في حياتنا المعاصرة اليوم تزداد معاناة المرأة العاملة والدارسة سواءً كانت فتاة أم متزوجة بسبب ظاهرة "التحرش الجنسي" والذي تتلون مظاهره بين التحرش الشفهي من إطلاق النكات والتعليقات المشينة، والتلميحات الجسدية، والإلحاح في طلب لقاء، وطرح أسئلة جنسية، ونظرات موحية إلى ذلك، ثم تتصاعد حتى تصل إلى اللمس والتحسس والقرص. وهو ما يعد من ألوان إهانة المرأة وإذلالها.
ودراسة هذه الظاهرة من الصعوبة بمكان فالأرقام والإحصائيات لا تمثل إلا جانباً بسيطاً من تلك المعاناة التي تعيشها المرأة العاملة في العالم اليوم، وذلك للأسباب التالية:
1- حساسية الموضوع، وأن كثيراً من ضحايا التحرش تخاف من: الفضيحة، وتلويث السمعة، فإن أصابع الاتهام ستشير إليها بالدرجة الأولى.
2- بعض الضحايا تخاف من فقد عملها.
3- الخوف من تعثر الدراسة جعل بعض الضحايا يلتزمن الصمت، كما قرأنا في تهديد أحد أستاذة الجامعة لإحدى طالباته.
4- شعور الضحايا بأن الجاني عليها لن يجد العقاب الرادع له.
5- إثبات حدوث التحرش من أصعب الأمور على المرأة.
لهذه الأسباب وغيرها سيظل موضوع التحرش الجنسي بعيداً عن المعرفة الكاملة لصورته الحقيقية، بل قل ولا حتى جانباً كبيراً منه، لذلك سيبقى التحرش الجنسي من أقبح ألوان الأذى للمرأة، وأبشع صور الظلم لإنسانيتها.
نتائج التحرش: وتقول إحدى المتخصصات: عندما لا تكون المرأة المتحرش بها جنسياً راضية بالأمر، فإن الأمر يصبح مطاردة، والإحساس بالمطاردة قد يسبب الانهيار العصبي، خاصة إذا كانت ظروف المرأة لا تسمح لها بمغادرة مكان العمل أو الدراسة، فإن بقيت تحت الضغط قد تصاب بانهيار، وإذا كان بإمكان المرأة المغادرة أو الهروب فإنها تصبح حذرة في علاقاتها حيث ستظل التجربة السلبية راسخة بذهنها وبداخلها.