذ تلك اللحظة- غير مدان.. بريء.. ليس للقاضي أي شيء عليه. أليس هذا رائعاً؟ أليس كافياً ؟ لقد صار المذنب بلا دين وحر.

إذا لماذا قام يسوع؟ ألم يكن موته كافياً ليجعلك بريئاً؟ إذا لماذا قام من الموت؟بمعنى آخر, لو كان يسوع قد مات فقط ولم يقوم, ألم يكن هذا كافياً لكي يخرجك من قبضة إبليس؟ نعم.

ألم يتم دفع الثمن وأخذ العقاب بدلاً عنك؟ ألست أنت الآن حراً وليس عليك دين؟ أليس هذا كافياً؟ نعم كافياً.

لكن لم تكمل الخطة والقصد الإلهي للإنسان. لأن الله لا يريد أن يكون الإنسان مخلوق عادي فيما بعد, بل إبن الله. هللويا. يريده أن يكون نوع آخر من البشر لم يكن موجوداً من قبل. جنس آخر وخليقة آخرى.

كان عليه أن يدفع ثمن الإنسان أولاً. ثم بعد أن يحرره (بدفع ثمنه) يميته ويأتي بشخص آخر؛ يخلقه من جديد.

بر الله : طبيعة البر

ما معنى "بر الله"؟

إن كلمة "بر" تعني صحيح و صائب. أي عندما تصيب الشيء وتفعله بالطريقة الصحيحة فسوف تحصل على النتائج الصحيحة. إن كلمة "بر" تعني الطبيعة التي تنتج وتصنع الشيء بالطريقة الصحيحة.

بلا شك, أن الله لا يخطيء أبدا. لذلك فهو إله بار, أي الإله الذي لا يخطيء بل دائماً يصيب الشيء ويفعله بالطريقة الصحيحة وفي الميعاد الصحيح وفي المكان الصحيح.

ولأننا صرنا بر الله, فهذا يعني أن طبيعتنا صارت صحيحة وسليمة تنتج كل ما هو صحيح فقط ولا تنتج أي شيء خطأ. فلدينا القدرة الإلهية لنفعل ما هو صحيح. نقول الكلمة في الوقت الصحيح ونفعل ما هو صحيح.

والبر ليس قاصرا على الأفعال وحسب, بل إنجاز الخطة الإلهية وتتميمها. فننجز أمور الله على الأرض. وأيضا تشمل أننا نسلك في صحة إلهية وإزدهار وحماية إلهية. هذا هو بر الله. نرى في تكوين الإصحاح الأول أن الإنسان قد خُلق صحيح وسليم ومُسدد الإحتياج ... هذا هو صواب الله, أي بر الله ظاهراً.

إن بر الله هو أن تفعل الصواب أي تسلك في كل ما يريده لك الله من بركات وفي مشيئته وتفعل ما يريدك أن تفعله في مملكته.


كيف صرنا بر الله نفسه ؟


رومية 4 : 25 الَّذِي أُسْلِمَ لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ مَعَاصِينَا --- ثُمَّ أُقِيمَ مِنْ أَجْلِ تَبْرِيرِنَا


عندما أقام الآب يسوع بدأ خليقة جديدة و هذه الخليقة الجديدة هل أناس يولدون بطبيعة الله في روحهم مثل يسوع. في القيامة قام يسوع و أقامنا معه.


كان يسوع هو إبن الله الوحيد, لكن بعد القيامة لم يعد الوحيد. صار بكراً بين إخوة كثيرين وله إخوة مولودين من الله ذاته.


يوحنا 1 : 12, "أَمَّا الَّذِينَ قَبِلُوهُ، أَيِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاسْمِهِ، فَقَدْ مَنَحَهُمُ الْحَقَّ فِي أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ. وَهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ رَغْبَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ رَغْبَةِ بَشَرٍ، بَلْ مِنَ اللهِ".


لذلك فالقيامة هي أماته الإنسان العتيق -الذي حرره يسوع بموته وجعله بريئاً- وخلقه نوع آخر من البشر له طبيعة إلهية.


رغم أن المؤمنون متساوون في البر إلا أنهم ليسوا متساوين في إدراكهم لهذا البر. لذلك أنصح الجميع بأن يصلوا معي هذه الصلاة التي صلاها الرسول بولس إلى آهل أفسس مغيراً فيها ضمير الغير الي الضمير الشخصي:

"..حَتَّى يَهَبَني إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ حِكْمَةٍ وَإِلْهَامٍ: لأعْرِفُهُ مَعْرِفَةً كَامِلَة إِذْ تَسْتَنِيرُ بَصَيرةُ قُلُبِيْ، فَأعْلَمُ مَا فِي دَعْوَتِهِ لَي مِنْ رَجَاءٍ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِيَّ وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ الْمُعْلَنَةُ لَي بِحَسَبِ عَمَلِ اقْتِدَارِ قُوَّتِه الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، بِإِقَامَتِهِ لَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. وَقَدْ أَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي الأَمَاكِنِ السَّمَاوِيَّةِ أَرْفَعَ جِدّاً مِنْ كُلِّ رِئَاسَةٍ وَسُلْطَةٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَمِنْ كُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى، لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَحَسْبُ، بَلْ فِي ذَلِكَ الآتِي أَيْضاً".
للمزيد عن هذا الموضوع إقرأ هذه المقالات:

أنت بار وبر الله

رومية 7 لا يتكلم عن المؤمن
لكم يا أخواتى و أصدقائى
مع تحياتى و شكرا
مدير
المنتدى