أنا شاب في الثامنة عشرة من عمري.. أعيش في ورطة فظيعة.. فقد تزوجت عرفيا من إحدي زميلاتي في المعهد المتوسط الذي أدرس فيه وكنت أتصور كما ذكر لي زملائي في المعهد أن المسألة لن تتعدي أن تكون مغامرة أستمتع فيها أنا وفتاتي بعلاقة حميمة ثم ينتهي الامر عند هذا الحد واطلقها ويذهب كل واحد منا في طريق،. خاصة أننا في السنة الاخيرة من المعهد.. وبعد عدة أشهر سوف نتخرج وتتفرق بنا السبل.
لكن الذي حدث ياسيدتي كان ورطة خطيرة بكل معني الكلمة.. فقد تزوجت من فتاتي منذ عدة أشهر.. ولم ألتق بها سوي مرة واحدة ذلك أننا التقينا في شقة أحد الطلبة التي يخصصها للمتزوجين من طلبة المدارس والمعاهد والجامعات.. ويتقاضي من كل من يستأجر الشقة لعدة ساعات مبلغ عشرين جنيها مع أن الشقة تقع في حي شعبي شديد التواضع.. وأثاثها قديم ومقرف.. ومع ذلك فكل المتزوجين عرفيا من الطلبة يتهافتون علي استئجار الشقة للقاء زوجاتهم في مكان مأمون مغلق عليهم ولو لبضع ساعات.. وبعد لقائي الاول بها واكتشافي رغم أنها في السابعة عشرة من عمرها إنها ليست عذراء.. قررت أن أقطع كل علاقة لي بها.. بل وقمت بتقطيع الورقة العرفية أمامها.. ولكنها لم تهتم وذكرت في برود إنني لست أول زوج لها بهذه الطريقة.. فقد تزوجت وهي في سنة أولي من زميل في المعهد ثم تزوجت من زميل آخر في السنة الثانية.. وكنت أنا الزوج الثالث.. وخرجنا من الشقة علي ألا نتقابل بعد ذلك ومضت اربعة اشهر لم أرها فيها ثم فجأة وعند خروجي من المعهد وجدتها في انتظاري وكانت معها احدي صديقاتها.. وطلبت مني أن نذهب الي إحدي الكافيتريات لنتحدث.. ورددت عليها قائلا إننا اتفقنا علي الا نلتقي بعد.. ولكنها ردت بأنه جدت مشكلة خطيرة ولابد من أن نجلس ونتفاهم.. ولما لم يكن معي نقود فقد صحبتها الي الكورنيش حيث جلسنا علي أحد المقاعد في الشارع والغريب أن صديقتها جاءت معها وكأنما لكي تشد أزرها ولكي تكون شاهدا علي مايجري بيننا وتكون شاهدا ضدي إذا ما حاولت التهرب والانكار.. وفي الشارع وامام النيل اعلنت لي زميلتي في المعهد وزوجتي ليوم واحد أنها حامل وأنها لا تعرف ماذا تفعل.. وأن والدها وهو صاحب جزارة وشقيقها وهو شبه بلطجي لو علما بالأمر فإنهما سوف يقتلانها ويذبحاني.. وإنني يجب أن أجد حلا للمشكلة قبل أن ينكشف الامر وشعرت بالارض تميد من تحتي.. فلم يخطر ببالي أن ذلك الوقت القصير الذي قضيته معها يمكن أن ينتج عنه حمل.. وعندما حاولت أن أعلن شكوكي في أنني الاب صرخت في وجهي وقالت »هذا العام لم أتزوج غيرك.. وعموما فإننا يمكن أن نتأكد إذا أجرينا تحليل ال D.N.A بعد ولادة الطفل وعن طريق المحكمة.. وذهلت فكيف لهذه البنت الصغيرة أن تعرف حكاية ال D.N.A وماهو العمل لو جرتني الي المحكمة.. ووجدت نفسي بين نار شقيقها البلطجي وبين الفضيحة والذهاب الي المحكمة.